[x] اغلاق
البروفيسور إبراهيم فريد دُر في ذمة الله من الولايات المتحدة ابن شفاعمرو البار
21/4/2016 7:01

من آمن بي وإن مات يحيا

إخوة المرحوم وأخواته وعموم آل الدر وعزّام، وأقربائهم وأنسبائهم، ينعون بمزيدٍ من الحزن والأسى، عميدهم المأسوف عليه 

البروفسور إبراهيم فريد الدر

 الذي وافته المنيّة، صباح هذا اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية، عن عمرٍ يناهز 86 عامًا.

تُقبَل التعازي ابتداءً من يوم الخميس الموافق 2016/4/21، في قاعة السيدة العذراء الرّعويّة، حتّى يوم السَّبت الموافق 2016/4/23، من السّاعة الثالثة بعد الظُّهر

ملاحظة: سيُقام قدّاسًا راحةً لذكراه الخالدة، مساء يوم السَّبت السّاعة السّابعة مساءً في القاعة.

له الرّحمة ولكم من بعدِهِ طول البقاء

السلام تتقدم بتعازيها الحارة لعائلة الفقيد وتتمنى من الله ان يلهمهم الصبر والسلوان

السِّيرة الذّاتيَّة للبروفيسور إبراهيم فريد دُر

إعداد: ابن أخته البروفيسور زاهر شفيق عَزّام

فُجِعنا صباح اليوم بخبر وفاة ابن شفاعمرو البار الخال والبروفسور الكبير إبراهيم دُر في الولايات المتّحدة، عن عُمرٍ يناهز السادسة والثمانين، الذي أحب شفاعمرو وأهلها خصّيصًا، وخلال زياراته لها، كان يحب مجالسة أهله ورفاق طفولته، وكانت ذاكرته تتمشّى معهم في دهاليز التاريخ... تمُر بجانب واجهة الذكريات الجميلة، المزيّنة بأجمل القصص والحكايات الطّريفة.

وُلِدَ البروفيسور إبراهيم فريد دُر في بلدة شفاعمرو، بتاريخ 8/10/1930، أتَمَّ تعليمه الابتدائي في المدرسة الابتدائيّة الحكومية وعُرِفَت حينها بمدرسة "المكتب"... وحاليًّا تُعرَف باسم "مدرسة الأستاذ صالح سمّور"، ملتحقًا فيما بعد للدّراسة في مدرسة تيراسنطة في القُدس، فأنهى الصّف الرّابع ثانوي عام 1948... عندما حدَثَت نكبة فلسطين، قفَل راجعًا هو والعديد من زملائه الشفاعمريين إلى بلداتهم ممّن درسوا معه في القُدس وحيفا وعكّا وغيرها من المدُن. بدأ دراسته في المدرسة الأسقفيّة الكاثوليكيّة لمدّة عامَين... بعد ذلك بادرت هذه الثُّلة من الشبّان إلى فتح أبواب المدرسة الكاثوليكيّة ودأبوا على تعليم طلاّب شفاعمرو، من كافّة أحيائها وطوائفها، تطوُّعًا. 

عام 1950 شَدّ الشّاب إبراهيم رحاله إلى لبنان، لينضمّ إلى عمِّه طيب الذِّكر المرحوم، نقولا فريد دُر، فبدأ هناك دراسته الجامعيَّة في الجامعة الأمريكيّة في بيروت، بدأها بدراسة موضوع الهندسة ولكن سرعان ما تحوَّل إلى دراسة عِلم الصيدلة، متخرِّجًا في عام 1954... في العام نفسه حاز الطّالب الصّيدلي إبراهيم على منحةٍ دراسية، أهَّلَته للسَّفَر إلى الولايات المتّحدة وتحديدًا إلى جامعة Case Western Reserve، في مدينة كليفلاند التّابعة لولاية أوهايو، إذ أتمَّ دراسة الدكتوراه Ph.D. في علم الكيميا الحياتيّة Biochemistry.

 في عام 1961، عاد الدكتور إبراهيم إلى بيروت، ملتحقًا بالسّلك التعليمي للجمعة الأمريكيّة، حيث أُسنِدَت إليه مَهمّة إقامة قسم البيو كيميا وبقي مترأسًا عَمادة هذا القسم، حتّى تقاعده في عام 2000، فسافر إلى أمريكا، لينضم إلى زوجته ابنة شفاعمرو، السّيدة لولو يوسف سعِد / دُر وابنتيه د. نلي إبراهيم در ود. ليلى إبراهيم دُر، اللواتي سبقنه للاستقرار في الولايات المتّحدة ليكون إلى جانب أحفاده إيدن وهيلي وكانتا.

