[x] اغلاق
مركز المسن في شفاعمرو يعيد ماضي ذكريات المسنين بالأكلات الشعبية القديمة
16/12/2015 11:09

مركز المسن في شفاعمرو يعيد ماضي ذكريات المسنين بالأكلات الشعبية القديمة

كتب وصور حسين الشاعر

عندما تلتقي وتستمع لمسنينا في جمعية المسن في شفاعمرو، تتعرف على مدى قيمة الحياة بهوائها النقي وبعفويتها وبنسيجها الاجتماعي والأسري، وتكتشف أن عاداتنا القديمة لا تقتصر على الأكلات الشعبية فحسب، حيث كانت الأسرة النواة التي تدور حولها كل القضايا الحياتية والاجتماعية. أبناء الجيل الحالي لا يعلمون شيئًا عن المناسبات والعادات التي مارسها وتعوَد عليها مجتمعنا في الماضي فأصبحت في أطياف الذكرى.

أن جمعية المسن في شفاعمرو ومن خلال مركزها العامر بإدارته الحكيمة تقوم بنشاطات في مختلف ميادين الحياة وبين فترة وأخرى تعيد بالذاكرة مع المسنين الى أيام مضت من عمرهم يوم كانت الأكلة الشعبية ذات النكهة الخاصة بجانب تلك الأكلات التي نفتقدها اليوم، هكذا هي حياة الأسر الشفاعمرية خاصةً والعربية عامةً  مترابطة ومحبة وبسيطة على الرغم من قسوة الحياة والعيش.

مراسلنا  زار مركز المسن والتقى بعدد من المسنين والمسنات والمسؤولين.

 

ام غالب شهاب: (73) عاما

تقول ام غالب ، أكلات زمان لا يعلى عليها ذات نكهة خاصة، وامهاتنا كانت "معدلة" اكثر، نحن أكملنا المسيرة في زماننا ولكن مع الوقت كل شيء تغير.

كانت الأكلة المشهورة تعمل أجواء من الفرح تلملم العائلة بين احضان بيت الأجداد  

كنا نستمتع بكل لحظة، أكلات الماضي ما زلنا نشتهيها بطعمها وبرائحتها وحتى بطريقة طبخها منها الشوشبرك، المجدرة، المفتولة، الكروش...

 وتضيف ام غالب، بنات اليوم يستصعبنَ الطبخ والوقوف على الغاز والحطب، لا الومهنَ نظرًا للتطور وعملهنَ، وبالعامية تقول ام غالب: " اليوم بتسأل اكم ولد عندك بقلك، "2 أو 3" اولاد وبكفي، بينما بالماضي كان على الأقل ثمانية حتى 15  ولد وبنت، كنا كحاضنات وطبخات وغسالات، واليوم كلشي موجود".

 

فتحية صبح ام مطيع "83" عامًا:

قبل إجابتها تبسمت ام مطيع ابتسامة عريضة على محياها وقالت بعفوية: "وين ايام زمان، وين لمة الحارة وين الأكلات الشعبية والبابور ، انا اتذكر عام 1948 كانت خطبتي وكان غذانا عدس وقمح كانت ايام متعة ويا ستي كنا من ريحت الأكل نشبع.

وستات اليوم فش طبخة بدون لحمة بدل الفريكه والكرش "بطبخوا" "شنيتسل"!.

 في سنوات الخمسينات والستينات اختلفت التحضيرات والاحتياجات، ففي الماضي كانت الأم هي المسؤولة عن تدبير المنزل من الألف إلى الياء، إذ نجدها تستيقظ في الصباح الباكر ، ليس هذا فحسب فقد كانت ربة المنزل آنذاك حريصة على تقديم من طعامها لجيرانها وكأن الأمر كان واجبًا لا غنى عنه، واليوم فش حدا بطل على حدا.

