[x] اغلاق
كل عام وانت امي ..غائبة أو حاضره..
19/3/2015 9:42

كل عام وانت امي

 

..غائبة أو حاضره..

بقلم : سعاد عوض سواعد
 احترت كيف اعايدها وهي هناك .. بدعاء من الأعماق يجوب الزقاق يلج الأرواق يلامس الآفاق .. فيسمعه كل هاجع ما استفاق .. ام بباقة وردٍ نضير اقحم الاثير بطيب العبير ... ولربما بنبتة  ريحان تسلب الاذهان بسحرها الفتان ازرعها على ضريحها.. فلكم احبت عبق الريحان في ذاك الزمان ...
لو تعرفين غاليتي كم اشتقت ان اردد كلمة امي .. يمّا..
وكم بت ارغب في أن أحلم .. لعلك تراوديني من وقتٍ لآخر ... فلطالما استفقنا من سباتنا لنجد أن تلك اللحظات التي حسبناها واقعاً ما كانت الا حلماً عابراً ...ويمضي... ونعيش الحلم بانتظار حلم جميلٍ آخر ...
وحينما جابت رؤياي اروقة الرحيل رايتك وقد عدتي من جثوتك  فلم يرق لك حال امتك ،  بكيتي  من هول صدمتك وعُدتي  ادراجك من حيث أتيتي...توسلت اليك ..إبقي يا أُماه ..أبقي معي ..
كان وجهكِ ساكناً حزيناً كيوم مماتك... ولم أسمع الا صدى صوتٍ ضعيفٍ يقول :  لا استطيع البقاء ... واصلتُ البكاءَ والرجاء إلى أن حجَبَتكِ دموعي عن أنظاري حتى تلاشيتي كشبحٍ بعيد... وازدحمت مخيلتي بذكراكِ الطيبه وخلتني أُصدق ما قيلَ بأنه هناك حكمة بإغماض عيون الموتى عند رحيلهم فلا بد الاّ يرَوا ما سيحدث بعد موتهم فيموتون أكثر من مره...
فعودي الى جنتكِ أيتها الغاليةُ الغائبه الحاضره لربما نلقاك في عالم آخر... أوَليسَ الله محسناً لعباده ومُرفقاً بهم في الآخرةِ. بقدرِ عنائهم وايمانهم في الدنيا .. وأنتِ من هؤلاء القوم المؤمنين..
لن أنساك أماه غاليتي .. ما دام قلبي ينبضُ بالحياه ونفسي قادرةٌ على أن تفكر وتتذكر.. وساردد ابداً قول الشاعر

... ساظل أذكركم إذا جن الدُجى.... أو أشرقت شمس على الأزمان...

فألى جناتِ الخلدِ يا أُمي .... ويا أبي...