[x] اغلاق
للنساء فقط
16/8/2016 10:52

 للنساء فقط

محمد جمال صبح

ليس بإمكان المرأة أن تضمن رجلاً في الحب،

تخاف المرأة من الحب و من الرجل الذي سوف يقع عليه إختيارها ليُجسد الحب،و يمنحها الحياة و تفاصيل العلاقة و هكذا
في هذه الحقبة المعطوبة و الواقع المشروخ أفرز لنا المجتمع جيل من النساء المُحطمات, فاقدات الثقة و بالتأكيد هناك أسباب عديدة ادت إلى هذا
الموضوع ليس تحيزيّ بالمرة و لكن أحاول جاهداً أن اُسلِط الضوء على كافة الأسباب سواء بالنسبة للمرأة أو للرجل و سوف ابدأ بالرجل لأن كلامي سوف يطول بعض الشىء عن المرأة 
.

1- لا أعلم ما هو السر في إمتلاك الرجل كل هذه الثقة عندما يطرق باب قلبه الحب أو عندما يُبادر هو في خلق علاقة جديدة بالرغم من عدم إمتلاكه هذه الثقة الكبيرة في جوانب أخرى من الحياة، "الإستخفاف" في أغلب الأحيان يستهين الرجل بالمرأة فيتعامل معها بإستهانة فهو بكل هذه الثقة قادرًا على الدخول في الحب و الخروج منه وقتما شاء دون النظر إلى ما قد يُسببه هذا الإستهتار بمشاعر و قلب المراة التي واعدها .
2-أنا رجل و لكن أتحدث بمنتهى الإنصاف و دون التحيز للرجال بالمرة
في أغلب الأحيان يظل الرجل معلقًا, مُتأرجحًا ما بين فكرة الحاضر و ما هو أفضل في الغد بمعنى أن يعيش اليوم قصة حب مع امرأة و لكن باله كله مشغول بالغد فربما كان يُخبىء له حبيبة أفضل و لا أعلم لماذا في أغلب العلاقات يُراهن الرجل على المجهول بالرغم من أن أغلب التجارب الواقعية التي نراها حولنا اثبتت أن "صاحب بالين كداب" بمعنى أنه سوف يخسر الأنثى الحاضرة الموجودة معه و من ثم يخسر رهانه على العدم .
3-أحتقر الرجل الذي يُراود المرأة عن قلبها و من ثم يبدأ في إستدراجها إلى تفاصيل و أفعال أكثر إنفتاحًا و من ثم يغدر بها مُتذرعًا بأن المرأة أصبحت مفتوحة على مصراعيها, بمن وثقت هذه المرأة؟ مَن دفعها إلى حفرة الحب؟
مَن سلبها عقلها و إرادتها و جعلها تُطيعه طاعة عمياء؟ 
غريبٌ جدًا هذا المبدأ فهل من المعقول أن الأم عندما تُربي ابنها و يتشرب مبادئها و أسسها في التربية تتبرأ منه بعد أن تعلم و صار مُتفتحًا ؟؟
هذا ما يحدث في العلاقة يُعلم الرجل المرأة طريقته و أسلوبه و قوانينه و عندما تتعلم كما يجب و تنجح في الدرس, يتخلص منها بداعي انها أصبحت خطر عليه و على شخصيته و كأن حق عليه أن تكون المرأة مُغلقة , مُغلفة 
لا تُصرح بالكلام و المشاعر و الرغبة بطريقتها و حق عليه أن يبقى الرجل منبع المُبادرة الوحيد فإن كان هذا هو تفكير و مبدأ الرجل فـ لماذا علم المرأة ما يُحب أن يراه فيها و لماذا سحبها من قلبها إلى منتصف المسافة و من ثم تركها ؟
صدقًا هذا أشد أنواع الرجال حقارة و قد صادفت في يوم من الأيام واحد من هؤلاء و كنت أستمع له و أنا مذهولاً و هو يحكي و يستطرد بمنتهى التباهي انه يفعل و يفعل و يخدع و عندما تُسلمه المرأة قلبها و مشاعرها و جسدها يلوذ بالفرار لأنها لم تعد صالحة للحب , للأسف هناك الكثيرون و الكثيرون من هذه النوعية يتعاملون بهذا المنطق باريحية بل أنهم فيما بينهم يتداولون الطرق و الاساليب الأكثر نجاعة في إستدراج المرأة و لكن الدين يُرد و لو بعد حين.
4-رأيت الكثير من النساء المُحطمات سواء في الواقع أو على صفحات الفيس بوك و هذا ما يتضح من خلال ما أقرأ لهن , نسبة كبيرة جدًا من التشوه في المشاعر و في الفكرة المأخوذة عن الحب و لكن المشكلة ليست في الحب نفسه و لكن المشكلة فيمن ينوبون عنه بطريقتهم و منهجهم الذي أفقد الحب مصداقيته و قداسته و مرة أخرى لا أعتب على المرأة التي تبحث عن الحب لأنه سوف يسد رمق قلبها و يكفيها حاجتها العاطفية و الجسدية لأن الموضوع أشبه بالرهان المُخيف, تراهن المرأة على قلبها و إختيارها 
تُراهن على أهم ما فيها لأجل الحب , ليس الحب سلعة بإمكان المرأة أن تبحث عنه في "الفتارين" أو الكتالوجات و لكن هي التجربة و الحياة و الواقع الذي يسوقها لمعرفة الحبيب سواء كان جارًا او زميلاً في العمل أو شخصًا حاول الإقتراب منها و استراحت له و لهذا لا ضمانات في الحب 
فمع هذا الإنحدار الأخلاقي المرعب في التعاملات اليومية لابد و أن يُطال الحب هذا التمسخ فمن يكذب في الكلام و في التبرير سوف يكذب في الحب 
و هكذا , خاصة اننا في الحب نرفض أن نُصدِق كل الحقائق التي تتعارض مع قلوبنا , بمعنى أن المرأة تستشعر الخطر مثلاً في كذبة أو تصرف للرجل الذي تعرفه و لكنه تقنع نفسها أنها قادرة على تغييره و لكنها للأسف تخدع نفسها في المقام الأول و الأخير إلا إن كانت تمتلك طرف قويّ من خيط الحب من خلاله تكون على يقين انها قادرة على إبدال الحال و تغييره 
فالحب ليس إنتحار و ليس مغامرة هلامية يفوز بها المُغامر الطائش الذي ليس له منهج و لا قانون و لا آلية في التعامل مع المشاكل التي يفرزها الحب 
............

