[x] اغلاق
صفقة التبادل بين حماس واسرائيل بمرحلة جدية
29/8/2009 12:03

قالت مصادر مصرية مطلعة إن الوسيط الألماني الذي عقد لقاءات عدة مع القيادي في حركة "حماس" محمود الزهار في كل من القاهرة وسويسرا على هامش ورشة عمل، كان متواجدا في القاهرة لابرام صفقة تبادل أسرى يطلق بموجبها الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت في مقابل المئات من الاسرى الفلسطينيين , حيث قد عاد الوفد الى قطاع غزة مساء أمس الجمعة في ختام هذه الزيارة التي التقى خلالها مسؤولين من الامن القومي المصري وبحث معهم آخر تطورات ملف شاليط والسجناء الفلسطينيين وموضوع الحوار الفلسطيني.

وأشارت المصادر المصرية، في تصريحات لصحيفة "الحياة" اللندنية إلى أن القاهرة تؤيد أي جهود ايجابية تصب في اتجاه إحراز تقدم في صفقة الاسرى، موضحة أن مصر وحدها أنجزت 80 في المئة من الصفقة ولم يتبق سوى "رتوش بسيطة". وحملت الجانب الاسرائيلي اعاقة ابرام الصفقة طوال الفترات السابقة، وقالت: "كدنا نبرم الصفقة قبيل مغادرة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت موقعه، لكن الموقف الاسرائيلي أعاق تنفيذها، ومن ثم تحركت مصر مع الوسيط الالماني لانجازها".

وقال مصدر قيادي في "حماس" لـ "الحياة":" إن الألمان طلبوا التدخل بقوة من أجل إبرام صفقة الاسرى بالتنسيق مع مصر واستكمالاً للجهود المصرية". وأعرب عن خشيته من إفشال الصفقة في اللحظات الاخيرة، قائلا: "هناك مخاوف من تدخل أيد خفية أو ضغوط دولية كي تحول دون إبرام الصفقة"، مشيراً إلى أن "التوجه الدولي هو عدم إعطاء حماس إنجازاً يحسب لها، لذلك هناك قوى ليس في مصلحتها إنجاح الصفقة بل تعطيلها والمماطلة إلى حين موعد انتخابات المجلس التشريعي". وشدد على أن رفع الحصار عن قطاع غزة هو شرط اساسي من شروط ابرام الصفقة.

وعن زيارة مشعل للقاهرة، قال:" إن الزيارة "تتعلق ايضاً بإنقاذ الحوار الوطني الفلسطيني في ضوء الخطوات التي قام بها الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) من جانبه بمعزل عن القوى الفلسطينية"، في اشارة إلى دعوته الى عقد اجتماع المجلس الوطني", مضيفا:" نريد أن نحذر ايضاً من أن اتخاذ اي خطوات أخرى استباقية ستكرس الانقسام"، وقال: "سمعنا عن دعوته رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر الى التحرك".

وتابع :"هناك مخاوف حقيقية من الدعوة الى عقد انتخابات في الضفة بمعزل عن غزة وإعلان غزة اقليمياً متمرداً وسحب البساط منها فهم يريدون إخراج حماس من الساحة السياسية بالطريق نفسها التي دخلت فيها، خصوصاً بعد أن فشلوا في تطويقها والقضاء عليها، سواء من خلال الحوار او الحرب او الحصار".

ورفض تناول تفاصيل صفقة الاسرى، قائلا: "الخوض في التفاصيل يمكن أن يعطلها، ونحن حريصون على عدم تناولها وأن تسير الامور بعيداً من الاعلام".

ومن المقرر أن يصل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل على رأس وفد من الحركة إلى القاهرة الأسبوع المقبل لابرام الصفقة وإنقاذ الحوار.


وفي السياق ذاته أكدت مصادر إسرائيلية مطلعة أن هناك تكتيما واسعاً تبديه الدوائر الأمنية الإسرائيلية فيما يتعلق بمصير صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مع الجندي غلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة منذ ثلاث سنوات، فيما يجهل الجمهور الإسرائيلي حتى الآن المصير المحتوم للجندي شاليط.

مصادر إعلامية إسرائيلية أكدت عن رفض المسؤولين الإسرائيليين الإفصاح أو التعليق عن قرب إطلاق سراح شاليط، عقب التدخل الغير مسبوق للوساطة الألمانية في الصفقة".

وتوقعت المصادر " أن يكون السبب المباشر وراء رفض المسؤولين التعليق او الحديث بموضوع صفقة تبادل ناتجاًُ عن إشتراط الوسيط الألماني بعدم الحديث بهذا الشأن إلى أن يتم إنجاح الجهود الألمانية المبذولة في إطار الصفقة".