[x] اغلاق
أهمّية الـﭙروبيوتيكا منذ جيل الولادة
23/3/2016 8:54

أهمّية الـﭙروبيوتيكا منذ جيل الولادة

مثلما أن حليب الأم يوفّر للطفل الرضيع بيئة غنيّة بالبكتيريا الـروبيوتيك التي تُساهم في نضوج جهازه الهضمي وتقوية مناعته الطبيعية، فمن المهم أن يحصل الأطفال الذين يتغذّون على بديل الحليب على هذه الإضافة في تغذيتهم اليومية، منذ جيل الولادة

رِنانا مِزراحي – أخصائية تغذية سريرية ومديرة علمية في متيرنا

 

اليوم لا يوجد أحد لم يسمع عن  الپروپيوتيكا التي تتواجد في جسمنا بشكل طبيعي، وخاصة في جهازنا الهضمي، وهي ذات تأثير إيجابي على جسدنا.

ومن المثير أن نعرف أن جسمنا يشكّل عملياً "وعاءً" للبكتيريا المتواجدة  بداخله، وأن عددها أكبر ڊ 10 مرّات من عدد خلايا الجسم! تضمّ مجموعة البكتيريا البشرية أكثر من 400 نوع من البكتيريا الپروبيوتيك وهي تبدأ بالنشوء والتكوّن في جهازنا الهضمي في الأسبوع الأول من حياتنا وتتأثر بطريقة الولادة (عادية أو بعملية قيصرية) وبتغذية الطفل (الرضاعة أو بديل الحليب).

يتبيّن من الأبحاث أن الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم تتطوّر في أمعائهم، بعد أسبوع من ولادتهم، بكتيريا مختلفة وغنيّة أكثر بالبكتيريا الپروپيوتيك مقارنة مع أولاد يتغذّون على بديل الحليب، وذلك لأن حليب الأم يحتوي على بكتيريا الپروپيوتيك.

كذلك يتبين أن الأطفال الذين ولدوا بعملية قيصرية تكون بكتيريا الپروپيوتيك لديهم أقل من الأطفال الذين ولدوا بولادة طبيعية، وذلك لأن المواليد يكتسبون التركيبة الأولية لبكتيريا الأمعاء خلال عملية الولادة،  لذلك يُنصح بتقديم بديل حليب يحتوي على پروپيوتيكا للأطفال الذين ولدوا بعملية قيصرية والذين لا يرضعون من أمهاتهم.

في الأشهر الأولى من الحياة تنمو وتتطوّر العديد من الأجهزة في جسم الطفل، بما في ذلك جهاز الهضم وجهاز المناعة،وهنا تلعب الپروبيوتيكا دوراً رئيسيًا في التطوّر السليم لهذه الأجهزة.

 الپروبيوتيكا من نوع بيفيدوس هي السائدة في أجسام الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم، وهي تساهم في تحفيز وتشجيع نضوج الجهاز الهضمي وتفعيل جهاز المناعة. وأثبت بحث شامل أجري في السنوات الأخيرة أن هناك مجموعة من التأثيرات الإيجابية الأخرى بفضل وجود البكتيريا  الـﭙروبيوتيك في الجهاز الهضمي للطفل، مثل: إنتاج ﭬـيتامينات، منع وتقصير مدّة الإسهال، تقصير مدّة بكاء الأطفال الذين يعانون من المغص (كوليك) وحتى منع السّمنة.

أحد الأبحاث المُهمّة والمثيرة التي أجريت في العقد الأخير، هو ذلك البحث الذي تم إجراؤه في البلاد على أطفال بهدف فحص تأثير إضافة الپروپيوتيكا إلى بديل الحليب على الإصابة بعدوى الأمراض لدى أطفال أصحّاء يمكثون في حضانات نهاريّة، وذلك لإثبات ما إذا كان الإستهلاك اليوميّ للپروپيوتيكا التي في بديل الحليب يؤثر على منع الإصابة بعدوى الأمراض. وقد وجد البحث أن الأطفال الأصحّاء الذين تغذّوا على بدائل الحليب مع ﭙروبيوتيكا من نوع بيفيدوس لاكتيس كانوا أقلّ عُرضة للإصابة بأمراض، الحُمّى والإسهال، مقارنة مع أطفال تغذوا على بديل حليب بدون پروپيوتيكا.

للتلخيص: مرحلة الولادة والطفولة مهمة جدًا وحاسمة في تطوّر المناعة الطبيعية لدى الطفل،  ويُنصح بالتأكد من أن يكون المركّب الـﭙروبيوتيك جزءًا من تغذية الطفل الذي لا يرضع من أمه وذلك نظرًا لمساهمته الكبيرة لجهازيّ الهضم والمناعة.