[x] اغلاق
24 عامًا والجرح ينزف المًا وحسرةً على فراق عماد فرهود ، مباركي مباريكي وسمير الياس سوية في حادث عمل مؤسف
26/6/2015 4:15

 

وفاة المرحوم الشاب ماهر مباريكي يفتح الجرح مجددا على مأساة شفاعمرو الكبرى يوم 91/5/31 

24 عامًا والجرح ينزف المًا وحسرةً على فراق عماد فرهود ، مباركي مباريكي وسمير الياس سوية في حادث عمل مؤسف 

صباح 30/5 لم يصل المقاول الى بيت عماد ومباركي ليصطحبهما الى مكان عمل عماد الجديد حيث قرر الاخير الانضمام الى جاره وصديقه  مباريكي مباريكي في العمل "بالحدادة" ولكن رغبتهما بالعمل لتوفير لقمة العيش  وبناء المستقبل دفعتهما الى ان يستقلا حافلة وينضمان الى صديقهما سمير الياس في منطقة خليج حيفا .

حدثتنا ام عماد قائلة : "لم اعرف ماهية عمل ابني الجديدة حيث كان طموح والده ان ينخرط ابننا الشاب في عمل التجليس اسوة بأبيه حيث التحق بأحد الكراجات وباشر العمل هناك ,الاّ أن دافع الصداقة والمعاش الدسم دفعاه للالتحاق بأصدقائه  ,ويومها  اذكر انني كنت قلقة جدا وسألت العديد من الاسئلة عن عمله الجديد" .

"لقد رزقني الله بابني البكر عماد بعد معاناة طويلة مع الحمل حيث قضيت سنوات في العلاج وكنت أصلي يوميًا حتى منحنى الله اياه عطية من عطاياه , ادخل الفرحة والحياة مجددًا الى قلوبنا وكنا نطير فرحا وسعادة  به ,وقد واظبت منذ ولادته ان اصلي يوميا صلاة المسبحة ليحفظه الله من اي شر او اذى  وكنت ارافق صلاة العذراء في الكنيسة اسبوعيًا ولم انقطع يوما عن الصلاة .

في نفس يوم الحادث كنت لدى مصفف الشعر واذا بزوجي ابو عماد يتصل طالبًا اصطحابي  معه الى حيفا ، فوجئت من هذا الطلب ولم افهم ما معنى الذهاب الى حيفا حيث لم يكن ما نفعله هناك فزاد قلقي وطلبت من مصفف الشعر ان يتوقف فورًا عن اتمام عمله وهرولت مسرعة الى البيت لاستفسار الامر .

ابو عماد من ناحيته سار مرنمًا في شوارع شفاعمرو ومتمتمًا الحانًا وهو في طريق عودته الى البيت من "باب الحواصل" مستهجنًا, لماذا تنظر الناس اليه باستغراب ودهشة ولم يكن يعرف ان حادث ابنه أليم وقد يؤدي الى وفاته ,حيث كان يعتقد ان ابنه  مصاب في يده كما اخبروه وانه معافى.

سارع الوالدان الى مستشفى روتشيلد في حيفا واذا بهما داخل دوامة شفاعمرية هائلة حيث العشرات من اهالي شفاعمرو سبقوهم الى هناك وقيل لهم ان ابنهم افضل المصابين وانه قد ينجو من الحادث، وكانت الصدمة كبيرة حيث بدأت معالم الحادث تتضح رويدا رويدا وعندها ادرك الأهل ان ابنهم في خطر .

وفي الطريق نحو غرفة الانغاش تصر ام عماد انها سمعت صراخ ابنها يناديها وهو على سرير العبور نحو الغرفة انه بخير ، وتجتمع العائلات وتتوافد الوفود والثلاثه في غرفة الانعاش ينتظرون رحمة ربهم حيث تم ايصالهم باجهزة التنفس والاطباء قد فقدت الامل .

وتعود القصة كما ترويها ام عماد الى حماس الشباب في نهاية يوم العمل وقبل حضور المقاول لاصطحابهم الى البيت حيث طلب منهم المهندس الصعود الى اعلى احد البراميل الكبيرة لفك ماسورة قديمة كانت تحوي غازات سامة اعتقد انها بالية وغير ضارة وكان اول المتحمسين الشاب سمير الياس الذي طار مسرعا كعادته نحو القمة لا يهاب الخطر ولحقه متحمسا مباريكي مباريكي ومن ثم صعد عماد فرهود واذا بالماسورة تنفجر وتنطلق منها غازات سامة تذيب احشاء الشبان الثلاثة وترسلهم في سيارات العلاج المكثف الى المستشفى دون امل .

الجميع سمع المرحوم مباريكي وهو يتوسل لوالده طيب الذكر موفق مباريكي  ان ينقذه من شر الموت المحتم ويقول له "يابا ان ما بدي اموت اسا " ويطمئنه والده بان اصابته بسيطة وانه سيصحبه عاجلا معه الى البيت .

وخلال اقل من ساعة دخل الثلاثة في غيبوبة ودخلت شفاعمرو برمتها الى اجواء من الحزن والرهبة والخوف من المجهول حيث بدأت تلوح نسائم الموت فوق سماء المدينة وتخيم على اجوائها الحزينة ومع مطلع الفجر يوم  1991/5/31  بدأت تقرع اجراس الحزن الواحد تلو الاخر في مسافة ساعة واحدة فقط  تفصل بين الواحد والاخر, وعلت اصوات النحيب ..شفاعمرو فقدت في ساعة واحدة ثلاثة من شبانها الأبرار بلا ذنب اقترفوه حيث كان ذنبهم الوحيد اندفاعهم وراء لقمة العيش الكريم .

 (القصة كما روتها ام عماد في هذه المرحلة ونعدكم في الذكرى القادمة كتابة القصة كاملة على لسان جميع الامهات )

رحمهم الله واسكنهم فسيح جنانه