[x] اغلاق
لماذا يأكل البشر كثيرا؟ وكيف نضبط غذائنا؟
19/9/2009 11:50

لا تزال مشكلة زيادة الوزن والسمنة تؤرق الناس العاديين والعلماء على حد سواء، مما دفع الخبراء إلى دراسة هذه الظاهرة إذ اتضح أن هناك ثلاثة أسباب تدفع الأشخاص نحو الشراهة، وبالتالي تمكنوا عبر دراساتهم من إيجاد حلول لهذه المعضلة التي باتت تهدد الملايين حول العالم.

وبحسب الخبراء، فإن السبب الأول يتمثل في عدم نيل الناس قسطا وافرا من النوم، ما يطلق مجموعة من التغيرات في عملية الأيض تدفع نحو زيادة الوزن.

وتقول الباحثة بجامعة شيكاغو، كريستن كنوستن، إن عدم إغلاق العيون يضر بالوزن عند الإنسان لأنه يؤثر على هرموني "الليبتين" و"الغرلين" المهمين للتحكم بالشهية والشبع.

ورأت كنوستن أنه عندما يكون الإنسان مرهقا فهو يسعى نحو تناول أي شيء بوجهه، خصوصا الحلويات أو الأطعمة ذات الكمية العالية من الكاربوهيدرات، مما سيزيد من وزنه.

وعلاجا لهذه المسألة، قالت كيري غانز المتحدثة باسم جمعية الغذاء الأمريكية "إن كنت تشعر بالتعب فإنك تحتاج إلى الكربوهيدرات، لذلك عليك أن تسعى نحو الحصول على الكربوهيدرات ذات الألياف العالية لتنال طاقة ذات ديمومة لجسدك، لأن الألياف تحترق بصورة أبطأ من السكريات البسيطة، ومع إضافة بعض البروتين فإنك تشعر بالشبع لمدة أطول."

ونصحت غانز بتناول خبز محمص مصنوع من القمح مع بياض البيض أو الحبوب (cereal) عالية الألياف مع الفاكهة أو اللبن، مضيفة أنه يمكن أيضا علاج مثل هذا النوع من السمنة عبر المشي لمدة عشر دقائق يوميا.

والطريقة الأبسط لعلاج هذه القضية هو النوم لمدة كافية بحيث ينام الشخص ما بين سبع إلى تسع ساعات وهو الأمر الذي يبعد عنه كل هذه المعاناة.

وتبين للخبراء أن ثاني سبب قد يدفع الناس للشراهة هو الآثار السلبية للتوتر بسبب العمل وظروف الحياة، فرأوا أن التوتر المستمر يقود الناس إلى إفراز كميات عالية من الهرمونات مثل الكورتيسول (cortisol)، والذي مع الزمن يزيد من الشهية ويدفع نحو الأكل الزائد عن الحد.

وقالت الأستاذة المساعدة بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، إليسا إيبل إن "الكورتيسول والأنسولين يقومان بتحويل ذوقنا في الغذاء نحو الأطعمة المريحة، أي الكثيرة الدهن وذات النسبة العالية من السكر والكثيرة الملوحة."

إضافة إلى ذلك، بحسب إيبل، فإن الخلايا الدهنية تفرز الكورتيسول، لذلك فإن كان الشخص سمينا ومتوتراً فإنه سيعاني الأمرّين، وبنفس الوقت يزداد سمنة لمواجهة ضغوط العمل والحياة العائلية، وفقا لدراسة نشرت في المجلة الأمريكية لعلم الوبائيات.

وأضافت إيبل أن الكورتيسول والأنسولين من شأنهما أن يجعلا الجسم يخزن الدهون بأحشاء الإنسان مما قد يؤدي إلى الإصابة بنوبات قلبية أو جلطات دماغية.

وعلاجا لهذه المسألة رأى الخبراء ضرورة أن يقوم الشخص بالتخلص من ضغوطه عبر ممارسة مختلف الرياضات الذهنية والجسدية مثل اليوغا والتأمل والتنفس العميق، أو القيام بنشاطات لترخية العضلات.


ورأى الخبراء أن ثالث سبب قد يؤدي إلى السمنة هو أن يكون الشخص ميالا بصورة وراثية لأن يسد جوعه عبر  الأطعمة المليئة بالسكر أو الملح، لأن أجداده أو والديه رأوا صلة مباشرة بين هذه الأطعمة والصحة وطول العمر.

ونصح العلماء علاجا لهذه المسألة أن مثل هذه المعتقدات قد تكون نافعة في زمن معين وفي ظروف معينة، كالمجتمعات الزراعية القديمة مثلا، ولكن تجاوزها الزمن الآن، وبالتالي نصحوا بأن يبدأ الإنسان بتدريب ذاته نفسيا على عدم ربط هذه الأطعمة بالصحة الجيدة بل على العكس يجب أن يتنبه إلى مشاكلها ومضارها ويربطها بمثل هذه الأمور.