[x] اغلاق
عرب ألمانيا يفضلون شراء حلوى البرازق من بائعات سوريات متجولات
26/6/2016 7:59

عرب ألمانيا يفضلون شراء حلوى البرازق  من بائعات سوريات متجولات

الاعلامي أحمد حازم / برلين

اكتشفت خلال زياراتي العديدة للدول العربية وخلال اختلاطي وأحاديثي مع فئات مختلفة من  المواطنين هناك، وجود إجماع شبه كلي  لدى غالبية المواطنين العرب، على أن اللهجة السورية هي أكثر اللهجات العربية المقبولة والمرغوب سماعها، إن كان ذلك على صعيد شعبي أو رسمي. حتى أن اللهجة السورية دخلت أكثر إلى قلوب العرب وتعمقت في المجتمعات العربية، بعد دبلجة المسلسلات التركية إلى العربية في السنوات العشر الأخيرة.

لكن اللهجة السورية لم تعد تسمع فقط في العالم العربي، بل تجاوزت حدود بلاد العرب لتصل إلى شوارع أوروبية، بفعل الممارسات والأعمال الاجرامية والقمعية التي يمارسها النظام السوري ضد مواطنيه، الذين اضطروا للتشرد واللجوء إلى دول مجاورة وإلى دول أوروبية مثل ألمانيا. فهناك آلاف السوريين تسمع لهجتهم خلال تحدثهم مع بعض في الشوارع الألمانية ولا سيما شوارع العاصمة برلين التي تعج بالسوريين، خصوصاً في شارع "سونن أليه" الذي يطلق عليه شارع العرب. ففي هذا الشارع قلما تجد محلات ألمانية. وكل المطاعم والمحلات التجارية يملكها عرب، وبسب ذلك يزدحم هذا الشارع باللاجئين السوريين لأنهم لا يتكلمون الألمانية، ويتصرفون وكأنهم في دمشق أو في أي منطقة سورية أخرى. ومحلات (النرجيلة) في هذا الشارع مليئة بــ (هواة نفس التفاحتين). والملاحظ كثرة وجود النساء السوريات في محلات النرجيلة، خصوصا أن المرأة السورية بشكل عام هي المرأة الوحيدة تقريبا في المجتمعات العربية التي تأخذ (نفس أركيلة) في المحلات العامة، ولذلك وجدت المرأة السورية في شارع العرب في برلين إمكانية التمتع بـــ (النفس) وكأنها في دمشق. 

مترجم عربي يتعامل عن قرب مع موضوع اللاجئين، أخبرني بأن بعض السوريين من أصحاب رؤوس الأموال عادوا لمزاولة التجارة ولكن بالسوق السوداء، فهم بذلك يستفيدون من جانبين: أولهما المساعدات من الجانب الألماني،  وثانيهما ما يحصلون عليه من تجارتهم غير االشرعية. 

التقرير السنوي عن الهجرة الذي أصدرته مؤخراً وزارة الداخلية الألمانية، يتحدث عن وجود حوالي نصف مليون سوري طلبوا اللجوء إلى ألمانيا، موزعون على مختلف المناطق الألمانية. وبالرغم من أن المكتب الفدرالي للهجرة واللاجئين في ألمانيا، أعلن عن منح اللاجئين السوريين حماية ثانوية فقط، لكن الحكومة الألمانية أعلنت من جهة ثانية، أنها لن تسمح بعد اليوم للاجئين السوريين بلم الشمل، وستحد من حقهم في الإقامة. قرار الحكومة الألمانية جاء بعد مفاوضات للائتلاف الحاكم برئاسة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي تتعرض لانتقادات شديدة من حلفائها المحافظين في ولاية بافاريا جراء سياسة الباب المفتوح للاجئين.

مواطن سوري التقيته في شارع  " تورم شتراسي " في برلين بالقرب من دائرة الهجرة الخاصة بشؤون اللاجئين، أخبرني بأن  بعض السوريين طالبوا سفارة الائتلاف الوطني في برلين القيام بواجبها والتواصل مع السلطات الالمانية لتسريع معاملات السوريين، والقيام بما يلزم لأنهم ينتظرون منذ وقت طويل للنظر في طلباتهم.

لكن العاصمة برلين من جهة ثانية تعج باللاجئين السوريين. وقد لفت نظري، وبسب التجارة السوداء ازدياد عروض بيع حلوى (البرازق) التي كانت في عهد دمشق قبل الحرب تتصدر الحلوى السورية كونها الأكثر شعبية في الشارع السوري بشكل عام. و"البرازق"  لا تباع فقط في محلات الحلويات العربية، فهناك نساء سوريات (وعددهن ليس بقليل) يقمن ببيع البرازق في شوارع عامة، من أجل كسب مصدر مالي إضافي، لأن المساعدات المالية التي تتلقاها العائلة السورية قليلة في نظر هذه العائلات حسب ادعاءاتها، علما بأن هناك آلاف العائلات الألمانية تعيش على مساعدات الشؤون الاجتماعية شأنها شأن العائلات السورية، لكنها لا تشكو.