[x] اغلاق
مظلة وعدها المثالية
31/8/2015 8:41

مظلة وعدها المثالية

بقلم: مارون سامي عزّام

سيف وعد أهدتني إياه سيدة، تفتح لجمال جسدها أرقى أبواب الأناقة السّاحرة، وعد لا أدري إذا كان عفويًا، أم أنها تعني ما قالته لي، لكنّها عاهدتني أنها ستنظُر بأمري، وطلبت منّي أن تأخُذ بعض الوقت لتُفكّر فيما طلبته منها. أشتهي أن أستلّ من جوفها سيفها، لأقطع سلاسل توقّعاتي التي ربطتني بها بإرادتي، ولا أريد لصدى وعدها، أن يصل فُوّهة بركان لهفتي، فتثور فرحتي من جوفه.

ألا تعلمين أنّني تنحّيتُ عن منصبي الرّفيع في مملكة العشق؟! زعمتِ أن لوعدكِ خصوصيّته، كأنّ الذي أمامك طفلاً صغيرًا، عديم التّجربة مع الوعود الأنثويّة، لا، فقد عاركتها جميعها. لا أعرف حقيقة نواياكِ الكاملة، لأنّكِ تخفينها خلف قضبان برودة أعصابكِ، ولا تهتمّين أنّني سجين خلفها، منذ أن رميتِ قطعة وعدكِ في صحن لباقتكِ المعهودة، تعتقدين أنّي إنسان محتاج وفقير، يا لسُخرية الأقدار!

لم أعُد بائع حب متجوّل، أجوب شّوارع الأمنيات المزدحمة بالأخطار، أبيعكِ أو أبيع غيركِ زهرة أمل، وعندما تمسكينها تذبل بين يديك، بمجرّد اشتريتِها منّي. وعدتِني أن تعطيني جوابًا سريعًا... قررتِ الاختلاء مع نفسكِ، تنتظرين أن يهبطَ عليكِ وحي تنفيذ وعدكِ خلال أربعين يومًا، تأكلين وجبات من الأفكار النّاضجة، بحثًا عن مَنفَذٍ من هذا المأزق الصّغير الذي وقعتِ به، سأنتظر نطقك بوعد بلفور الذي سيمنح أفكاري المشرّدة وطنًا آمنًا في أرض ميعادكِ، منذ الآن إلى حين تنفيذ وعدكِ المبهم جدًا، سأتقشّف لبعض الوقت عن الكتابة.

فهمتُ أن وعدكِ هو حالة انفصال عن واقعك الشّاحب، كي تعيشي لمدّة زمنيّة مؤقّتة، رؤيا جميلة من أيّام صباكِ، عندما كنت في العشرينيّات، تتخيّلين أنّك في شهر عسل جديد مع الحب. مشغولة بدراسة دقيقة لمشروع وعدكِ الفاشل، رغم أنه لا يحتاج لدراسة متعمّقة. بالنسبة لي فقَد بات أثرًا تاريخيًا، يُعرَض في متحف النّسيان، لا يحق لي المطالبة به بعد اليوم، أصبح مُلكًا لسلطة آثار الأوهام.

صمّمت علبة اعتذار ملوّنة بطيبة قلبكِ!!... كافأتِني لأنّي بقيتُ محافظًا على مساحة المودّة التي بيننا، لم تجرئي على إنشاء رواق غرامي صغير، يقرّب بيننا، فظلّلتني بوداعتكِ، وأحرقتِ مظلّة وعدكِ من شرارة استيائك منّي، لأنّك تعلمين أنها أصبحت خبرًا جانبيًا في صحيفة الذّكريات الصّفراء، ولن تمنحكِ سلطة آثار الأوهام، حق امتلاك وعدك لي!!