[x] اغلاق
إسرائيل تنفي تقريراً يتهم جنودها بـسرقة أعضاء فلسطينيين
20/8/2009 11:57

نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية الأربعاء، اتهامات تضمنها تقرير نشرته صحيفة سويدية، جاء فيه أن جنوداً بالجيش الإسرائيلي قتلوا عدداً من الشبان الفلسطينيين لانتزاع أعضائهم والمتاجرة بها، طالبة من سفيرها في ستوكهولم الاتصال بالحكومة السويدية ودعوتها لإصدار بيان إدانة.

وسارع مسؤولون إسرائيليون إلى وصف التقرير بأنه "معاد للسامية"، وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، إيغال بالمورإن ما جاء فيه يحمل "مادة عنصرية مثيرة للصدمة"، مشبهاً إياه بما كان يقال حول اليهود في القرون الوسطى، داعياً الشعب السويدي إلى "عدم تصديق مثل تلك المزاعم الباطلة."

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن سفير إسرائيل في ستوكهولم وجه احتجاجاً "شديد اللهجة" إلى الخارجية السويدية، ووصفت التقرير، الذي نشرته صحيفة "أفتونبلاديت" السويدية مساء الثلاثاء، بأنه "تفوح منه رائحة لا سامية حول متاجرة إسرائيل بأعضاء بشرية، يتم انتزاعها من فلسطينيين بعد قتلهم."

من جانبها، رفضت الخارجية السويدية التعليق على الموضوع، بالقول إن "البلاد فيها صحافة حرة"، في حين ردت السفيرة السويدية في إسرائيل بالقول إن ستوكهولم "تنأى بنفسها عن التقرير."

وكانت الصحيفة السويدية قد نشرت تقريراً لمراسلها دونالد بوستروم، أفاد فيه بأن جنوداً إسرائيليين قاموا بانتزاع أعضاء من شبان وأطفال فلسطينيين، قبل أن يقوموا بإعدامهم، كما اعتبر الصحفي السويدي أن ذلك قد يقود إلى إجراء تحقيق دولي فيما وصفه بـ"جريمة حرب" من قبل الجيش الإسرائيلي.

وفي اتصال معه، قال بوستروم إنه تلقى عدة تهديدات بالقتل، مضيفاً أن ما كان يحاول القيام به في تقريره، هو إيراد أمثلة على نشاطات لبيع الأعضاء في إسرائيل.

وأضاف بوستروم أنه كان يسعى للتحقيق في قضية الفساد التي كُشفت بولاية نيوجيرسي الأمريكية، وتضمنت حاخامات تورطوا بعمليات بيع أعضاء، مضيفاً أنه لا يمتلك أدلة على قيام جنود بالجيش الإسرائيلي بسرقة أعضاء من جثث تعود لفلسطينيين، لكنه كان يدعو للتحقيق في هذه المزاعم التي قيل الكثير عنها في العقد التاسع من القرن الماضي.

وأضاف بوستروم أنه كان موجوداً في الأراضي الفلسطينية عام 1992، عندما جلبت السلطات الإسرائيلية جثة فلسطيني يدعى بلال أحمد غانم، وقد قالت عائلته آنذاك إن الجيش الإسرائيلي سرق بعض أعضائه، وسمع بعد ذلك روايات مماثلة من 20 عائلة فلسطينية أخرى تسلمت جثث أبنائها وقد ظهرت فيها قطب جراحية.

وكشف بوستروم أنه سعى لتصوير تحقيق وثائقي عن القضية، غير أن الأحداث الأمنية التي أدت إلى إغلاق المعابر نحو الضفة الغربية وغزة حالت دون ذلك، مضيفاً أنه لم يتمكن من العثور على منظمات إنسانية مهتمة بالقضية.

ولفت الصحفي السويدي إلى أن قرار السلطات الإسرائيلية تشريح جثث الفلسطينيين الذين يسقطون برصاص جيشها غير مفهوم، لأن أسباب الوفاة واضحة.

ونفى بوستروم أن تكون الحكومة السويدية قد اتصلت به، مضيفاً أن الصحيفة التي يعمل بها تقف إلى جانبه، منبهاً إلى أنه تلقى مئات التهديدات بالقتل، بينها رسالة إلكترونية تقول: "يجب أن يموت النازي، ستكون أنت محور الأخبار قريباً.. نراك في الخارج."

يذكر أن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، علّق بدوره على التقرير، واصفاً إياه بأنه "نموذج يبعث على الصدمة"، معتبراً أنه "يأتي في إطار تصوير إسرائيل على أنها كيان شرير."


يذكر أن مقال بوستروم أشار إلى أن نحو نصف الكُلى التي استخدمت في عمليات زرع الأعضاء بإسرائيل منذ عام 2000، تم شراؤها بطرق "غير شرعية"، من تركيا وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية، مشيراً إلى أن "وزارة الصحة الإسرائيلية كانت على علم بهذه المخالفات، ولكنها لم تحرك ساكناً."

وذكر بوستروم أنه اكتشف تلك "الأعمال الوحشية" أثناء زيارته للضفة الغربية، حيث كان يقوم بجولة للإعداد لكتاب بصدد إصداره، وقال إنه أبلغ موظفين دوليين تابعين لوكالات الأمم المتحدة بهذه الممارسات.