 

ثانيًا : المرأة
1- أُحب أن أقول عنها "فاكهة الله في الأرض" و قد تركت الحديث عنها في النهاية لأن كلامي عنها ربما يطول بعض الشىء , مهما حاولت أن تكون المرأة جريئة في الحب فانها تستبعد بالمرة أن تكون مُبادرة 
قليلات في مجتمعنا الشرقي تمتلك القدرة على التصريح بمشاعرها و مُبادرة الرجل بالحب فلهذا تخف الوطأة عنها قليلاً لأنه كما نعرف أن "البادي أظلم
"المرأة مُتلقية" و لأجل هذه المبادىء و التربية التي تلقتها في المنزل و من ثم تقف على خشبة الواقع فتشعر بهذا الرهاب الذي غُرِس فيها من الرجل 

 

لابد و أن تكون مُطيعة مُهذبة فالمرأة التي تُجادل و يعلو صوتها تفقد أنوثتها 
الكثير و الكثير من الأمور التي تترسخ بداخلها تخلق هذا الشعور الإنهزاميّ بداخلها فتخرج إلى الحياة إنهزامية , قابلة للكسر و هكذا .
2-النقطة الأبرز و الأهم أن "الحب" من أهم إحتياجات المرأة و أشدها إلحاحاً  و لا أُصدِق أبدًا المرأة التي تقول انها قادرة على العيش بدون حب 
فهي و دون أن تشعر يُلِح عليها قلبها دائمًا حتى و لو كانت مُستمسكة بمبدأ ما أو مقاطعة ما فهكذا خلق الله البشر و قدر لهم ما يحتاجون بالضرورة 
و ما يستطيعون الإستغناء عنه بدون أي أضرار .
3-في بادىء الحب كلنا جميلون, بنجنن و بناخد العقل 
هذا ما يفرضه علينا الحب في أوله بأن نكون مثاليون ، براقون و لكن هل يستمر هذا البريق و هذا الإتقاد إلى النهاية؟
مثلما أعتب على الرجل و أُحمِله المسؤولية الأكبر لأنه الطرف المُبادر 
أعتب أيضًا على المرأة لأنها يقتصر دورها على انها "مُتلقية" و كأنها راضية مَرضية بما يُلقيه الرجل لها من فُتات المشاعر 
تفرح عندما يهتم و يتعكر صفو قلبها عندما يُهملها و هذا هو الإنهزام الذي تتشربه المرأة يومًا بعد يوم و بهذا الكلام لا أدعو المرأة أن تثور على الرجل 
و لكن أدعوها أن تعرف ما لها و ما عليها 
في بادىء الحب ننص القوانين و نختار الطريقة التي تتماشى معنا 
فالرجل يختار الطريقة التي لا تتعارض مع شخصيته و رجولته في المقابل يحق للمرأة أن تختار الطريقة التي تتماشى مع أنوثتها و حاجاتها و مُتطلباتها دون خجل و دون أن تظهر بمظهر الراضية من باب اللطف و الذوق و الإحترام
لأن الحب في الأساس إلتزام و لو لم يلتزم الرجل بما عليه سوف يستهين و يستخف بالمرأة و يومًا بعد يوم سوف تسقط من حساباته إلى أن تتحول إلى كيان مُهمل , مُهمش لا قيمة له ، فـ مَن سوف يرد لك حقك في الحب يا إمراة إذا كنتِ أنتِ عن حقكِ ساكتة ؟.
4-تتساوى النساء في الصفة و في الأنوثة و لكن يختلفن في العقل و الوعي و الإدراك و هذا ما يؤثر في إرتفاع و إنخفاض نسب النجاح و الفشل في الحب فهناك امرأة عندما تحتاج إلى الحب تفتح كل أبوابها على مصراعيها إستقبالاً للحب حتى و لو كان حامله "ذئبًا" المهم انه حب و السلام و هناك امرأة تُبالغ في التفكير و أنا مع النوعية الثانية لأن آلام الحب مستمرة و تطول إلى ما لانهاية, أن تُبالغي في إختبار الحب و في إختبار مدى جاهزية الرجل 
