[x] اغلاق
الكلب في نظر المرأة الألمانية أكثر إخلاصاً من الرجل لأنه لا يكذب ولا يخون
14/6/2016 10:00

الكلب في نظر المرأة الألمانية أكثر إخلاصاً من الرجل لأنه لا يكذب ولا يخون

الإعلامي أحمد حازم ــــ برلين

في العديد من المجتمعات العربية، يصفون حياة الانسان المنبوذ في مجتمعه بأنه يعيش مثل الكلاب، أي لا قيمة ولا احترام له. لكن الأصح أن يقول هؤلاء: مثل الكلاب في العالم الثالث، الذي تنتمي إليه المجتمعات العربية، لأن الكلاب في أوروبا تعيش عند أصحابها حياة رفاهية، يتمنى الملايين من البشر في العالم الثالث أن يعيشوا مثل هذه الحياة.

والحديث عن الكلاب في أوروبا، وبالتحديد في ألمانيا على سبيل المثال، هو حديث شيق ويدعو الى الإستغراب في نفس الوقت، لما يتمتع به الكلب الألماني من رفاهية ودلال، خصوصا فيما يتعلق بالرعاية والطعام والعلاج. وحتى الألعاب المخصصة للكلاب لها ميزاتها. فهناك بعض الاطعمة للكلاب لا تختلف من ناحية النوعية عن طعام الانسان، لدرجة ان الكلاب المريضة او التي هرمت عند أصحابها لها أطعمة خاصة، يصل سعر الكيلو غرام الواحد منها الى ثلاثين يورو.

وقد لفت نظري خبر في موقع إخباري ألماني، مفاده أن ثريّا ترك جزءأً من ثروته لكلبه. بمعنى أن الثريّ خصص مبلغاً من المال لجمعية خاصة بالكلاب مقابل الاهتمام المميز بكلبه. وأوصى في وصيته أن يقوم محاميه بإطّلاع متواصل على كيفية تعامل الجمعية مع الكلب.

المعلومات المتوفرة تقول إن غالبية البيوت الالمانية يوجد فيها كلب او قطة، وان الكلب له مكانة عند المرأة الألمانية بشكل عام، أهم من مكانة الرجل، لأنها ترى فيه الأصدق والأكثر إخلاصا. فالكلب لا يكذب ولا يخون، ولا يسأل صاحبته أين كانت؟ وماذا فعلت؟!

والاهتمام بالكلب يستمر حتى بعد موته. وإذا كانت الدولة الألمانية مجبرة على توفير مساحات للمقابر البشرية، فإنها مجبرة أيضا على توفير مساحات لدفن الكلاب الموتى. ففي مدينة كولونيا خصصت السلطات الألمانية مقبرة للكلاب، يصعب على الانسان التفريق بينها وبين المقابر البشرية فيما يتعلق بالاهتمام بالقبور، باستثناء شكل القبر والكتابات الموجودة عليه.

معلومات الاتحاد الألماني لدفن الحيوانات، تفيد بأن دخل مكاتب الدفن المخصصة للكلاب والقطط يبلغ عشرة ملايين يورو سنوياً، وان تكلفة دفن الكلب قد تصل إلى 800 يورو. ورغم كل هذا الإهتمام بالكلب، إلا أن دوائر الضريبة في ألمانيا لا تعفي صاحب الكلب من دفع الضريبة، إذ يتوجب عليه دفعها عن كلبه. ويقدر مجمل ضرائب الكلاب بحوالي 250 مليون يورو سنويا..!

الجهات الخاصة بالحيوانات المنزلية في ألمانيا، تقول إن الدولة الألمانية يوجد فيها سبعة ملايين من الكلاب مختلفة الانواع، إضافة إلى 13 مليون قطة، تصل تكلفتها السنوية إلى أربعة مليارات يورو. ويقوم بالاعتناء بها 25 ألف طبيب بيطري، جاهزين دائما ليل نهار لرعايتهم. وهذا يعني أن هناك اكثر من طبيب لكل ألف من هذه الحيوانات المنزلية، في وقت يوجد فيه اقل من طبيب واحد لكل الف إنسان في الدولة العربية الصومال. وفي افريقيا بشكل عام يوجد طبيان فقط لكل الف شخص. لكن المأساة الكبيرة في زامبيا، حيث تقول منظمة "اوكسفام" الخيرية ومقرها بريطانيا، إن هناك طبيباً واحداً لكل 14 ألف شخص..!
بقي عليّ القول إن عدد جمعيات الرفق بالحيوان بشكل عام في أوروبا، أكثر من عدد جمعيات حقوق الانسان..!!