[x] اغلاق
المدرسه الاسقفية الثانوية والضمائر الغائبة !!
8/4/2015 8:04

المدرسه الاسقفية الثانوية

و"الضمائر" الغائبة !!

بقلم : د. مازن بابا , محام

صرحاً بنيناه بعقولنا وقلوبنا وفتح لنا ابوابه ليستقبل فلذات اكبادنا, ليدمى جريحاً دون منقذ, مما يتطلَّب  ان تتحرك الضمائر.المدرسة  الاسقفية الثانوية الكاثوليكية بشفاعمرو بلغت واستقبلت أولادنا لينعموا وينهلوا من العلم ما استطاعوا اليه سبيلا, فالمدير والمعلمون يعملون كالآباء والأمهات للحرص على اولادنا من غبار الحياةِ ويخافون عليهم كما لو كانوا ابناءً وبناتاً لهم.

ونحن الأهالي والأبناء والناس , كل الناس , دون استثناء, نترك هذا الصرح الشامخ على مدار سنين طويلة  من الزمن يرزح تحت عبءَ الهمّ والحساب لما سيكون غداً ولا نسأل انفسنا سؤالاً واحداً: اين نحن من هذا المكان الباسق, اين نحن وماذا نفعل من اجل الحفاظ عليه ؟؟!.

ماذا فعلنا ليبقى منارة للعالمين ؟ ولماذا نتجاهل ما يجول بداخله من هموم وعبءٍ يتحملها المدير والطاقم العلمي؟ وفي الأخير نذهب اليهم ونوجّه لهم  اللّوم لماذا ولماذا ولماذا !!!, وسؤالي ايضاً للمسؤولين في البلدية اوليس طلاب المدرسة ينتمون الى شفاعمرو !ام هم غرباء عنها وبالتالي يتم استثناءهم لشحة الميزانيات ؟!.

وهنا يحضرني بيت الشعر الذي فيه يقول الشاعر :

              ذهب الذين حمَوا حقيقة علمهم

                                                   واستعذبوا فيها العذاب وبيلا

هل دخلتم مرة الى المدرسة , هل شاهدتم مكتبتها الفقيرة , ومختبراتها المعدومة هل رأيتم ساحاتها المهملة وأروقتها الخطرة ,  هل عاينتم غرفها الضيقة وملاصقتها ؟! هل وهل وهل....!!؟ .

لا أريد الخوض في غمار البحث عن السبب الرئيس  الذي يعود بالأساس على صاحب المدرسة والمطرانية  والمسؤولين فيها بل أود أن  اوجّه  لومي لنفسي اولاً ولكم , جميعكم ثانياً !! كيف نرضى السكوت عماَّ نحن  عليه وهذه المدرسة تعاني من فقر في الموارد ومن غنىً  في الطاقات البشرية التي تستنفذ كل طاقاتها لتحافظ على الحجر والبشر في آن واحد !!.

هلمُّوا وتعالوا لنتكاتف حول ادارة المدرسة , مديراً ومعلمين , مربين ومربيات ونقوم بدعم هذه المدرسة التي تعتبر بمثابة البيت الثاني لأولادنا فلذات اكبادنا , ما هذا الصمت المدوّي والغير مبَّرر من قبلنا ؟ لماذا لا نذهبُ , بدلا من الصراخ والنقد الهدام , الى المدرسة لنمد يد العون كل حسب امكانياته وإمكاناته  وان استطعنا أن نبني مدرسة عصرية تليق بأولادنا الذين يغرقون في اليوم الماطر ولا يجدون لهم ساحة او باحة تغطي رؤوسهم من المطر !,وفي ايام الصيف القائظه يتلوّون ويبحثون عن ظلّ الجدران ليحتموا من اشعة الشمس الحارة .

اناشد كل شفاعمري ذي ضمير أن يتهيأ في الايام المقبلة وان نشمر عن سواعدنا ونفتح قلوبنا وجيوبنا لندعم مسيرة العطاء , مسيرة  العلم والتقدم لهذه المدرسة ,لأنه آن الأوان قبل فوات الأوان ان نتفهم ما يجري في اروقة المدرسة من امور لا تتعلق بالدراسة لأننا على ثقة بأن الطاقم التعليمي وعلى رأسه مدير المدرسة يعملون كل ما باستطاعتهم للحفاظ على طابع ورونق المدرسة التاريخي والنهوض بها علمياً بقدر ما عندهم من امكانيات.

لقد استطاعت شفاعمرو بناء المدرسة الاسقفية الابتدائية بدعمكم وجهودكم وتبرعكم السخي , فما المانع ان نقوم بإعادة اللحمة والاتحاد لبناء مدرسة ثانوية عصريّة تدعمها المطرانية والبلدية , والناس كل الناس ؟! وفي هذه الايام بالذات !؟ .

وكلمة اخيرة اوجهها الى كل المسؤولين في شفاعمرو من دافع المحبة والغيرة  دون استثناء بلدية ومطرانية , رجال أعمال واصحاب مصالحٍ , اصحاب نفوذٍ والناس كل الناس أن يدركوا الموقف قبل فوات الاوان وخاصة تحت رعاية  سيادة المطران جورج بقعوني  وراعي الطائفة المحبوب الأب اندراوس بحوث  اللذين  يستطيعان اقامة هذا المشروع ,رغم كل العراقيل , مسنودين  بأهلينا في هذه البلدة العزيزه !.

دورنا اليوم الاتِّحاد لما يخدم مصلحة المدرسة والطلاب الذين يتعلمون بها لأَن هؤلاء منكم واليكم واللّه من وراء القصد .