و إستعداده للإستمرارية في الحب أفضل من الوقوع في الفخ من أول محاولة.
5-صرت ألاحظ مدى الحساسية التي أصبحت ما بين الرجل و المرأة و خاصة في النقاشات و لكن الموضوع مُبالغ فيه بعض الشىء عند المرأة فبكل صدق ألاحظ أن المرأة تُدافع بإستماتة في المواضيع النقاشية و في الحقيقة ربما تغتاظ من صديقتها لأنها تلبس فستان أجمل منها أو لون أحمر شفاهها يليق بها هههههه المهم هذا الإحتدام في الحوار و النقاش أيضًا أفرزته العلاقات الشائكة و قصص الحب الفاشلة التي يشيب لها الولدان فتارة نسمع عن رجل خدع امرأة و امرأة هجرت رجل , كل هذه التجارب خلقت حساسية و خوف من الإقتراب حتى و لو بنية سليمة .
6- بخصوص الفيس بوك أصبحت قراءات النساء مُتطرفة و بدون تحيز عملاً بمبدأ أن الرجل يقتل القتيلة "المرأة" و يمشي في جنازتها لم يعد هناك إعتدال في قراءات النساء فأصبحن يتجهن إلى أديبات و كاتبات مثل "أحلام مستغانمي" و من يكتب بمثل طريقتها لأن في كتاباتها تتشفى المرأة من الرجل بين السطور يعني "بتفش خِلقها" فتبدأ في إستعارة بعض من كلماتها سواء بالمشاركة أو بتأييد منهجها و طريقتها في التفكير و الكتابة 
و أنا أكيد أن أغلب النساء أو الكاتبات الشابات يتخذن أحلام قدوة عُليا و نموذج رائع يُحتذى به و لا أُعارض في ذلك و لكن أُعارض التطرف و إطلاق الأحكام بشكل مُطلق أن جميع الرجال وحوش و لا يُتقنون الحب و لا يفهمون المرأة 
السقطة الكبرى هي في الجمع بدون أى داع و إستنادًا على تجربة سابقة أو ما شابه
لا أحبذ هذا النوع من الكتابات و خاصة أن الكاتبة الكبيرة لابد أن تكون قدوة بإعتدالها و إنصافها و ليس تطرفها و هنا تحضرني كلمة "لأحلام مستغانمي"
ربما لم أجد صفحةً واحدةً نسائية تخلو منها و هى
"احبيه كما لم تُحِب امرأة و انسيه كما ينسى الرجال" لن أشرح الكلمة لأنها واضحة و تشرح نفسها بنفسها فـ لك أن تتخيل كم النساء اللواتي يجدن في أدب "أحلام مستغانمي" و شبيهاتها ملاذًا و أسلوبًا في التشفي و الإنتقام 
و لو كان إنتقامًا مكتوبًا, سلامًا للمرأة التي تستعين بعقلها لا عقل غيرها كي يُفكر و ينوب عنها حتى و لو لم تمتلك الأسلوب و الملكَة في التعبير و لكنها لا تنساق إنسياق أعمى إلى الكلمات المُتطرفة ، المُبالغ فيها ..
أتمنى ألا أكون قد بالغت فيما أقول أو تحاملت على المرأة أو الرجل و لكن حاولت قدر المُستطاع أن أنقل الواقع بحذافيره من خلال وجهة نظري و التي هي لا تُعبر إلا عني وحدي و ليس بها أي إجبار أو تعميم