خلال فترة دراسة البروفسور إبراهيم للدكتوراه كان يستذكر طفولته قائلًا أنّه دائمًا كان يراقب والدته المرحوم نلي اندراوس عزّام / در، بشغف وفضول كبيرين، كيف كانت تغطّي العجين، حتّى يدفأ ويخمر، هذا التفاعل المثير، كان أحد المحفّزات لدراسته البيو كيمياء والتَّبحُّر في علم الإنزيمات Enzymology.         

من الجدير ذِكره أن أبحاث البروفسور إبراهيم دُر، تركت بصمةً كبيرة في هذا المجال، بدءًا من أطروحة الدكتوراه في فهم وكشف منظومة الإنزيمات، التي تساهم في بناء وإنتاج الكولسترول. ساهمت أبحاثه كثيرًا في إنتاج مجموعة من الأدوية التي تُعرَّف Statins التي يتعاطاها عشرات ملايين المرضى في أنحاء العالم، لتخفيض نسبة الكولسترول العالية في جسم الإنسان، كما ساعدَت على فتح انسدادات شرايين القلب وعلاج الذَّبحة الصدريّة وأعراض تصلُّب الشّرايين. المجال الآخر الذي استحوذ البروفسور دُر، هو لغة التخاطب بين الخلايا، لإعادة بناء وتجديد نسيج الكبد الذي اقتُصَّ منه جزءًا كبيرًا.

لقد دأب البروفسور إبراهيم دُر على تدريس موضوع البيو كيمياء على مدى 40 عامًا ونيِّف، فتخرَّج على يده آلاف الطلاّب في علوم الطب، في الوقت ذاته لم يتخلَّ عن مختبره في الجامعة الأمريكيّة، بل استمرّ في أبحاثه العلميّة في مجال الإنزيمات والبيو كيمياء، بودّي أن أنوّه أن قسم البيو كيمياء الوحيد الذي يُجيز شهادة الدكتوراه في العلوم الطبّيّة والبيولوجيّة وذلك بفضل البروفسور إبراهيم.

خلال هذه الفترة دُعِيَ البروفسور دُر من قِبَل العديد من جامعات الولايات المتّحدة، واستضافته ليُلقى مُحاضرات، كذلك استضافته دُوَل أوروبية هامّة، مثل ألمانيا ودول عربيّة أيضًا، مثل دولة الإمارات العربية المتّحدة، سلطنة عُمان والمملكة العربية، وساهم أيضًا بإقامة كليّة الطّب في دولة اليمن. كما أسلفت، لقد نشر البروفسور إبراهيم دُر، العديد من الأبحاث العلميّة في مجلاّت علميّة عالمية وأصدر العديد من الكُنُب في هذا المجال، كذلك أصدر في عام 1985، باللغة العربيّة، كتابًا شهيرًا عن بلدته شفاعمرو، بعنوان "شفاعمرو فسطاط صلاح الدّين" ومؤخّرًا أصدر كتابًا باللغة الإنجليزيّة، يروي سيرته الذّاتيّة منذ طفولته، كعالِم عربي، ومدى تأثير النّزاع العربي الإسرائيلي ونكبة فلسطين عليه، بل على أجيال كاملة.

 

من مؤلّفات البروفسور إبراهيم دُر:

1)    دليل اللغة، 1973

2)    الأسس البيولوجيّة لسلوك الإنسان، 1983

3)    اعرف دماغك – الدليل المصوّر إلى الجهاز العصبي البشري، 1983

4)    شفاعمرو: فسطاط صلاح الدّين الأيّوبي، 1988

5)    الجسم السّليم من الوزن السّليم، 1999

6)    دليل الكتابة الصّحيحة، 2000

7)    عِلم الأحلام – منافعها ومحتواها ونظريّاتها، 2000

8)    I Prevailed، 2010

 

كذلك كتَبَ مجموعة من المقالات، حول مساهمة العرب والمسلمين، بتطوّر العلوم والطّب ومنها "أعظم حوار علمي في التّاريخ – مختارات من مراسلة عِلميَّة بين البيروني وابن سينا"

 

·        ملاحظة: لا بدّ أن أنوّه وبكل أمانة وتواضُع، أن مسيرة أبحاث البروفسور إبراهيم دُر، وُضِعَت في مسار التّرشّح لجائزة نوبل في مجاله، لو استمرّت بنفس الزّخم الذي كانت عليه ولكنّه آثر البروفسور دُر التّضحية بها، في سبيل العودة إلى أحضان أمّته، ليساهم في نهضتها العلميّة، عِوَضَ البقاء في الولايات المتحدة، حيث أنّها خصبة بالتّطوّر العِلمي.