[x] اغلاق
لذكراك
17/6/2016 5:55

لذكراك

في ذكرى الأربعين لوفاة الخال رجل المجتمع

 أنيس مشيعل - أبو الجميل 

تهامة نجار

نم قرير العين يا خال ،واسترح من عناء الدنيا، فقد نلت  هداة البال ، فلا الناس تبدلت ولم تتغير الأحوال .

بربك ما الحال عندكم ,ما الحال؟؟ وماذا يعني الرحيل وماذا يعني الغياب ؟؟؟ وأنا احلم أنك عدت ولكن هيهات ...مستحيل ...اليوم فقط استوعبت انك ذاهب ولن تعود وانا جالس اراجع ذكرياتك ، كم كنت غاليًا علينا ,وفي ومضة عين اختفيت وكنت ملء الدنيا ولكنك كالشمعة ذبت, وبسرعة انطفأ بريقك  ...ارتح ايها الخال ...ارتح....في نومك الطويل ...شو يعني الرحيل ؟

بربك اخبرنا كيف كان لقاء الأحبة بعد طول غياب ,وهل تسامرت مع اخيك الاسطورة بدران, وهل كشف امامك  سر رحيله المجهول منذ نصف قرن ,وهل اخبرته انك طلبت ونلت احياء ذكراه في نفس الشارع الذي حمله منذ نعومة اظفاره وهل ارتاحت نفسه الان  بعدما علم اننا لم ننسه وان ذكراه باقيه في قلوب ابناء بلده .

وبالوالدين احسانا ... فحتما عانقت والديك بحرارة امك الحنون اولا ومن ثم  تنشقت بانفاسك عبق القهوة العربية الأصيلة تفح من عرق والدك جميل مشيعل الذي ابدع في انتاجها حيث طبق صيتها الافاق ،تلك الشخصية الفريد بصلابتها وقوتها وعنفوانها وهل تنشقت كذلك رائحة دخان السيجارة العربية التي كانت تنطلق من بين شفتيه كداخون القطار .

وهل التقيت بالعم اديب والعم رشيد  وعمتك المحبوبة عليا وكلثوم وأنيسه ورفيا ،وهل التقيت بوالدي زاهي ..ابن عمتك وما هي احواله وكيف والدتي  والأهل يا خال .....

وها هنا ...نحن  اليوم  نحيي ذكرى رحيلك المفاجئ والعجيب ونعدد انجازاتك واعمالك فهي كثيرة يا خال وتحتاج منا الى الاف الصفحات ,ونجتهد في هذا اليوم ان نعدد بعضها ونتذكر كيف انك خلصت البلد من آفة الباصات الضخمة حين كانت تسد الطرق والساحات واوجدت الارض والموقف الخاص بها وانجزته بابداع .وكيف انك جاهدت وادخلت حارة البركة حينها في دورة الكهرباء قبل حارات البلد باسرها وكيف حولت مئات الدونمات من الاراضي الزراعية الى اراضي بناء واتحت لمئات العائلات فرصة البناء والراحة ,وكيف عبدت مئات شوارع المدينة التي تحولت بعهد عملك الدؤوب في البلدية الى مدينة عصرية وكيف انجزت وزملاؤك بناء القاعة الرعوية  بعد ان قمت بمجهود فردي فريد بجمع مبالغ طائلة من التبرعات وتابعت في خدمة الرعية من خلال ادارة القاعة لسنوات طوال.

لا ننسى عظمة كرمك يا خال فكفك كانت واسعة وممدودة للدعم والعطاء ...فلا انسى كيف كنت تساهم  باجزاء كبيرة من معاشك البلدي للعطاء والتبرعات واغاثة المحتاجين .

واقتبس من الاب بحوث اقواله في الذكرانيه الثالثه : "ان كل ما نذكره اليوم في ذكراه ما هو الا  نقطة في بحره " .

وسأذكر لك ابد الدهر كيف انك وقفت الى جانبنا بالسراء والضراء وكنت دائما على اهبة الاستعداد للمساهمة بأية مناسبة نطلبك اليها ,ولم تكن تتردد  بل كنت كالكشاف مستعد للتضحية بالغالي والرخيص من اجل اهلك وذويك واصدقائك ... 

لن اطيل فمهما جاهدت فانني لن اوفيك حقك يا خال  ...فنم قرير العين مرتاح الضمير والبال ...ولتبقى ذكراك الطيبة العطرة الى الابد ....امين