[x] اغلاق
التكفير يحجب التفكير
11/12/2015 5:34

التكفير يحجب التفكير

تهامة نجار

شغلت ازمة مدرسة البصليه هذا الاسبوع حيزًا واسعًا بين أوساط الشفاعمريين ,فنسجت الألسن قصصًا وحكايات حول هذه الأزمه ، وتحرك اصحاب الفكر التكفيري من جميع الطوائف يغردون حينًا ويرغون احيان ويزبدون ومن ثم يلوحون بالتهديدات المبطنّه تارة, والعلنيه تارة اخرى ,واختلط الحابل بالنابل بين داعمٍ أعمى لمديرة المدرسة وبين متفهم لتوجه المعلمات, فتصدّر الخطاب الطائفي صفحات احدى الصحف الزميلة المحلية وحلّ مكان الخطاب العقلاني المعاصر الذي نحن بأشدّ الحاجة اليه اليوم .

هذا وتوخت السلام الحذر في  النشر حول هذا الموضوع ,وجاء خطابها عقلانيًا متنورًا حكيمًا داعيًا الى محاصرة عفريت الطائفية البغيضة واعادته فورا الى عنق الزجاجة, خاصة في هذه الظروف العصيبة التي يتعرض فيها الاسلام في العالم الى أشد انواع التحريض والهجوم ,واتهامه بالإرهاب, ونحن بأمسّ الحاجة اليوم الى معانقة الاسلام والمسلمين واحتضانهم كي نصدّ الفكر التكفيري ونهجه البغيض عن صدورهم ,آملين ان نتوحد في مزيج من المحبة والاخوة والانسانية وننطلق معا نحو مستقبل واعد لأبنائنا .

انني اوجه اللوم لقائمة الفجر الاسلاميه على اندفاعها الطائش برأيي بخلط الحابل بالنابل وعشوائية الرد ومزج الأمور بعضها ببعض على حساب الطائفة المسيحية التي لم تحرك ساكنًا في هذه القضية وتصرفت بحكمه وحنكة وتروٍ  وعقلانية, وانتظرت بفارغ الصبر تَدَخل المؤسسة الرسمية المسؤولة المباشرة عن هذه المدرسة لفضّ الأزمه سلميًا وإعادة الامور الى نصابها, حيث حصرت الازمه بين المعلمات والمديرة وعليه فإن المسؤولية تقع على عاتق قسم المعارف في بلدية شفاعمرو والمجلس البلدي الذي يتمتع بالكفاءة الكافية لاحتواء الازمة.

من هنا ومن على صفحات السلام اتوجه الى اعضاء قائمة الفجر المنتخبين شرعيًا من قبل عدد لا بأس به من اهالي البلد وأدعوهم الى الحوار بدل المقاطعة, والى الانفتاح بدل التقوقع والاستقطاب ,والى الانفراج بدل الاحتراب على ان ينخرطوا كسائر ابناء هذا البلد في جميع المناسبات الاجتماعية والطائفية, وان يشاركوا اخوانهم افراحهم واعيادهم وان يفتحوا صدورهم للحوار ونبذ العنف والتراجع فورًا عن لغة التهديدات التي لا تليق بقائمه تمثل قطاعًا واسعًا من ابناء البلد, لأنها تستقطب ردود افعال طائشة عشوائية لا تحمد عقباها ، ومحاولة صياغة خطاب حضاري متنور يفرج اسارير مؤيدي نهجكم ومعارضيه ويوسع افاق الناس في اختلاق الفرص والابداع في تطوير افكار خلاقّة تقرب القلوب وتمحو الاحقاد وتقضي على روح الانتقام فينا فنغدو على مستقبل واعد ومشرف لنا جميعًا .

ومن هنا ادعوكم كذلك  الى المشاركة في اللقاء السنوي التقليدي للمعايدة في قاعة السيدة العذراء الذي قاطعتموه بشكل مستهجن على مرّ السنين, على ان تلبوا الدعوة  هذه المرة كبادرة حسن نيه وقلب صفحات الماضي, لنتوحد معًا لبناء بلدنا وصدّ جميع محاولات التفرقة البغيضة. ومن هنا ادعو كذلك عضو البلدية رائف الصديق الذي تعثر للاسبوع الثاني على التوالي في ردوده المتسرعة على ان ينهج نهج ابيه طيب الذكر عبد الرحمن الصديق وانه كلما همّ بالرد ان يتذكر مواقف والده الوطنية والتزامه الجارف بالمصلحة العامة وان يحافظ على الانطباع الجيد الذي جسده موقفه الحازم في قضية المدارس الأهليه ,لأن البلديه موسم والبلد دوم !!!!

ان مبادرة الزميل زايد خنيفس في صحيفته بنشر الخبر جاء ضمن بادره شخصية لشخصه وهو المسؤول الاول والمباشر عن عدم الحصول على رد المديرة في هذا الصدد, وان خنيفس لم يكن يومًا ممثلا عن الطائفة المسيحية او الناطق بلسانها وان مبادرته تندرج ضمن عمله الصحفي البحت ,وعليه كان من الجدير تحديد الأهداف قبل الخوض في معارك كلامية بائسة مع طائفه بأسرها لها اب روحي مبدع خلوق منفتح ومتنور وهو الاب بحوث ,وعليه فإنه الوحيد المخول اليوم في التدخل او عدم التدخل في أية قضية تخص المجتمع المسيحي ,وان رده هو الرد الرسمي الشرعي الوحيد وقد قرر هو  ان لا يرد او يتدخل في قضيه تفوح منها روائح كريهة لأن قائدنا رائحتة ذكية كالمسك تفوح منها الروحانيات والتواضع والمحبة وان قلبه فسيح مشرّع لاحتواء الآخر ومحبة الجميع .

ان مدرسة البصلية كغيرها من مدارس شفاعمرو هي مدارس الجميع ونرفض رفضًا قاطعًا ذاك التوجه  :" مدارسنا" و"مدارسهم"  و"مدرائنا"  و" مدرائهم " فان ابناءنا سواسية وان معلمي هذا البلد ومدراءه فخر وعزة وكرامة لنا جميعًا, وعلى عاتقهم ملقاة أصعب وأخطر المهام في بناء مجتمع صالح. فرجاءً كفوا اياديكم فورًا عن مدارس بلدنا ووفروا للهيئة التعليمية الظروف والمناخ المناسبين للإبداع والتفوق وانبذوا التحريض والاحتراب, فان فيهما دمار ,وهلموا معًا نشرع الطرقات ونرمم العلاقات ونبني جسورًا من الصداقة والمحبة والاخوة ونهدم اسوار الحقد والضغينة والعداء ...الآن الآن وليس غدًا لان التكفير يحجب التفكير فافقهوا عقولكم وأنيروها نحو الخير والمحبة والتسامح والعقلانية,  ومن ثم قمّ للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا  .ميلاد مجيد ورأس سنه مباركة