[x] اغلاق
ذكّر إن نفعت الذّكرى
3/11/2015 9:26

   ذكّر إن نفعت الذّكرى

                                  زهير دعيم

قبل أيام معدودات سُئل الارشمندريت فيلوثيوس الوكيل البطريركي للروم الارثوذكس لعكّا والقضاء ، سئل من قبل سكرتير المجلس الملّي الارثوذكسيَ في عبلّين السيّد جاكي الحاج حول الجرح المسيحي : توحيد الأعياد : نعم أم لا...

فجاء رد الوكيل البطريركي كالتّالي : في عام 325 م وفي مجمع نيقيه تمّ تحديد التاريخ لعيد الميلاد ، وعليه فلا يمكن تغيير هذا التّاريخ الّا بمجمع مقدّس آخَر يضمّ كلّ الكنائس.

 كذا... ببساطة أقفل سيادته الأبواب وسدّ المنافذ .

فسألته بلطف : متّى يُعيّد أهلك  في اليونان وقبرص يا سيّدنا ؟

فتلعثم وارتبك وبعد جهد قال : لقد قرّر البطريارك هناك أنّهم سيعيّدون عيد الميلاد مع الغربيين ، ثمّ تابع قائلًا: هناك احصائية شبه رسميّة تقول ان الكثيرين لا يمتثلون لهذا القرار!!!

احصائيّة ؟!!  ومن أجراها ؟!!

حان الوقت أن نعود ونقول : أنّ الكتاب المقدّس العظيم واحد وأنّ البشارة واحدة والعذراء الفريدة بين النساء واحدة والربّ واحد لا يتجزّأ، وأن ترنيمة الملائكة صدحت بها السماء والارض مرّة واحدة.

نعم كلّنا نؤمن ايمانًا لا تشوبه شائبة أن كتاب الكتب ( الكتاب المقدّس ) الموحى به من الله  هو دستورنا والموعظة على الجبل - التي سرقتني  من نفسي كما سرقت الملايين-  واحدة ، وأنّنا جسد واحد للمسيح وعروسه الأزليّة

 ومن هنا .. فوحدة الأعياد هي البلسم وهي الفرح الحقيقي للسماء وللمؤمنين وهي جلّ ما يصبو اليه المسيحي في كلّ بقعة من بقاع الارض.... نعم ليسمع الجميع وليصغوا ...  فكفانا تشرذمًا باسم الطائفية البغيضة !

وكفانا تمزيقًا لجسد الربّ تحت طائلة امور طقسيّة وعناد بشريّ.

 لا افشي سرًّا ان قلت ان قلب الربّ المحبّ يتقطّع حزنًا وهو يرى هذا الانشقاق ، ويرى هذا النهج الأعوج  الذي هو " لا حارّ ولا بارد"

 نعم وليس نعم... نُعيّد وكأنّنا لا نعيّد ...ضحك على الذقون .

يُعيّد البشر ؛ كلّ البشر، ذكرى عيد الميلاد  في العالم في الخامس والعشرين من كانون الأوّل ونحن  نقول لا.

ألا يعلم القادة الروحيون ان الميلاد ذكرى وذكرى جميلة ؟

ألا يعلم القادة الروحيّون ان وحدتنا مقدّسة ؟.... والغريب أنّه في كلّ قدّاس أحد وفي كلّ مناسبة نصلّي بعذب الصوت قائلين : " وبكنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسولية"

هل نقولها مجاملة ورفع عتب..

وخلاصة القول وبدون " لتٍّ وعجن " كما تقول  جدتي : شعب الله هو من يُقرّر وهو من له في ميزان الربّ وقع وأثر.

فكلّنا سنعيّد الميلاد في الخامس والعشرين من كانون الأوّل  وستصدح الاروح قبل الاجراس قائلة مع ملائكة السماء : " المجد لله في  الأعالي وعلى الأرض السّلام وفي النّاس المسرّة".

وكلّ عام وأنتم بألف خير سلفًا.