[x] اغلاق
عذراً بيوت الله
28/1/2015 11:22

عذراً  بيوت  الله

بقلم : سعاد عوض سواعد - شفاعمرو


كان لا بد ان اخط خواطري سطوراً لينطلق تبرمي من سجن السكوت في سراديب الذاكره الى عتق الكلام بعد أن استتر هناك لئلا يعتبره البعض شذوذا عن قاعدة القبول أو الحاداً في زمن اصبح للانصاف والصواب معاييرَ اخرى تبعد كل البعد عن مفهوم وجوهر الدين الحقيقي عند البعض ممن يلوحون بشعارات الزهد والتقوى...
ولكني ادركت أن الصمت في هذه الحاله ما هو الا مشاركة في الجحود وموافقة على ازدراء  لفئةٍ كبيرة من النساء ممن يستحقن التقدير والتكريم بدلا من التشكيك والتصغير..
قبل فترة وجيزه تزامن وجودي قرب مسجد خارج البلده مع وقت خطبةِ الجمعه ولا بأس في ذلك فغالبية خطب الجمعه تطرح مواضيع اجتماعيه وتربويه غايةً في الأهميه وحلولاً افتراضية لمشكلات الجيل الحاضر بكل جوانبها المعقده مما يدل على ثقافةٍ وإلمامٍ واسع في امور الشريعه والدين ، عدالته وعمق مفاهيمه ، هذا الدين الذي قد يساهم في فهمه بشكل خاطيء وفقدانه مصداقيته من يفترض به ان ينقل خصائصه القيمه بحكم وظيفته او منصبه ووجوب خبرته بامور الدين وأحكامه..
وقد بلغ مسامعي قولا من الخطيب بان النساءَ لا ينبغي ان تخرج للعمل ومكانها هو المنزل فحسب ، كما ولا ينبغي ان تقود سياره !!!
وانا اتساءل ان كان ذلك حكم الدين فما هو تفسيره للآيه  ً فاستجاب لهم ربي اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر أو انثى بعضكم من بعض ً  ... فزوجة الرسول خديجه بنت خويلد كانت تعمل في التجاره بمكه المكرمه.. والنساء عملن منذ اول معركة في الاسلام ، وفي معركة بدر تسابقن للاعتناء بالمصابين ..فهل اختلف اثنان على أهمية ما كن يقدمنه من خدمات للآخرين الى حد انقاذ حياتهم ..ولست ادري ان كان يعرف من هي رفيده بنت سعد الانصاريه، اسم لامع في تاريخ نساء الاسلام ...وشيخنا المبجل يشكك أصلاً في حقيقة خروج نساءنا للعمل وضرورة مراقبتهن للتحقق من ذلك!!!
وانا اتساءل بأي حق جُعلت النساءُ عرضةً للتشكيك والقمع من على منابر المساجد.. وحكم الاسلام في عمل المرأه واضح جلي فهو ليس امراً حتمياً تجبر عليه بل هو جائز ومباح شرعاً...
وأود ان اقول لحضرة الامام المبجل واستناداً الى ما عرفته لاحقاً عن النساء اللواتي يعملن من الوسط الذي نشأ وترعرع هو فيه ، بان تلك النسوة والفتيات لا تعملن الا لحاجتهن الماسه للعمل وكسب الرزق بشرف وامانه بل واكثر من ذلك الكثيرات منهن معيلات وحيدات لعائلاتهن في ظل وضع اقتصادي مزرٍ وفرص عمل ضئيله بشكل عام ولوسطنا العربي بشكل خاص وغالبية الفئه التي يعرفها هو لم تحظ بفرص التعلم في المعاهد العليا والاطر الأكاديميه واضطرت للعمل بظروفٍ قاسيه واجورٍ ضئيله من اجل لقمة العيش ولا يخفى على احد ان كونهن اناثاً ومن الوسط العربي يتطلب جهوداً مضاعفة للنجاح والاستمراريه..فهل كُتِبَ عليهن العيش بين سندان الحاجه ومطرقةِ من لا يرحم
وهل من الاجدر بهن البقاء في بيوتهن بانتظار رزقٍ  ياتي باعجوبة او سحر ما ، ام يمددن ايديهن لمن قد يطلب ثمناً لثمن قوت اولادهن..
واذا كان الامر كذلك فلماذايسمح اذاً لبناته وقريباته بالذهاب الى المدارس ؟ اليست المُدَرِسات اناثاً عاملات ، اليس هناك اختلاطاً واختلاقاً لفتنٍ هو يفترض وجودها ، ففي نهاية المطاف الخروج من البيت بدون مراقبه على حد تعبيره مرفوض ، وتعددت الاسباب والموت  واحدٌ ...واتساءل كيف يقصد المصارف لتلقي رواتبه من ايدي نساءٍ خرجن من بيوتهن ...
أولعل في عمل النساء ومساهمتهن في اقتصاد بيتهن تهديداً لسلطةِ الرجل !!!
وقد سمعته في نهاية الصلاة يدعو لكل مريض بالشفاء ، وأنا بدوري أقول له بوركت ايها الشيخ المبجل ،، ولكن أليس من الاجدر بك ان تدعو له بالصحة والسلامه وان لا يصاب بالمرض اصلاً لأنه "والعياذ بالله" لربما يضطر لتلقي العلاج على أيدي واحدةٍ من الكثيرات في بلدنا الحبيب وغيره من اللواتي تعلمن وكدحن وخرجن في صباح ذاك اليوم" بسياراتهن" الى مكان عملهن وليس الى مكانٍ آخر ...
فرفقاً بالنساء ...وعذراً بيوت الله.....