تحية الى طلاب المدرسة الاكليريكية في الناصرة، طلاب مدرستنا، هؤلاء الطلاب الذين بادروا وإستفسروا وإجتمعوا وتواصلوا مع بعضهم وإتخذوا حينها، حين كانوا يستعدون للقاء الزملاء من طلاب ومعلمين وادارة وعلى رأسها الاب إميل شوفاني ،حين كانوا يوضبون دفاترهم وكتبهم وحقائبهم، أطلق سيادة المطران الياس شقور رسائل الاقصاء والابعاد والاتهامات، ذهل الطلاب والاهل اولا باختيار سيادته التوقيت وثانيا بقساوة الاتهام التي وردت في رسائله.

لقد بادر طلاب مدرستنا الاكليريكية اعتماد اسلوب احتجاج حضاري فاجأ الجميع، كانت وقفة الطلاب ليست مُشرفة لذويهم ولمعليمهم فقط بل كانت مُشرفة للمطران ذاته ولكن سيادته، وهو الراعي، غمر المدرسة بالحرس والحراس والشرطة السرية والعلنية بسلاح ناري وبدونه. لم ينجّر طلابنا الى هذا الاستفزاز وغيره من استفزازات بل واصلوا ترفعهم وانضباطهم وبحسن أخلاقهم رفضوا الانجرار وراء هذا الاستفزاز العاتي .

ربما أراد سيادته "إغاظتكم كي تفشلوا " ليبرر وجود الحرس والحراس للعامة أنه حماية للطلاب من "مشاغبين" وحفظ المدرسة من حالات فلتان، هنا فشلت يا صاحب السيادة . ذلك ان الطلاب يعتزون بمدرستهم ويهمهم مستقبلها واسمها أكثر من " آخرين" وهذا ما عليك ان تتيقنه.

لقد أظهر طلاب مدرستنا الوعي والهدوء وحسن القرار إضافة الى إلادراك وهذا ما يفرحنا وهذا ما يعزينا فلكم منّا ايها الطلاب الف الف قبلة ووردة هنيئا لنا بكم وهنيئا لأولياء اموركم بكم وهنيئا لكم بأنفسكم.

أما للاولياء الامور ولجنتهم، نقول أعياكم الحدث ووقعه وجلافته، أعياكم البحث عن مخرج مُشرّف في هذه الازمة أعياكم هدوء الاب أميل وصمته ،اعياكم صدّ سيادة المطران لكافة محاولاتكم ومحاولات من حولكم للخروج من الأزمة، أبقاكم حيارى سيادته امام قراره "السلطاني" أبقاكم حيارى كونكم لا تعرفون أنه يريد أن يؤدب كل من لا يعرف من هو صاحب الاكليريكية، بل تاه بعضكم ما بين "مصلحة " الطلاب بالتعلم وبين "تقرير" اتهامات لا يمكنكم تجاوزه حين صمت المعنيون بالتقرير، علما أنه بخصوص الاتهامات كان موقفكم انه على المعنيين بالامر متابعتها ولكن مصلحة المدرسة أولا والظاهر أن هذا الموقف لا يبسط صاحب السيادة.

إندس البعض بينكم دون ان يرتجف له جفن أو شفة محوّلا الشبهه الى بينة علما انها كانت وما زالت شبهات حتى إضطر الحضور إسكاته بصورة مؤدبة وبالتي هي أحسن.

قد يقول بعضكم، أيها ألاولياء، ما جنينا من ذلك ؟؟ وقد يأتي مندسون جدد "ليحاسبوكم" على قرار الاضراب وإنجازه، الاضراب المشرّف الحتمي، الذي اعلنتموه كون سيادته أوصد الابواب وأغلق الآذان والهواتف وغادر البلاد الى أيّ مكان، كان قراركم حينذاك تحصيل حاصل. ألآن اصبحت مسؤولياتكم أكبر وأثقل ،انتم الآن في مواجهة يومية، مواجهة محاولات "أخذ" المدرسة الى غير مكان، واجبكم يملي عليكم انتخاب لجنة للأولياء الامور، لجنة تمارس صلاحياتها القانونية المحددة لها لدرء الانهيار الحاصل والذي حتما سيحصل مستقبلا، وهذا ما لا نرجوه.

أيها الطلاب الاعزاء، أولياء الامور ألافاضل يا من يهمه هذا الصرح التعليمي، نؤكد لكم ما يلي :

ان تواجدنا معكم يوميا منذ بدأ الازمة في إعتصامكم وفي إجتماعاتكم لم ينقطع وما زلنا متابعين للمستجدات يوميا.

اننا حاولنا جاهدين الاتصال مع سيادة المطران شقور إلا أن اتصالاتنا باءت بالفشل بسبب موقفه الرافض للقائنا.

