[x] اغلاق
أهـــلا رمضــان
22/8/2009 15:14

أهلا بك أهلا يا رمضان، قد لاح هلالك للعين وبان. اتى رمضان علينا وأقبل، أقبل بالخير وهو بفرح مستقبل. ضيف كريم طالت غيبته نستقبله بسرور نبغي بهجته، نحسن تكريمه فهو للكرم أهله. ضيف  كريم  جاء،  جاء يطرق باب القلوب ليحثها على الخير وهو للمعاصي وجاء . شهر الرحمات تفتح فيه ابواب الجنات، ويصفد مردة الشياطين وهو للصائمين دواء، يكثر فيه العطاء رحمة من رب السماء. شهر يستثمره الصائم وله من الله جزيل العطاء. شهر أنزل الله فيه القرأن  هدى للناس وبينات ، في ليلة مباركة الأجر فيها خير من الف شهر من العبادة والصلوات
    
الصوم من العبادات التي تشق على النفس لما فيه من ترك الملاذ من طعام وشراب وشهوة، وهو عبادة عظيمة ويشتمل على معان عديدة وفوائد جمة وحكم يدرك البعض جزءا منها ويغفل كثيرون عن أغلبها

صحيح ان الصوم يشتمل على النية والامتناع عن المفطرات ما بين الفجر وغروب الشمس، الا ان الصائم لا ينبغي له ان يغفل عن ضرورة صون لسانه ويديه عن المعاصي، ويصون  سمعه وبصره  وسائر جوارحه عن الخطايا والآفات

وفي صوم العبد وإمساكه يتعود على الصبر ، الصبر على طاعة ربه وأداء الواجبات، والصبر عن معصية الله بقهر النفس على اجتناب المحرمات،  فإذا داوم على ذلك وصبر، أكسبه ذلك قوة في تحمل كلفة العبادة و قوة في تحمل ترك المعصية و قوة في ترك ما ألفته نفسه واعتادته من العادات والأخلاق الغير محبوبة

في صوم العبد عن الملذات في رمضان يتجلى معنى عظيم هو افتقار العبد لمولاه، في اموره كافة وانه لا يستغني عن الله طرفة عين.

 في صوم العبد تضعف شهوته ويقل أثر الشيطان عليه ويقوى ايمانه

في شهر الصوم وكثرة عباداته ونوافله، يجتهد العبد في الطاعة والاحسان فيعتاد عليه، وتنشأ لديه الرغبة الزائدة في الاقبال على الخير بأنواعه


في صوم العبد وجوعه وعطشه يشعر بحاجة الفقراء والمساكين المحرومين ويحس بألمهم ومعاناتهم ، فلئن حرم من الملذات شهر

رمضان باختياره مع قدرته على الترف، فالفقراء محرومون من النعيم طيلة السنة رغما عنهم ، وإذا استشعر العبد هذا حمله على البذل

والإحسان إلى البائسين وتفقد أحوالهم وقضاء حوائجهم وصار رحيما قريب الشفقة كسير القلب وهذا هو مقام الإحسان

في صوم العبد، يستفيد الجسد، ففي الصوم وقاية من كثير من الامراض، فمع قلة كمية الطعام الوارد إلى الأمعاء، يخف ضغط البطن على الصدر، فينتظم التنفس ويعمل بصورة أكثر راحةً وانسجاماً، فتتمدد الرئتان دون عوائق، ويقل العبء الملقى على القلب فتقل ضرباته لعدم الحاجة إلى بذل جهد كبير لدفع الدم إلى الجهاز الهضمي، الذي بدوره يستفيد في تجديد خلاياه وانسجته، وبذا يكون الصوم فرصة ذهبية لاستعادة نشاط الجسم وحيويته

يقول احد علماء الصحة الاميركيين ، ان كل إنسان يحتاج إلى الصوم وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض فتثقله ويقل نشاطه فإذا صام خف وزنه وتحللت هذه السموم من جسمه وتذهب عنه حتى يصفو صفاءً تاماً

أخيرا ، أسرة بصراحة تتقدم من قراءها عامة ومن المسلمين خاصة بأحر التهاني بحلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله على الجميع  بالخير واليمن والبركات