[x] اغلاق
الأزمة الأهلية تتدحرج في أروقة المؤسسة الحاكمة ويتلقفها الوزراء ساخرين من الامانة العامة والكنيسة المسيحية .
18/8/2016 16:15

الأزمة الأهلية تتدحرج في أروقة المؤسسة الحاكمة ويتلقفها الوزراء ساخرين من الامانة العامة والكنيسة المسيحية 

تهامة نجار

مصدر في الأمانه: الأمانه العامة ضعيفة جدًا وغير قادرة أو مؤهلة لخوض جولة مجددة من النضال والكلمة الاخيرة للأهالي ...

وهكذا أهدرت بما تسمى "الأمانه العامة للمدارس الاهلية فرصة تاريخية لتحقيق الانجاز الأعظم والأهم لضمان استمرارية هذه المدارس والتي تعتبر الصرح الأهم للكنائس المختلفة والرعية المسيحية, حين تنازلت عن النضال العادل والصارخ وأعادت الطلاب الى مقاعد الدراسة بعد خدعة ومكيدة حاكتها المؤسسة الحاكمة فأكلت الأمانه الطعم ودمرت صرحًا تاريخيًا وعبثت بمصير عشرات الاف الطلاب وأهاليهم .

وأصل الحكاية بدأت من الناصرة حين جمعت الأمانه مؤتمرًا صحفيًا "تبشيريًا" أعلنت من خلاله عن نجاح هائل ومدَوٍّ لمشروع النضال والاضراب العام ,وان الدول بأسرها تجندت لمصلحة المدارس وأبدت استعدادًا فوريًا لإيجاد حل للازمة ، وكبادرة حسن نيّه تدفع الوزارة مبلغًا اوليًا بقيمة 50 مليون شيكل فورًا وبدون شروط مسبقة ومن ثم تشكل لجنه مشتركه يترأسها قاضٍ, تقدم توصياتها للمعارف خلال عدة اشهر من اجل الخروج من هذه الأزمة الى الابد وتنقل المدارس الأهليه نقلة نوعية نحو المساواة والازدهار ....

ومنذ ذلك الحين دخل أهلنا في الامانة في سبات عميق يترقبون الاحداث لا يحركون ساكنًا حالمين في حسابات "الخمسين مليون" وكيف سيحصلون عليها بواسطة شيك بنكي, ام بالأوراق الحمراء أو الزرقاء  من فئة  200او الخضراء(50)  او ربما بنية اللون ,ومن ثم كيفية عدّها, وكم جهاز حاسوب نحتاج لذلك, وكم سيحصل الكاثوليك من المبلغ ,وما هي حصة الروم وهل لأهل الشيعة حصه وماذا مع  السنه!!!.... وهكذا ضاعت الطاسة فأفقنا من سباتنا مذعورين نبحث عن الملايين التائهة في بحر الضياع ,ليتبين لنا اننا وقعنا اتفاقًا على الثلج, فذاب الثلج وبان المرج فلا حتى مليون واحد ولا لجان ولا مستقبل ولا حلول, فبتنا على امانة عامة هزيلة ضعيفة مهزوزة لا حول لها ولا قوة, تصارع الرمق الأخير في مفاوضات مجددة مع مختار جديد جدا جدا جدا من وزارة المساواة الاجتماعية يحمل الساطور و"ينهر" القوم عارضًا امامهم شروطا تعجيزيه جديدة , في مسرحية هزلية جديدة تشارك الامانة العامة في "أحداثها الساخرة " بطلة رئيسية ...يا للعار ....

بالأمس خرج علينا رئيس بلدية كرميئيل ,نعم نعم لا غير, يرغي ويزبد ويهدد بفصل الشمال عن الدول ...نعم نعم "فصل " بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وقوه ..اذا تجرأت الحكومة وتخاذلت عن  تحويل مبلغ 18 مليار دولار لمدن وقرى الشمال المحاذية للحدود اللبنانية...تصريح هزّ قواعد الحكومة ومؤسساتها, ارتعب من قوته مقدم البرنامج في التلفزيون ايضا مستفسرا : هل حقا تقصد انفصالا كاملا عن الدولة ؟؟ نعم نعم ,اجاب رئيس البلدية, سنغلق الشوارع والطرقات الرئيسية المؤدية للمنطقة الشمالية  سنشلّ حركة التجارة وندمر الأسس والبنى التحتية ونعلنها منطقة نفوذ  مستقلة ....

أما  الأمانة العامة فتغرس رأسها في الرمال كالنعامة على حد وصف احد اعضائها ,وترتعد خوفًا منتظرة المصير المجهول بإغلاق المدارس والخضوع لإملاءات الحكومة وتضليلها وهي تتوخى رد فعل جماهيري ربما ينفخ الروح ويبعث فيها الحياة مجددًا ..

والأنكى من كل هذا ما يصيببنا من احباط دوري من قبل القيادة العامة للجماهير العربية التي تتخاذل يوميًا وتتعثر في طرح برنامج شعبي جماهيري نضالي يشفي غليل الجماهير العربية ويحقق المساواة المسلوبة دهرًا من قبل مؤسسه غاشمه ,لا تتوانى من تحطيم طموحاتنا واحلامنا يوميًا, وتتطاول مؤخرًا بالاعتداء الفردي على رجال أعمال سجلوا نجاحات هزت البلاد طولا وعرضا  وتصدر الأوامر بإغلاق مصانعهم وأماكن أعمالهم بحجج واهيه , بينما يستمتع اترابهم من اليهود من انتمائهم القومي لفضّ هذه الحجج المشابهة دون اضرار تذكر ...

اذاً ...النضال الشعبي هو الحل الأجدى والأفضل ...اتركوا المفاوضات فورًا فقد انتهكتم كرامتنا  وجلبتم لنا الذل والعار ... اشعلوا الدنيا لهيبًا من النضال الشعبي من اضرابات ومسيرات واعتصامات بوحدة صف تنزع الغرور واللامبالاة والحقد والضغينة من قلوبنا وتعيدنا الى درب المسيح المفعمة بالحب والمحبة والتسامح تجاه بعضنا البعض  ,وهكذا فقط نستطيع ضمان مستقبل وسلامة مدارسنا والا فان الطريق نحو التنازل عن ادارة مدارسنا اصبح قاب قوسين وادنى وتحويلها الى مدارس حكومية كغيرها ...وبئس المصير