[x] اغلاق
عيد بين الفرحة وغياب البهجة
7/9/2016 7:52

رماح يصوّبها - معين ابو عبيد

عيد بين الفرحة وغياب البهجة

لا أنكر  أن الكلمات تصارعت في ذاكرتي، والعبارات تزاحمت في مخيلتي، تردّدتُ كثيرًا وثقل قلمي قبل أن أسطر كلمتي السنوية بهذه المناسبة العطرة، التي اضطر من خلالها أن اكون متشائمًا وأبرز الجانب السلبي لكل ما يتعلق بأجواء العيد والاستعدادات لاستقباله.

والسؤال الذي يطرح نفسه ويثير الاستغراب والدهشة هو  لماذا لا نكون أكثر واقعيين ونتكلم بصراحة وشفافية، ونعطي الصورة الحقيقية ونصف أجواء عيد رائعة وكأن شيئا لم يحدث ويعكر صفو العيد وحالنا وأوضاعنا ومحيطنا عال العال؟ بينما الحقيقة عكس ذلك وملامح وجوهنا تعبر  بكل وضوح عما يجول في قلوبنا من غصّات أليمة نتيجة تدهور أوضاعنا وكثرة همومنا. إذ سيطرت علينا ثقافة المظاهر الخداعة ناسين مسلسلات القتل والدمار  وإراقة الدماء وتشريد الأطفال والنساء من بيوتهم، وافتقارهم لأبسط الخدمات الإنسانية، يموتون كل دقيقة قهرًا بسبب فقدان كرامتهم وما لحق بهم من إهانات وظلم، بالإضافة إلى فقدان العيد معانيه الاجتماعية التربوية والدينية التي طالما تغنينا وافتخرنا بها. تغرينا الحركة المنتعشة وزحمة الشوارع ويغلب علينا شعور اللامبالاة والفتور حتّى غدت هذه المناسبة مجرد عطلة عابرة للتنزه والسفر لخارج البلاد. حتى الحارات القديمة والساحات أضحت خالية حزينة تندب الوحدة وتبكي على الماضي فلم يعد العيد محطة فرح وأمل حتى الصغار ما عادوا ينتظرونه بلهفة متأثرين بتصرف الأهل، وهم يشهدون تبادل الأخوة الاتهامات، وما يصحبها من لغة التجريح وتصفية الحسابات .

آه ثم آه! كم نتوق ونحنُّ لأيام زمان حين كنا ننتظر العيد بفارغ الصبر ، ونحمل القناديل ونتجول في الحارات والساحات والبهجة لا تفارق وجوهنا، تلتقي الأسرة عند كبير العائلة تتشاطر فرحة العيد مع بعضهم البعض، ومن ثم يعرّجون على الجيران والاصدقاء،  وتجلس العائلة على مائدة واحدة مجسّدة بذلك روح التآخي والمحبة الحقيقيّة...

أساله تعالى أن ينصر المظلوم، وأن تتحقق العدالة فعلا وقولا، وأن يعم السلام والاستقرار شرقنا العزيز والعالم أجمع، وأن يعيده الله على جميع المحتفلين بالرفاه وهدأة البال، اللهمّ آمين.