القائمة المشتركة على مذبح محمد بركة

تهامة نجار

اليوم بات مؤكدًا أكثر من أي وقت مضى ان تنفيذ مشروع إقامة القائمة العربية المشتركة لخوض انتخابات الكنيست يتجلى على مذبح رئيس كتلة الجبهة محمد بركة وان التجمع الوطني الديموقراطي والقائمة الاسلامية الموحدة يحبسان أنفاسهما يترقبان لحظة الخلاص بإعادة انتخاب محمد بركة رئيسًا لقائمة الجبهة غدًا السبت ليشكلا معا سفينة انقاذ مشتركة ،تسعى لإنقاذ محمد بركة اولا من "فضيحة" نكثه بوعوده السابقة التي قطعها على مجلس الجبهة باستقالته بعد عامين فقط من عضويته في الكنيست الحالية يكون قد قضى ثلاث دورات رئيسًا للكتلة ,مع ان قانون الجبهة يجيز دورتين لكل عضو فيها على ان يحصل في المرات القادمة على ثقة 66% من اعضائها .

يعتبر مشروع او ربما خدعة إقامة قائمة عربية مشتركة كارثة على المجتمع العربي في البلاد اذ أن هذا الطرح يهدف الى  تقليص مساحة حرية الرأي للناخب العربي في انتخابات ديموقراطية تعتبر فيها التعددية إحدى أسس ومبادئ هذه الانتخابات ,والأنكى من كل هذا, كيف يمكن "كبس" قوائم ثلاث مع بعضها , أهدافها ومبادئها متناقضة تمامًا ومشروع كل منها بعيدًا كل البعد عن مشروع الاخر .

غريب عجيب أمر منتخبينا, اذ أنهم على استعداد تام للتخلي عن مبادئ واسس اساسية في حياتهم السياسية عندما تتلاقى مصالحهم الشخصية مع مصالح ألدّ اعدائهم السياسيين ويسعى كل منهم جاهدًا لتدبير خشبة خلاص الآخر لينجو الجميع بسلام نحو"مستنقع" الأمان ....

ان فكرة اقامة قائمة مشتركة سوف تدفع بعشرات الاف المواطنين العرب البحث جاهدًا عن حزب بديل يحقق طموحات وامال الجماهير العربية في البلاد ربما من خلال حزب صهيوني ضَمِنَ منصبًا مضمونًا لشخصية عربية بعيدًا عن قائمة حبلى عقيمة، مولودة منحلة ، متجانسة متناقضة،همها الاول والاخير ترتيب مناصب ومعاشات لشخصيات أكل عليها الدهر وشرب ، فشلت فشلا مدويا في تحقيق انجاز يذكر على مدار عشرات السنين لا بل ازمت العلاقة بين الاقلية القومية العربية والمؤسسة الحاكمة من خلال تصرفات صبيانية وشعارات فارغة متطرفة، لا سبيل واضح لسياستها ولا اهداف مقنعة معلنة ولا مستقبل مبشر.

لن أصوت لقائمة اعضاؤها يطالبون بالخلافة على قدس الاقداس ولن اصوت لقائمة اعضاؤها يحصلون على تمويل من مصادر الإرهاب العربي كقطر وغيرها ورئيسها السابق تخلى عن القومية العربية لمصلحة الارهابيين الذين دمروا الكنائس والجوامع وطردوا المسيحيين من بلادهم من اجل حفنة من المال ، وبالرغم من محبتي وتقديري وايماني الساطع بقدرات النائب الكبير محمد بركة فانني اترنح بين  التصويت مجددًا لقائمة يترأسها محمد بركة ام لا , لان في ذلك تعزيز للدكتاتورية الحزبية وتصغير لقيمة الاخرين وكأن محمد بركة وحيد عصره وفي محوره فقط تدار شؤون الحزب والجبهة, الامر الذي يشكل في حد ذاته تحقير لاهم واعظم جسم سياسي عربي يهودي في تاريخ البلاد بالرغم من القدرات الفذة التي يتمتع بها بركة وخبرته العظيمة في ادارة شؤون العرب في الكنيست .

ان عملية "التخويف" الزائفة التي تقوم بها بعض الجهات من عدم امكانية نجاح اية قائمة عربية وحيدة هو بالاساس محض من الخيال ودرب من دروب الغباء بمعنى انهم "عم بحاولوا يتغابوا علينا" اذ ان جميع استطلاعات الرأي تمنح اليوم الجبهة 6 مقاعد على الاقل ويا ويلها اذا "اعلنت" تخليها عن هذا الانجاز التاريخي العظيم من خلال الانخراط في القائمة المشتركة ،وان استطلاعات الرأي تبشر باندحار التجمع الى غير رجعة وحصول الموحدة على خمسة مقاعد على الاقل .

اليوم اكثر من يوم مضى ملقاة على كاهل مؤتمر الجبهة ان يرفض بجرأة وصلابة رفضًا قاطعًا مشروع اقامة قائمة مشتركة وان يعلن المؤتمر عن انطلاق قائمة الجبهة بكل قوة وعنفوان نحو معركة انتخابية يحفظ من خلالها ماء الوجه للجبهة والوسط العربي ويمنح متنفسا للجماهير الغفيرة ان تختار بين الغث والسمين ..والله ولي التوفيق