نبيهه ابو رعد ام سميح:

ام سميح تؤكد ان هنالك فرق شاسع بين أمهات اليوم وأمهات الماضي، الأكل كان صحي أكثر بدون دهنيات ولا نشعر بالأمراض عكس هذه الأيام كلها نسمع دائمًا تحذيرات من انواع المأكولات وخاصةً السريعة، وتضيف ام سميح حتى القهوة كان لها طعم أخر ونكهة مميزة تفوح رائحتها من بيت لبيت.

رشدي خازم ابو هشام (73) عامًا

يقول ابو هشام ،كان يطيب لنا في كل لحظة عندما كنا نتناول وجبة الغذاء والعشاء  وبدون مبالغة الأكلة كانت هي الحدث ، أتذكر عندما تكون أكلة مع اللحمة مرة في الشهر! ولا ننسى لبليلة بالبندورة والمجدرة ومحمر على الطابون، المغربية، الكبة وجميع انواع المحشي وشيخ المحشي ،هذه الأكلات كانت في كل بيت.

ميلاد بحوث ابو يوسف 86 عامًا

ابو يوسف وهو متطوع منذ 1999 في جمعية المسن يقول: العادات والتقاليد التي عشناها اليوم مفقودة كانت الحارة تعرف شو امي طابخة وأيضا  الجارات.  كانت الاكلات مفيدة خصوصًا البقول والحبوب.

وبالنسبة للأفران اليوم فهي متطورة فيها كل شيء، آنذاك بالكاد خبز الأبيض والقمح وخبر الطابون، كان افران في شفاعمرو عند حنا  أبو غزالة، نصيف جواد بحوث والشاعر وابو اللبن.

ويضيف ابو يوسف الأفران كانت بمثابة مركز ملتقى النساء بما معناه ديوان لمعرفة كل أخبار البلد وكانت العلاقة الاجتماعية أقوى من اليوم، اما في مركز المسن في شفاعمرو يقول ابو يوسف: الطعام ممتاز لأن معظمه صحي ومفيد.

مريم عطاالله  ام خليل 72 عامًا

تقول ام خليل: في أيامنا هذه اختلفت التحضيرات والاحتياجات، ففي الماضي كانت الأم هي المسؤولة عن تدبير المنزل من الألف إلى الياء، إذ نجدها تستيقظ في الصباح الباكر جدًا  وكانت حريصة على تقديم من طعامها لجيرانها وكأن الأمر كان واجبًا لا غنى عنه، واليوم فش حدا لحدا.

ميسر حجير ام مهيوب 72 عامًا

كانت ايام زمان تختلف عن اليوم، في كافة مجالات الحياة، والأكلات الشعبية وكان لها رونق خاص ورغم بساطتها الا انها عرفت باسم خاص وهو " يوم الكرش" هو اليوم الذي تقام وليمة من الغداء الفاخر ويجتمع حولها كافة افراد الاسرة، هذا عدا عن أكلة "اللوبي"، "المجدرة" والبرغل والشعيرية، اما بنات اليوم "شنيتسل" و"كلشي" مقالي!!. والحمدالله اليوم في مركز المسن لا نفقدها  نأكل دائمًا أكلات شعبية وبطعم مميز.

المربي نايف عليان رئيس جمعية المسن والسيدة سهيلة كركبي مديرة الجمعية ومركز المسن اليومي قالا: نعتز ونفتخر بمسينا هم الأجداد وهم الماضي العريق وهم رمز العادات والتقاليد، ونحن في مركز المسن نحاول ان نعيش تلك الأيام واستحضارها من خلال بعض الفعاليات والأكلات الشعبية التي يرغبونها، بدون شك اكلات الماضي لها فوائد جمة وصحية اكثر، لهذا نعمل دائمًا ان يكون كل شيء صحي ومفيد لصحتهم.

وفي الختام يتقدم جميع المسنون بشكرهم العميق لطباخة مركز المسن فاطمة منديه "ام عمار" وعاملات المطبخ والموظفات على ذوقهم ونفسهم الطيب في إعداد مائدة الطعام.