[x] اغلاق
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
3/11/2015 9:22

" قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا "

بقلم المربي سهيل جمال مدير المدرسة الاسقفية الكاثوليكية

كان هذا لسان حال ، وما رمى اليه الدكتور المحامي مازن البابا في مقالته في صحيفة السلام والتي جاءت بعنوان " الى استاذي الفاضل"

حين قرأت مقالته هذه ، انتابني شعور ولا اعظم، وايقنت ان الدنيا ما زالت بخير، ما دام فيها امثال المحامي الفاضل مازن .... كيف لا ، وهو ذلك الانسان العظيم الشأن، والمحامي الذي يشهد ببراعته القاصي والداني، قد تواضع، ولم تكن هذه الصفة بغريبة عليه ليعود الى سنوات طفولته، مستعيداً أيامه الجميلة في حضن ذلك المعهد العزيز  على قلوبنا جميعاً ، ألا وهو المدرسة الاسقفية الكاثوليكية ، وهو الذي كان من خيرة ابنائها، وطلابها الافذاذ .

اتذكر ايها الابن الحبيب ، تلك الايام الخوالي، حين بدأت بعملي كمعلم في هذا المعهد، ولم اكن قد بلغت الثامنة عشرة من عمري، فالتقيت بك، وكنت عندها في الصف الخامس، وحال دخولي صفك، لفت نظري بريق يشع من عينيك ممهوراً بالنجابة والذكاء، ولم يخب ظني بك، كلما تقدمت بك السنين ، وارتقيت صفاً بعد صف ، حتى تخرجت من الصف الثامن، وكم كنت اود لو بقيت رفيقي، ولكن نجاحك الباهر في المراحل التعليمية العليا، ووصولك الى ارقى المراكز عوضني عن ذلك . كيف لا، وقد وصلت الى مرتبة الدكتوراة في الحقوق فارتاحت نفسي وايقنت انّ تلك النبتة الغضة قد اصبحت دوحة يستظل في فيئها كل طالب حق وعدل . فهنيئاً لك ايها الصديق الصدوق وهنيئاً لبطن حملك، ولمدينة انت واحد من ركائزها العظام . فشكراً لك ايها الحبيب على عواطفك الجياشة نحوي ، شكراً لك على تواضعك فقد اثبتت ان ما زال في الدنيا خير، حين يستذكر العظماء امثالك معلميهم، اولئك الذين لم يطلبوا جزاء مقابل رسالتهم هذه، غير  محبة واحترام من تتلمذوا على ايديهم ،لاننا نحن معشر المربين، نفخر ونعتز بكم، يا من شغلتم الدنيا بانجازاتكم، فكان منكم الاطباء، والمحامون والمهندسون ورجال الاعمال والمدراء ورجال الهايتك ، والكهنة والراهبات ، والاساتذة والمعلمات، ورجال الصحافة فانتم ثروة هذه الحياة، وانتم ملح الارض وينابيعها الفياضة فليحفظكم الله ، لتبقوا النور الذي يضيء الدنيا بأسرها .

واعلموا ، بأنني حين اخرج الى التقاعد المبكر، وهذا ما يراودني في هذه الفترة، سأكون مرتاح الضمير، بأنني قد أنشأت أجيالاً ، هم خيرة هذا المجتمع ، وكنزه الذي لا يفنى .