[x] اغلاق
جائعةٌ ارواحنا....
13/11/2015 16:27

 

جائعةٌ ارواحنا....
بقلم  نجوى جمال
منذ فترة ليست ببعيدة، شعرت انني احتاج الى الكتابة..... لطالما كنت اكتب
، منذ نعومة أظافري كنت اكتب لأنني كنت ولا زلت مؤمنة بأن الكتابة هي محاكاة الروح.... فمن يكتب كأنه يحاكي روحه فتطفو معه الكلمات وتواليها الأحداث لتصبح امام عينيه كأنه يراها بالمرأة تعكس واقعاً أحياناً كاد أن ينساه ويلغي وجوده.
ولاننا نعيش في زمنٍ تآكلت فيه أمور كثيرة جميلة بسيطة وغير معقدة كالقراءة والكتابة، باتت أيضاً أموراً اخرى بسيطة هي الاخرى، غير موجودة او على الاقل موجودة ولا نراها.... هي احداث في حياتنا، أشخاص أيضاً وتفاصيل صغيرة لكنها جميلة ببساطتها.....
عصر السرعة الذي ننتمي اليه.... عصر الصورة أيضاً حال دون أن نعير الكثير من قيمنا ومبادئنا كما مواهبنا ورغباتنا الأهمية ، فبتنا نتعامل معها بشكل سطحي ونتجاهل وجودها وأصبحنا نتمسك بأوهام أخذت أشكالا عديدة وصوراً كثيرة.
ولفتني مؤخرا، حين قررت أن اكتب وأنشر بعض ما اكتب على صفحتي بالفيسبوك، لفتني أن قلائل جداً يقرأون.... لا يكملون أصابع اليدين حتى.... فحزنت.... قلت في قرارة نفسي يا الهي لماذا لا نقرأ... هناك جوع روحي وفكري ولا احد يعير هذا الجوع اي اهتمام..... عقولنا وارواحنا تتضور جوعاً ونحن نتجاهل هذا.... عندنا الغذاء ولا نقترب منه .... نكتفي بالغذاء الجسدي الذي يفنى ويزول ولا نعير الغذاء الروحي اي اهتمام.... وعندها فهمت لماذا نحن شعوب غير سعيدة مع انها تمتلك كل شيء.... عندها فهمت اننا شعوب جاهلة مع انها تدخل المدارس والجامعات ....فحزنت... نعم حزنت على حالنا.... لان أهمية ان نكون او لا نكون هي بالاستمرارية.... واذا بقينا غير آبهين لغذائنا الروحي والعقلي فسوف ننقرض ونضمحل.... لا يكفي غذاء الجسد لان الجسد فاني.... الأهمية في الاستمرارية هي بغذاء الروح لانه يحدد كيف نستمر والى أين نصل....فتحول حزني عندها الى قلق.... قلق على كياننا المجتمعي ....... قلق على فكرنا ..... قلق على وجودنا وقررت انني مستمرة في القراءة والكتابة لا محالة ، مؤمنةً أن التغيير للافضل أيضاً آتٍ لا محالة .... فلا بد أن يصحو شعبي ويعي حجم الجوع الذي يسيطر على عقولنا وارواحنا فقلت في قرارة نفسي انها مسالة وقت..... وقررت ان اتابع القراءة واتابع الكتابة وأن استمر في نشر ما اكتب فيكفي أن انقل هذه الرسالة من خلال مواضيع اكتبها اذ لا بد انها ستصل لو بعد حين.