[x] اغلاق
دشاديش خليجية مرصعة بخيوط الذهب والماس وأطفال سوريون يموتون جوعاً كل يوم
28/6/2016 10:53
دشاديش خليجية مرصعة بخيوط الذهب والماس
وأطفال سوريون يموتون جوعاً كل يوم
الإعلامي أحمد حازم
تعتبر الدشداشة الزي الشعبي في دول الخليج العربي، حيث يرتديها الخليجيون في حياتهم العادية والرسمية. وبما أن دول الخليج هي بلاد النفط المسمى (الذهب الأسود) فإن الخليجيين مرحب بهم دائماً في الدول العربية غير النفطية، ولا سيما في فصل الصيف حيث يهربون من حرارة الصيف الشديدة في دولهم إلى بلاد عربية سياحية مثل لبنان، المشهور بمناخه الجميل وبموسم الإصطياف فيه، حيث تتمتع مناطق الإصطيف في لبنان بمكانة عربية وعالمية مرموقة على الصعيد السياحي.  
وعندما يصل الخليجيون إلى الدول العربية التي يذهبون إليها يشار إليهم بالقول: ( أجو جماعة الدشداشة الصرّيفة) في إشارة منهم إلى أن الاقتصاد سينتعش بوصول هذه الجماعة، التي تصرف المال بطرق جنونية لا تصدق في بعض الأحيان. وهناك إحصائيات تفيد بأن النساء الخليجيات ورغم أنهن يخرجن من بيوتهن متوشحات بالسواد، إلا أن الإحصاءات تشير، الى أنهن ينفقن في العام الواحد أكثر من 5 مليارات دولار على منتوجات التجميل وغيرها.
والرجال في الخليج ليس أقل بذخاً من الخليجيات. فقد تداولت مواقع عربية خبراً مفاده أن ثرياً خليجياً اشترى سيارة مرسيدس مرصعة بالألماس تجاوز سعرها الأربعة ملايين دولاراً. كما أن ثرياً آخر، وحسب صحيفة (إيكاثيميريني) اليونانية، اشترى جزيرة يونانية صغيرة مساحتها  قرابة 5 كم مربع لقاء سبعة ملايين يورو
وتفيد  معلومات خليجية بأن "دشداشة" الرجل تنافس "فساتين" المرأة، حتى أن قطعة دشداشة مكونة من أربعة أمتار تصل كلفتها إلى ستين ألف دولار أمريكي، خصوصاً أن هناك أنواعاً من أقمشة الدشاديش تحتوي على أسلاك من الذهب الخالص عيار 22، بالإضافة الى أنواع أخرى تحتوي على أحجار كريمة مثل الماس والعقيق وغيرها.
العالم العربي غريب عجيب في سلوكياته السياسيه وفي ممارساته الإقتصادية، وحتى في تعامله مع فئاته الاجتماعية. وهذا العالم يتميز بالتناقضات، فالدول الخليجية المنتمية اليه هي الأكثر غنى في العالم، لكن هناك شعوب عربية تعتبر بين الشعوب الأكثر فقراً على الكرة الأرضية، والأمية لا تزال متفشية في عالم لغة الضاد بشكل مرعب، ونسبة البطالة فيه ترتفع باستمرار. 
كل هذا البذخ الخليجي يتم صرفه في وقت توجد فيه عشرات الآلاف من العائلات العربية لا تجد قوت يومها بصورة دائمة، وفي وقت يموت فيه أطفال عرب من الجوع. المنظمة السورية لحقوق الإنسان "سواسية" أفادت في دراسة لها، بأن شخصاً واحداً يموت في سوريا من الجوع  كل عشر ساعات، بينما يموت شخص من البرد كل ثمان ساعات.
وبما أن (الدشداشة) هي موضوع المقال، فلا بد من الإشارة إلى سلبيات اجتماعية وأخرى قاتلة للدشاديش. وتتحدث معلومات خليجية عن وجود صراع في بعض الدول العربية بين ( أنصار الدشداشة وأنصار البنطلون). فبينما يعتقد (المدشدشين) في منطقة الخليج بأنهم سادة القوم، وأن (لابسي) البنطلون هم الخدم وسواق السيارات، فإن الأمر يختلف كليا في العراق حيث يصنف  (المدشدشين) بانهم فلاحين وخدماً .
وهناك أيضاً سلبية قاتلة للدشداشة. وإذا كان لبنان قد مر بمرحلة حرب طائفية شنيعة في منتصف السبعينات بين المسلمين والمسيحيين في مناطق معينة، وكان القتل يتم بناءً على هوية الشخص، إلا أن العراق شهد فترة قتل مشابهة ضد المواطنين السنة في العراق، ولكن ليس بناءً على الهوية إنما على أساس الدشداشة. فالدشداشة البيضاء القصيرة و(اليشماغ) الأحمر أي (الكوفية) معروفان كلباس للمتدينين من أهل السنة، لأن رجال الشيعة يرتدون الدشداشة السوداء الطويلة واليشماغ المنقط. ولذلك كثيراً ما تعرض المتدينون السنة في مناطق الشيعة  إلى القتل ـــــ وعلى الأغلب حتى الآن ـــــ بسبب الدشداشة.