[x] اغلاق
المجد لله في الأعالي وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة
18/12/2015 11:42

المجد لله في الأعالي

وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة

تهامة نجار

بأي حال عدت يا عيد ...

ملايين الاطفال مشردة في "بحور الضياع" ,وسماسرة البشر تتاجر بأرواحهم واشلاء اجسادهم, وملايين العائلات تنام بدون مأوى على ابواب دول تنعم بالخيرات والرفاهية ،أهلنا يذبحون كالشاة والخراف على مذابح التكفيريين، والارهاب يقض مضاجع العالم باسره .

أعجز يوميًا على مواجهة أسئلة أطفالي الحائرين من مشاهد تلفزيونية مريبة لأطفال بأعمارهم عراة حفاة يلتحفون الارض وملاعبهم الوحل والقفار ...أين بيوتهم ,واين أهاليهم, ولماذا وماذا وماذا...

 بوادر نهاية العالم تلوح بالأفق ، وجشع الدول الصناعية في سرقة كنوز الأرض يدمر المناخ وينذر بظواهر طبيعية مفزعه ،حرارة الارض في ارتفاع دائم وارضنا تشيخ وقد تنفجر اشلاءً في لحظة تنهي حقبة تاريخية انسانية مقدارها ملايين السنين .

ونحن نعيش هنا  رفاهية هذا العالم في بلاد الفادي الحبيب, ننعم بخيرات الارض في بيوت دافئة, ووفرة اقتصاديه وحياة رغيده بينما قلوبنا تتوشح بالسواد، افاقنا محدودة وقلوبنا تعميها  آفات الحقد والكراهية ، نتوشح بتطويبات المسيح خدعة بينما نبني بيننا اسوارًا عالية من التفرقة والبعاد ، نوظف جلّ اهتمامنا ومجهودنا في إحباط الآخر واذلاله ويعمل الاخر على تحطيم انجازاتنا والتقليل من شأنها ، فقدنا مشاعر الانسانية وحلّت مكانها احكام الغاب ، الصداقة اصبحت في خبر كان وخير صديق في ايامنا هو صديق المصلحة المؤقتة, ونبدله تبديلا حين تتبدل الظروف والحاجات ، عائلات دمرتها أطماع المال والأملاك والأخوة باتت تتأرجح في بحور "الأسماء الخمسة" في مزيج من الإعرابات المختلفة حسب ظروف الحالة .

وغدا نلتقي ..."مدججين" بأعطر الكلمات وأسمى القيم الانسانية نردد ترانيم الأنبياء من الحب والتسامح والصبر والصلوات في مظاهر من الاخوّة والوحدة بينما نفترق عند اول منعطف وتعلو نبرة الخطاب الطائفي ونتفتت اشلاءً في لحظات تيه ، طوائف وملل وعائلات وأفراد.

المجد لله في الأعالي وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة ...ما أجمل ان نكون مسيحيين حقيقيين في هذا العيد وننهج نهج مسيحنا وربنا ومخلصنا يسوع المسيح فنتنازل عن الأحقاد والضغينة وندخل الكنيسة في قلوب نقية, مسامحين أعدائنا ,مباركين لاعنينا ,محسنين الى مبغضينا ,نصلي من اجل الذين يسيئون الينا علّنا نحمل يومًا حقًا لقب مسيحيتنا بجدارة ...كل عام وانتم بخير