قال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم الأربعاء، لوزير التعليم غدعون ساعر، "عليك أن تكون وزيرا للتعليم ليس ضابطا للتعليم، فللجيش ضباطه يعملون بما يلقى عليهم من مهام، وواجبك العمل على تربية الأجيال وليس تجنيد الطلاب".
وجاء هذا في جلسة لجنة التعليم البرلمانية، التي عقدت اليوم الأربعاء، للاستماع إلى تقرير من الوزير ساعر حول البرنامج التربوي للوزارة في العام الدراسي المقبل، ويتضح منه أن الوزارة زادت الميزانيات المخصصة لتشجيع الشبان على التجند في الجيش، أو للانخراط في ما يسمى بـ "الخدمة المدنية" البديلة للخدمة العسكرية، مع تركيز خاص على الطلاب العرب واليهود "الحريديم".
وفي كلمته قال النائب بركة ردا على بند التجنيد من هذا البرنامج، إن مهمة وزارة التعليم أن تربي الأجيال، وعلى الوزير ساعر أن يسعى ليكون وزيرا للتعليم ويسهر على جهاز التعليم، وليس ضابطا عسكريا للتعليم، فللجيش ضباطه، ويعملون بما يوكل لهم، ومهمة الوزارة أن ترفع مستوى التعليم والتحصيل العلمي، لا أن تقلق على الجيش.
وتابع بركة قائلا، إن الشرح المطوّل الذي عرضه وزير التعليم ساعر أمام اللجنة لم يتطرق إلى القضايا الجوهرية والأساسية التي يعاني منها جهاز التعليم، فمثلا، حين يتسلم رؤساء السلطات المحلية في البلاد رسالة من مدير عام وزارة الداخلية يطلب منهم فيها بالعمل على تطبيق قانون التعليم الإلزامي في بلداتهم، فإننا لا نجد بندا في ميزانيات السلطات المحلية ما يلبي هذا المطلب، والقضية الأخطر هي في البلدات الفقيرة وعلى رأسها البلدات العربية.
وتابع بركة قائلا، كيف ممكن أن ينتظم قانون التعليم الإلزامي كليا في البلدات العربية حينما تعاني من نقص 9 آلاف غرفة تعليمية، بدءا من روضات ما قبل التعليم الإلزامي وحتى المرحلة الثانوية، وحينما تكون نسبة الاكتظاظ في الغرف في المدار العربية من الأعلى من البلاد، إذ أن 74% من صفوف جهاز التعليم العربي فيها 35 طالبا وما فوق.
وقال بركة، إن الوزير ساعر يعلن انه يريد رفع تدريج التحصيل العلمي في المدارس، في الجداول الدولية، ولكنه لم يتكلم عن السبب الحقيقي لتدني مرتبة إسرائيل، مشيرا إلى أن ما يسبب هذا التدني هو التحصيل العلمي في المدارس العربية في البلاد، بفعل سياسة التمييز العنصري، التي تضرب جهاز التعليم العربي، مما ينعكس على التحصيل العام.
وأضاف بركة، إن على الوزارة أن تفحص الأسباب الحقيقية والموضوعية لتدني مرتبة إسرائيل دوليا، ومعالجة تلك الأسباب بشكل صحيح، ولا أن يتم تعزيز الأقوياء وإهمال الضعفاء.

تصرف أورليف العنصري

هذا وكان رئيس لجنة التعليم البرلمانية، النائب المتطرف زبولون أورليف، قد حاول في بداية الجلسة منع مدير لجنة متابعة قضايا التعليم العربي عاطف معدي من دخول القاعة والمشاركة في القاعة، فتصدى له بقوة عضو اللجنة، النائب محمد بركة، مؤكدا على أن هذا قرارا ينم عن عنصرية وحقد على الجماهير العربية.
وقال بركة إن لجنة متابعة التعليم هي لجنة تمثل قضايا التعليم العربي التي تواجه أخطر سياسة تمييز، وحضورها الواضح على مر السنين جعل وزارة التعليم تعقد جلسات معها، وتدير أبحاثا مشتركة، وحتى في الوزارة الحالية، ولهذا لا يجوز لأورليف أن يمنع مشاركة ممثل اللجنة، التي تمثل أكثر من 20% من طلاب جهاز التعليم.
هذا وبعد جدل صاخب في الجلسة، اضطر أورليف للقبول بدخول معدي إلى الجلسة.
ومن الجدير ذكره أن النائب بركة طرح قبل عدة أسابيع على اللجنة ضرورة دعوة لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في الجلسات ذات الشأن العام المتعلق بجهاز التعليم بشكل عام، وبطبيعة الحال المتعلقة بجهاز التعليم العربي بشكل خاص، وفي حينه وعد أورليف أن يفحص الموضوع، إلا أن تصرف أورليف أظهر أن لديه قرار وموقف مسبق من هذه اللجنة، من منطلقات عنصرية يرتكز عليها حزبه "المفدال"، وبتسميته الجديدة "هبايت هيهودي".