[x] اغلاق
بين الانسانية والعهر السياسي
6/10/2016 17:18

بين الانسانية والعهر السياسي

تهامة نجار

لا يختلف اثنان على مدى عمق الازمة السياسية والاجتماعية  بين الاقلية

العربية وبين المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة, وان معاناة الجماهير العربية في البلاد من ظلم وقهر هذه المؤسسة يمتد على طول عمر هذه الدولة من تمييز صارخ في جميع مجالات الحياة, حيث فقدنا الأمل كليًا في امكانية احداث تغيير جذري والنهوض من هذه الازمة من خلال تحقيق المساواة الشاملة والعادلة بين جميع مواطني الدولة .

إن نضال الجماهير العربية في هذا المضمار هو نضال مقدس, وقد تناغم العرب في هذا الصراع بين مدّ وجزر ,واستعملوا شتى اساليب النضال من مظاهرات واضرابات وصراعات دامية دون جدوى, ولا زلنا ننتظر بفارغ الصبر صحوة المؤسسة الحاكمة بالرغم من طول غفوتها .

ونحن اليوم نمتهن دور الضحية في علاقتها من جلادها, وترقى ممارستنا في معالجة هذه الازمة المتجذرة, والتي تؤثر سلبًا على نمو وتطور المجتمع الى مستوى الحدث, حيث تلعب أسس  تربيتنا واخلاقنا دورًا حكيمًا في علاج هذا الصراع خلافًا لاسس تربية واخلاق الطرف المعادي, مما يسبب له الحرج حينًا والارتباك احيانًا ,خاصة عندما تم  تدويل القضية وفرض المجتمع الدولي شروطا صارمة  من اجل تقديم الدعم ولعب الدور الايجابي في استيعاب هذه الدولة في المجتمع الدولي .

واليوم وقد توحدت صفوفنا سياسيًا في أكبر مؤامرة على الجماهير العربية من خلال قائمة مشتركة, متفككة, مترابطة ,يطغى الخلاف والاختلاف في الفكر والمضمون على مركباتها, ارتكبت مؤخرًا أكبر جريمة في التعامل الانساني حين قدم رئيسها اوراق "انتحاره السياسي" على طبق من ذهب امام مؤيديه عربًا ويهودًا وأمام الرأي العام الاسرائيلي, حين انجر وراء المتزمتين والمتطرفين من اعضاء قائمته البغيضة في الدعوة الى مقاطعة جنازة شمعون بيرس والتي تحولت بين ليلة وضحاها الى حدث عالمي وذلك من خلال مجاراة اليمين المتطرف الاسرائيلي افكار العداء وتغذية روح الانتقام والتنازل عن اخلاقنا ومبادئنا ودعوتنا الى نبذ روح الانتقام والتعامل بتسامح مع ألدّ اعدائنا ,من اجل كسر شوكتهم بأساليب المحبة والاحترام بدل الفرقة والعدوان, فغصنا في مستنفعهم وانكشفت عوراتنا وبتنا على خيبة.

هذا وانهالت الانتقادات والشتائم والذم لعوده على شبكات التواصل الاجتماعي, الا ,اللهم, المتلونين والمهادنين الذين تجندوا للدفاع عن هذا الموقف المخزي بشتى الطرق والأساليب دون جدوى, فتفاقمت الازمة حتى انبرى عوده بتقديم تبريرات غير منطقيه عبر فيديو مسجل يتفهم من خلاله موقف المنتقدين والاختلاف بالرأي بينه وبين عشرات الالاف ,محاولًا تقليص فجوة الدمار الذي حلّ عليه وعلى قائمته المشتركة, الا انه حصد الريح وبات يتيمًا معدومًا في هذه المعركة الانسانية لحضور جنازة ميت لا حول له ولا قوة .

ان هذا التصرف لعودة والمشتركة ما هو الا "عهر سياسي جديد" اضيف الى رصيد كبير من العهور التي دمرت وأقصت المجتمع العربي عن المجتمع الاسرائيلي ,وجردتنا من انسانيتنا وفضحت تربيتنا وأظهرتنا بمظهر الجلاد وسلبت منا دور الضحية, وان أبعاد هذا التصرف سوف يلقي بظلاله لسنوات طويلة على مجتمعنا ويحملنا عبئًا اضافيًا نحن في غنى عنه ....فالعار كل العار لمرتكبي العار