[x] اغلاق
انفجار قنبلة أمام مسجد في ألمانيا وأصابع الإتهام توجه ضد حركة أوروبيون ضد أسلمة الغرب
28/9/2016 10:06

انفجار قنبلة أمام مسجد في ألمانيا وأصابع الإتهام

توجه ضد حركة " أوروبيون ضد أسلمة الغرب"

الإعلامي أحمد حازم يكتب من برلين

لم يتفاجأ مسلمو مدينة دريسدن الألمانية عاصمة ولاية سكسونيا بالإعتداء الذي تعرض له هذا الأسبوع مسجد المدينة ومركز المؤتمرات الدولي بالقرب من المسجد، خلال انفجار قنبلتين في وقت واحد تقريباً، وذلك بسبب تنامي موجة العداء للإسلام. الشرطة الألمانية في دريسدن تحدثت عن انفجار عبوتين ناسفتين بشكل متتالي، لكن بدون التسبب بأية إصابات، لكن الشرطة قالت بشكل واضح ان كراهية الإسلام ومعاداة الأجانب هما  وراء الإعتداءين، مشيرة في الوقت نفسه أيضاً إلى إمكانية وجود صلة بين الإعتداءين، وبين الإحتفال بيوم الوحدة الألمانية في الثالث من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل

قيادة شرطة مدينة دريسدن، وحسب مصدر منها، تنفست الصعداء عندما تأكد لها أن المسجد كان خالياً من الزوار أثناء انفجار العبوة الناسفة، باستثناء وجود أمام المسجد وزوجته وطفلين، ولم يصب أي منهم بأذى.

وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أدان بشدة التفجرين، وأعرب عن  انزعاجه الكبير مما جرى، لا سيما أن الاعتداءين وقعا خلال احتفالية بمناسبة مرور عشرة أعوام على انعقاد مؤتمر الإسلام بألمانيا. هذا المؤتمر ينعقد في ألمانيا منذ عام 2006، ويشارك فيه ممثلون من الهيئات الاتحادية والولايات والمحليات بالإضافة إلى منظمات وشخصيات إسلامية.

المعلومات المتوفرة عن المسلمين في مدينة دريسدن، تفيد بأن عدد المسلمين فيها، يتراوح ما بين خمسة وسبعة آلاف شخص بينهم نحو ألفين من الأتراك، وأن المسلمين المستقرين في المدينة منذ سنوات يمثلون نسبة 50% من مسلمي المدينة، وأن النسبة المتبقية تتوزع على فئتين تقيمان فيها بشكل مؤقت وهم الطلاب واللاجئون.

هؤلاء المسلمون هم في حالة مستمرة من الحذر والتخوف والقلق من تصعيد عمليات ضدهم وضد مراكزهم ومؤسساتهم. هذا القلق له ما يبرره، خصوصاً بعد أن أقدم رئيس وزراء سكسونيا ستانيسلاف تليش، المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على الإعلان أن "الإسلام لا ينتمي لولايته".

مسلمو دريسدن عاشوا قبل سبع سنوات مأساة كبيرة، وبالأحرى جريمة  ارتكبها متطرف يميني  يكره المسلمين يدعى "أليكس جورج". فقد أقدم هذا المجرم في مطلع يوليو/ تموز عام 2009على قتل الصيدلانية المصرية الدكتورة مروة الشربيني طعنا بالسكين داخل محكمة دريسدن، عندما كانت تدلي بشهادتها ضد المجرم.

ظاهرة العداء للإسلام في ألمانيا وخاصة في مدينة دريسدن، تتنامى بشكل سريع ومخيف، ولا سيما بعد تأسيس حركة "أوروبيون ضد أسلمة الغرب"، المعروفة اختصاراً بـ"بيغيدا". هذه الحركة المناهضة للإسلام تأسست في العشرين من شهرأكتوبر/تشرين الأول 2014،وبدأت أولى مظاهراتها المناهضة للإسلام والمهاجرين الأجانب في ألمانيا في نفس العام.

سامي إبراهيم المتحدث باسم "مركز مروة الشربيني للثقافة والحوار" في دريسدن أكد ن مظاهرات "بيغيدا" أعادت مشاعر الخوف وعدم الأمان لدى المسلمين في دريسدن. وكانت المراكز الإسلامية الثلاثة الموجودة في دريسدن قد حذرت من تزايد التعديات اللفظية والتمييز ضد روادها خاصة النساء  في الأماكن العامة، وناشدت الشرطة العمل على وضع حد لممارسة النشاطات العنصرية ضد مسلمي المدينة.

حركة "أوروبيون ضد أسلمة الغرب"، كانت قد نظّمت في شهر فبراير/شباط من هذا العام، مظاهرات ضد الإسلام  في 14 مدينة أوروبية، أكبرها في مدينة درسدن الألمانية، حيث بلغ عدد المتظاهرين في هذه المدينة نحو ثمانية آلاف متظاهر، حاملين الأعلام الإسرائيلية والروسية، ولافتات كُتب عليها عبارات عنصرية معادية للإسلام.

صحيفة "إندبندنت" البريطانية، ذكرت أن نصف البريطانيين يرون في الإسلام تهديداً للديمقراطية الليبرالية الغربية، لكنها من جهة ثانية واستناداً إلى موقع  التواصل الاجتماعي "تمبلر"، أشارت إلى أن الإسلام له فضل كبير على البشرية لأنه أوجد الكثير من الأمور، التي يعود اختراعها لمسلمين. وذكرت الصحيفة على سبيل المثال لا الحصر: الكاميرا، الفيزياء التجريبية، الابتكار المعماري، التخدير، النوتات الموسيقية، أدوات الجراحة والتشفير الحديث، وغير ذلك من الإختراعات.