[x] اغلاق
كتـابـة... حـاسـوب... وعنتر نت
7/5/2015 11:45

كتـابـة... حـاسـوب... وعنتر نت

بقلم: مارون سامي عزّام

الأدوات الكهربائيّة مثل، ميكروويف، نشَّافة غسيل، تُعتبر أدواتٍ ضروريّة في كل منزلٍ اليوم، من أجل راحة المرأة، أمّا الكومبيوتر والفاكس، فهُما تقنيّتان عصريّتان تسهّلان على الإنسان تسيير شؤونه اليوميّة، أمّا الأدب يبقى وسيلة إبداعيّة راقيّة تعكس هموم المجتمع ومباهجه بطريقة المبدع الخاصة، لأنّ الإبداع الجميل يعكس مشاعر الكاتب المكبوتة فوق أوراقه، فيغزل بنول خياله وصنارة قلمه الحسّاس نسيجًا متينًا من الأفكار، يُحيك واقع النّاس حسب أسلوبه، ويقدمه لهم بصدقٍ وأمانةٍ على شكل خاطرة أو قصةٍ أو مقالة.

في عصر السرعة والتقنية العالية، بات كل شيء بمتناول اليد، ما عدا الإبداع، لأن له كيانه الخاص، أي ليس له علاقة بعصر السرعة، له قدسيّته، يؤمن به فقط الذين ينتمون إلى مذهب الإبداع، الذي لن يسمح للمتطفلين بالخربشة على جداره دون الإيمان به... أريد أن أقرّب مفهوم الكتابة حسب مفاهيم عصر السرعة، فهو يعني اختراع تقنية لغوية حديثة سليمة تتماشى مع روح العصر.

ماذا أعني بجملة "تقنية لغوية حديثة سليمة?" بكل بساطة أعني أن تتخلّل الفكرة كلمات لها دلالات فنيّة عصرية، لم يعهدها القارئ من قبل، وتطويرها بشكل سليم من ناحية الصرف، وبعد ذلك يرسل ذلك المبدع المبتدئ إبداعه إلى إحدى الصُّحُف، إما في البريد العادي، أو عبر الفاكس أو الإيميل الذي سحَر بتقنيّته العالم بأسره.

حتّى الكِتاب، تقزّمت قيمته، إذا رسمنا الرسم البياني لكل من الحاسوب والكتاب، لوجدنا النتيجة تتناسب تناسبًا عكسيًا بينهما، أي كلّما سَيطر الحاسوب على حياتنا، كلّما ابتعد بعض الشبّان والفتيات عن الكِتاب. أنا لا أُنكر أن وجود الحاسوب في كل بيت، ضروري وحتمي.

الكتابة السريعة لا تجدي نفعًا، لأن التطور السريع النفّاث، وقد غدا العنتَرنت وأعني الإنترنت إشبينًا وعرّابًا له، قد أصبح شريكنا اليومي، منتشرًا في كل بيت، وسرعان ما تأقلمنا مع التطوّرات العلمية والمهنيّة، إذ أصبح الإنسان من خلال هذا العنتر يقرأ صحف الإنترنت ويستقي منها الأخبار والإعلانات وغيرها من الأمور، إنه حقًا عنتر القرن الحادي والعشرين... عنتر عقول المجتمع، إذ كل يوم يفتتح الإنسان بداخل هذا الاختراع موقعًا جديدًا.

لذلك أقول لهؤلاء العجولين في الكتابة: "ما حداش لاحقكوا بعصا"، فالصحف المحليّة كثيرة، لا تُعد ولا تُحصى، أكثر من "الهَم على القلب"، فقط مطلوب أن تكتبوا بتروٍ حتى تروا أفق خيالكم يتسع أكثر كلما تقدمتم بالفكرة، وكما نقول " كل شيء بوقتو حلو" واتركوا الآن أيها المبتدئون الحاسوب جانبًا، لأن مسؤولية الكتابة أكبر بكثير من شغفكم بهذه التطوّرات.