[x] اغلاق
مع حلول فصل الشّتاء: يجب علينا المحافظة على صِحّة أطفالنا
11/11/2015 8:12

مع حلول فصل الشّتاء: يجب علينا المحافظة على صِحّة أطفالنا

غسل اليدين، تقديم الطّعام الذي يحبّونه، الإهتمام بأن يشربوا بما فيه الكفاية، دمج الـﭙروبيوتيكا وعدم إرسالهم إلى الرّوضة.

هكذا تواجهون أمراض الشتاء التي بدأت بالظّهور وتُقوّون جهاز المناعة لدى الأطفال

كل المؤشرات تدلّ على أن الشتاء قد وصل: النّهار أصبح أقصر، الليالي أصبحت باردة والأطفال الصّغار بدأوا يُصابون بالمرض. صحيح أن معظم أمراض الشتاء تعتبر بسيطة نسبيًا وتنتهي بعد بضعة أيام، ولكن هذا يجب أن لا يمنعنا من الإهتمام بهم والقلق عليهم.

نحن نريد أن يكون أطفالنا دومًا أصحّاء، معافين وأقوياء، ولكن سرعان ما نكتشف بأن أمراض الشتاء هي جزء لا يتجزّأ من فترة الطفولة، وعمليًا فإن جهاز المناعة لدى الأطفال يتطوّر وينمو ويصبح قويًا بهذه الطريقة. وهُنا يُطرح السؤال: كيف يمكننا أن نخفّف عنهم وإلى أي مدى يتعلّق الأمر بنا؟

كيف نهتمّ بصحّة الأطفال الصّغار ونُحافظ عليها؟

1.     المحافظة على النظافة الشخصيّة: إحرصوا على النظافة الشخصيّة، مثل: غسل اليدين بالماء والصابون بعد تغيير الحفّاظات وقبل تقديم الطّعام. يُستحسن إستعمال مناشف شخصيّة والإهتمام بتهوية الغرف التي يمكث بها الأطفال بشكل يوميّ. بالإضافة، إفحصوا إذا ما كان المسؤولون في الرّوضة هم أيضًا يحرصون على النظافة الشخصيّة، ولا تخجلوا من توجيه الأسئلة بهذا الخصوص وزيارة الرّوضة.

2.     لا نُرسل طفلًا مريضًا إلى الرّوضة: يجب وضع قواعد واضحة بين الأهل والرّوضة بخصوص عودة الرّضع والأطفال إلى الرّوضة بعد المرض، وذلك لمنع انتقال العدوى إلى الآخرين. صحيح أن إضطراركم للتغيّب عن العمل بسبب مرض طفلكم الصّغير نتيجة إصابته بالعدوى من أخيه الأكبر، قد يكون محرجًا لكم، ولكن من المُفضّل أن تخفّفوا من معاناة الطفل المريض وأن تُبقوه في البيت لكي يرتاح كما يجب، وكذلك لمنع إنتقال العدوى إلى أطفال آخرين.

3.     مساعدة عن طريق تغذية الطفل:  إذا كان الطفل يرضع فمن المستحسن الإستمرار في الرّضاعة قدر الإمكان، لأن الرّضاعة تُساعد في تقوية مناعة الطفل بفضل المضادات الحيويّة والـﭙروبيوتيكا التي تنتقل إلى الطفل عن طريق الرّضاعة. الـﭙروبيوتيكا هي عمليًا إسم عام لمجموعة كبيرة من البكتيريا الصّديقة التي تتميّز بتأثيرها الإيجابي على جهاز الهضم.

ويتبيّن من العديد من الأبحاث أن هذه البكتيريا تُساهم في تقوية المناعة الطبيعية لدى الأطفال وخفض نسبة الإصابة بالعدوى وانتشار الأمراض والمساعدة في الحالات المَرَضيّة، مثل إلتهابات الجهاز الهضمي (مثل الإسهال). يُستحسن إعطاء الـﭙروبيوتيكا حتى لو كان الطفل لا يرضع، وإحدى أسهل الطرق لذلك هي اختيار بديل حليب يحتوي على الـﭙروبيوتيكا من جيل الولادة.

وما العمل عندما يمرض الأطفال ويفقدون الشهيّة؟

عندما يمرض الطّفل فإنه يعاني من إرتفاع الحرارة، الزّكام، السّعال، ولذلك تضطرّون لزيارة طبيب الأطفال عدّة مرّات (علمًا أنكم كنتم تُفضّلون أن تزوروه أقل ما يمكن) وإن كان هذا لا يكفي، فأحيانًا كثيرة يرفض طفلكم المريض تناول الطّعام ويكون مزاجه متعكّرًا. في هذه الحالة، لا داعي للقلق، لأنه من المحتمل جدًا أن تتراجع الشهيّة في فترة المرض، وعند شفاءه، تعود الشهيّة والإبتسامات إلى الطفل. ومع ذلك، ماذا يجب أن نفعل؟

-         متابعة تعليمات الطبيب: من المهم متابعة تعليمات الطبيب والحرص على تقديم السوائل ومنع الجفاف. إذا كانت سنّ الطفل أقلّ من نصف سنة، يجب الإستمرار في تقديم الطعام كالمعتاد: الرّضاعة أو بديل الحليب اللذين يزوّدان الأطفال بالسّوائل الضروريّة لهم، وتذكّروا بأنه من المحتمل جدًا أن يأكل الطفل أقل من المعتاد.

الأطفال الكبار الذين أصبحوا يأكلون الغذاء الصلب، في حالة المرض قد يعودون إلى حليب الأم أو بديل الحليب المعروفين لهم. في مثل هذه الحالة لا يجب الإصرار على تقديم الوجبات المتنوعة والمتوازنة. إذا لم يُبدِ الطفل رغبة بذلك.، وعندما يُشفى من المرض ستعود إليه شهيّته وستستقرّ حالته.

-         الإستمرار في تقديم الطعام المعروف والمُحبّب لديه: بالرغم من الخرافة المعروفة التي تقول بأن "حليب الام يزيد من البلغم في الجسم"، إلا أنه لا يوجد أي سبب لاستبدال بديل الحليب ببديل نباتي، وذلك نظرًا لعدم وجود إثباتات علميّة وبحثيّة بان ذلك يساعد على تقليل البلغم أو يساهم في التغلب على الإلتهابات والتلوّثات في جهاز التنفس.

دعوا الطفل يأكل ما يُحبّ ويوافق على تناوله، واحرصوا على وجبات صغيرة ملائمة لشهيّته ورغبته في الأكل.

حاولوا أن تعرضوا عليه شوربة دجاج مع خضروات، والمعروفة على أنها "مضادات حيويّة من الطبيعة"، بالإضافة إلى كونها سهلة ومُريحة للهضم، مغذيّة وشهيّة.

نتمنّى لكم جميعًا شتاءً ماطرًا وصحيًّا!

رِنانا مزراحي، المديرة العلمية في متيرنا