[x] اغلاق
وصمة عار
4/9/2015 4:09

 

وصمة عار

تهامة نجار

عَمَّقَت أزمة المدارس الأهليه حجم النفور العام مما تسمى لجنة المتابعه للجماهير العربية, وأسست لدينا شعورًا "بالقرف" ممن يفترض أن يؤتمنون على مصالح شعبنا .

إن غياب لجنة المتابعه كليًا ومحايدتها أزمة المدارس الأهليه من مشروع نضالها وخنوعها الفاضح أمام معسوليات رئيس الحكومه حين "سخسخ" اعضاؤها عند لقاء نتانياهو ,وارتخوا متعة وهيمانًا ضاربين بعرض الحائط مصالح ابناء شعبنا مقدمين تنازلات جارفه ومكتفين باقل من 3% من مطالب شعبنا العادلة لتحقيق تصحيح جارف للغبن التاريخي من التمييز والتجاهل ، حيث وافقوا على مبلغ 900 مليون شيكل لعشرات القرى والمدن العربيه بدل 33 مليار شيكل بمعنى انه لا يتعدى بضعة شواقل لكل مدينه وقرية .. "فراطه"... يعني بالمشبرح "رمالهن عضمة".

والأنكى من كل هذا انهم فَعَّلوا سلاح إضراب المدارس العربيه في البلاد بما فيها المدارس الأهليه التي تلتزم بجميع اضرابات المتابعه كجزء لا يتجزأ من نضال الجماهير العربيه ، إلا أن المتابعه استثنت المدارس الأهليه من برنامج نضالها وطلباتها لدى حكومة نتانياهو وتناست أهلها في المطرانيه المسيحيه  الذين يعانون الأمرين في إدارة مدارس لشحة الموارد ، وأهالي يذرفون دماءهم لدفع اقساط تعليميه باهظه لتغطية العجز الذي خَلَّفته الحكومه من سياستها الغاشمه الفاضحه .

عشرات آلاف الطلاب تقبع في بيوتها يائسة ، في حين مئات الالاف الاخرى تمارس برامجها التعليميه بانتظام بقرار من المتابعه ، الامر الذي يعتبر جريمة نكراء في مشروع وحدة الصف العربيه ،ويطرح تساؤلاً : كيف سولت، لمن يفترض ان يكونوا مؤتمنين على مصالح هذا الشعب، لهم أنفسهم ان يطعنوا مشروع الوحدة في الصميم وفصل عشرات الاف الطلاب عن اخوتهم في التربية والتعليم وهدر حقهم في النضال العام للجماهير العربية في مكيده هدفها سلخ المسيحيين عن ابناء شعبهم والتخلي عنهم كما تخلت القياده الفاسقه عن الدروز كأقليه قوميه عربية وخضعت لإملاءات حكوماتها بفرض سلخ المعروفيين حيث لم تحرك ساكنًا بل ساهمت في دفعهم نحو نحرهم كما تقامر اليوم على مصير الأقليه المسيحيه .

حري بالتذكير ان المدارس الأهليه رفعت علم الوطنيه شعارًا لها منذ الأزل وهدفت في صلب استراتيجيتها تثقيف الشاب العربي وبجملته المسيحي ايضا، حيث ان غالبية طلاب هذه المدارس هم من غير المسيحين ، وقد بلغت نسبة الطلاب غير المسيحيين من المثلث والجليل في الاكليريكيه مثلا 97% من عدد الطلاب العام اليوم .

إنها وصمة عار تغرس في جباهكم ولن تقوى عليها حتى أمواج البحر العاتيه ، فخسئتم ...واعلموا أنكم بصبيانيتكم وخبث نواياكم دفعتم المزيد من الشباب المسيحي نحو التجنيد وربما دفعتم مجتمعًا كاملاً نحو الأسرلة ,وساهمتم في تجويد الاسرائيليين من عروبتهم وانتمائهم القومي الحر والشريف ومددتم المعونه بذلك لحركات مختلفه للمطالبه بهويه قومية مسيحية .

وأقسم أمام رب العالمين وبحق مجتمعنا الرصين أن أناضل حتى آخر رمق من حياتي لفضح نوايكم وخبثكم وزعرنتكم حتى يصل بكم المطاف الى مزبلة التاريخ.