لماذا رفض سيادة المطران اقتراحنا؟

كنا قد قدمنا إقتراحا، بصورة غير مباشرة لسيادة المطران شقور، يقضي بإعادة الأب اميل لمزاولة مسؤولياته الكاملة بالمدرسة لوحده دون الآخرين من الذين استلموا رسائل الابعاد القسري، وقد وافق على هذا الاقتراح باقي السادة المبعدين وفرضنا، بالمحبة والمسؤولية،على الأب اميل قبوله، هذا الاقتراح، جوبه بالرفض من سيادة المطران.

لقد تدخّل العديد من الشخصيات والهيئات لوضع آلية لحل المشكلة برمتها ومنهم سعادة رئيس البلدية السيد رامز جرايسي والمجلس الرعوي للروم الملكيين الكاثوليك مُمثلا بالسيد توفيق لحام إلا أن ما إتُفق عليه يوم الاربعاء 2/9/2009 تمّ التنصل منه من قبل سيادة المطران يوم السبت 5/9/2009.

تابعنا إقتراح سيادة القاصد الرسولي، الذي لم يأت بأي جديد سوى بطلب إلغاء القضية المقدمة من الاستاذ جوزيف حلو بمحكمة العمل ولم يقدم أي حل عملي للمشكلة بل "إقترح" أن يبقى الابعاد على ما هو عليه الى حين تشكيل لجنة من المطرانية لبحث الموضوع ! وبهذا يصبح سيادة المطران شقور " الخصم والحكم" ما بين عامل ومشغّل!

تابعنا القضية المقدمة في محكمة العمل من قِبل الاستاذ جوزيف حلو والقاضية بإعادته الى عمله وتزويده بنسخة من المستندات موضوع الاتهام ليتسنى له تقديم أجوبته عليها.

نحن لا نتبنى رأيا أيا كان بخصوص الشبهات

نحن لا نتبنى رأيا أيا كان بخصوص الشبهات، لا نريد سوى الحقيقة الكاملة، الامر الذي لمسناه لدى أعضاء الادارة السابقة والذي فعليا لم نلمسه لغاية اليوم لدى سيادة المطران الياس شقور . إذ أن المطرانية، وبالرغم من مطالبة السيد جوزيف حلو في المحمكة بتزويده بنسخ من مستندات التقرير وبالرغم من إعلان محامي المطرانية أمام سعادة القاضي في جلسة المحكمة يوم 14/9/2009 أنه بإمكان من ينوب عن السيد حلو الحضور للمطرانية يوم 15/9/2009، بشرط دفع نفقات التصوير كون راهبات يعملن ساعات طويلة على تصوير المستندات، إلا أن هذا الامر لم يتمّ بعد ولغاية صبيحة 16/9/2009 كون الاوراق غير جاهزة.

من منطلق المسؤولية وعدم الدخول في قيل وقال، نعود لنؤكد اعتزازنا بطلابنا وبأولياء الأمور ونطالبهم بانتخاب لجنة لهم باسرع وقت ممكن، كما أننا نتفهّم ،الى حدّ ما، صمت وتمنّع الأب اميل الشوفاني عن إصدار أي بيان أو تصريح صحفي ردا على ما أشيع ويشاع، وبالرغم من تقديرنا بأنه قبل الشروع بالتدقيق الحسابي تمّ تعيين الهدف منه وبالرغم من تقديرنا أن التقرير جاء حسب الطلب.
 
نحن نطالب بكشف الحقيقة الكاملة بل نتوجه ببياننا هذا الى كل من السيد جوزيف حلو والسيد داوود مزاوي والسيدة يسرى شوفاني بالرد على التقرير خدمة للمدرسة وطلابها.
 
مناشدة للأطراف

كما اننا نطالب سيادة المطران الياس شقور بسحب حراسه من المدرسة فورا ...وابقائها مدرسة تربوية لا ثكنة عسكرية. كما نطالبه بالكف عن الكلام الشفوي المسيء الصادر عنه شخصيا وبالافراج عن المستندات فورا، ذلك بعد أن لم يعد أملا يرجى من محاولة حل الموضوع بالطرق الانسب للمطرانية وللمدرسة وطلابها، بعد أن لم يعد يُجدِي الكلام نفعا.

كلمة أخيرة لقدس الارشمندريت أميل شوفاني ولكهنة الابرشية وللمجلس الرعوي في الناصرة، صحيح أنّ الكنيسة مكان للطاعة ولكنها ايضا مكان للحرية، فالطاعة هي لله وحده دون سواه . فما العمل حين أصبح وضع الرئاسة الروحية عكس التالي: "إنّ رؤساء الأمم يسودونهم، وعظماءهم يتسلطون عليهم، أما أنتم فلا يكن بينكم هكذا" .