[x] اغلاق
انا زلمه!!!!!!!!!!
25/8/2016 17:36

انا زلمه!!!!!!!!!!

تهامة نجار

فجعنا هذا الاسبوع بنبأ مقتل المرحومة آمنه ياسين من طمرة, بضربات سكين مزقت احشاءها كما يبدو على يد زوجها ...ويصيبني الغثيان مجددًا حين اتيقن ان القتل حدث داخل العائلة ..ببساطه غثيااااان ...و تصيبني هذه الحالة تقريبًا كل شهر, مجددًا كون امنه ياسين هي القتيلة الخامسة هذا العام, وتنضم الى مرفت ابو جلال ، سلام عبدالله ،رنين رحال وسميره اسماعيل اللواتي قتل معظمهن على يد اقربائهن منذ مطلع عام ,2016 بالإضافة الى عدد كبير من الجريحات اللاتي انقذت حياتهن بأعجوبة بعد اعتداء من أحد أفراد العائلة, اخرهن كانت الشفاعمريه التي لا تزال تصارع الموت في المسستشفى وقد تشوه جسدها الى الابد  .

هؤلاء السيدات قتلن بدم بارد على يد حثالة الرجال ,حيوانات متعطشه الى الدماء, يحملون معتقدات بائدة بان الشرف يعطيهم الحق بالقتل ...يسمونها عادات وتقاليد تحدد سلوك النساء في مجتمع متخلف ...عن اية عادات وتقاليد تتحدثون، نفس اولئك الذين يحلفون اليمين باسم الشرف، واية شرف تمتلك عائلة احاطت بالسرية معلومات عن امكانية مقتل ابنتها قريبًا أو انها مهددة بالقتل ..وكيف يتناسى هؤلاء الرجال "أصحاب الشرف " ان من حملتهم برحمها وتحملت عناء ولادتهم العسيرة هي ...امرأة... وان من قامت وسهرت الليالي على راحتهم وغمرتهم بعطفها ومحبتها ولم تألُ جهدًا على التضحية بالغالي والرخيص من اجل ضمان مستقبلهم هي...امرأة ... من أعطى اولئك الحق بتقرير مصير حياة امرأة وكيفية ادارتها ومن سمح لهم العبث بحياة النساء والاعتقاد ان هذا جائز فقط من منطلق انهم رجال ....يعني "زلام" ...هذه العادات والتقاليد في هذا المجتمع البائس, أسرت جميع النساء وزرعت الخوف والرعب في  افئدتهن وسلبت ارادتهن وشجاعتهن  ولكن...لا يمكن كبت اصواتنا وكلماتنا الى الابد يجب ان نرفعها صرخة مدويه في وجه  الرعب والذعر والطغيان ولا يمكن التهرب الى الابد من هذا الظلم  ويتوجب فورًا على مجتمع النساء ان يقدم اجوبة دامغة على العديد من الاسئلة الملحة والصارخة...ما هي الاخطاء التي ارتكبتها النساء, واين فشلن في تربية ابنائهن تربية صالحة؟ لماذا لا يحترم الابناء امهاتهم والرجال لا يقدرون زوجاتهم  ومن اعمى بصيرتهم على ان امهاتهم واخواتهم لسن "خادمات شرف" انما لحم ودم على نظيرهم كمثالهم ...يرغبون بممارسة حياتهن بشرًا مثلهم تمامًا.

والأنكى من كل ان عائلة ابو غانم من الرملة تتصدر منسوب الدم في البلاد في القتل داخل العائلة او على ما يسمى "شرف العائلة", حيث تم قتل وذبح عشر نساء منذ عام 2000 وحتى ان احداهن كتبت في يومياتها قبل مقتلها  "من حنفياتنا تسيل دماء وليس ماء" ,ومن خلال السكوت المدقع تدفن النساء في الرمال في عملية اشبه بوأد النساء من العصور الجاهلية دون رد مناسب من الاجهزة الأمنية التي كما يبدو باتت بلا حول ولا قوة امام هذه الجرائم العائلية المبرمجة وحجتها ان ما يحدث ما هو الا عادات وتقاليد داخل هذا المجتمع ...لا والف لا يا حضرات ....الأمر مختلف تمامًا ولا يمكن ان نتلطخ بعد اليوم  بعادات وتقاليد باطلة وبائدة وعلينا جميعًا رجالا ونساء مسؤولية الانتفاض فورًا منتصبين مرفوعي الهامات نزأر كالأسود ,محتجين على مقتل امهاتنا واخواتنا دون ذنب اقترفن ...لان المرأه التي تعيش حياتها ليست مجرمة وان المرأة التي تعشق وتحب ليست مجرمة وان المرأة التي تواجه جلادها  لانها لا تريد ان تعيش في مجتمع عنيف وتساق وتذبح مثل الشاة في المسلخ بدم بارد  هي ليست مجرمة ،  و حتى تستفيق الشرطه من سباتها وتتعامل بصلابه وقوه وردع مع اولئك المجرمين  تبقى النساء تصرخن كالمجانين في الدروب كفى لا الدار داري ولا الخلان خلاني .... قلوبُ أهلي وأحبابي غدت حجراً أأنا على الأرض أم في كوكب ثانِ؟.... يعلو الوجوهَ عذاب لا شبيه له وفي الدواخل يغلي ألفُ بركانِ... لا تصدموني، أهذا الكهف منزلنا؟ وهو الذي كان منية كل إنسانِأهذه النخلة الجرباءُ نخلتنا وهي التي أمس من أشجار رضوانِ؟ أهذه الضحكةُ الخرساء ضحكتنا أفعالنا تلك أم نزوات شيطانِ؟ أهذه الأسقفُ النيران تحرسنا يا سادة البيتِ هل ضيعت عنواني؟ ....يا لوعةَ القلب، أخذتْ شكل مقبرةٍ وأهل بيتي استعاروا حقدَ عدواني حدائقُ الحب، لا وردٌ ولا شجر  وما البيوت سوى ثكنات سجانِ كأنني البوم أنعب في خرائبكِ ودمعة الذل تلمعُ بين أجفاني.....ابو مايكل