صاحب مزارع تربية العجول والخرفان المعروف ربيع بشوتي يكشف أمام الرأي العام حقيقة أسعار اللحوم الباهظة واستغلال الملاحم لزبائنها :

اللحامون يتحكمون بسوق اللحوم ضاربين عرض الحائط بأسعار المربين ويبيعون اللحوم بأرباح فاحشه مستغلين ثقة الزبون وتعلقه بملحمتهم 

اسعار اللحوم بالجمله (اسعار المربين) هبطت منذ آب الماضي بنسبة 40% 

ازاء مئات الشكاوى التي وصلت موقع ومكاتب السلام حول الأسعار الباهظة للّحوم في الوسط العربي خاصة, والبلاد عامة ,بالرغم من المنافسة الشديدة في السوق والتي كانت من المتوقع ان تؤدي الى هبوط الأسعار كغيرها من السلع الغذائية والتموينية حسب مخطط الحكومة الرامي الى تعزيز المنافسة مع البضائع المستوردة, لفرض واقع جديد على أسعار هذه السلعة بالذات, وتخفيض أسعار اللحوم بأكثر من 40% من ثمنها اليوم , ارتأى محرر السلام ان يقوم بتحقيق صحفي شامل حول الموضوع  بهدف التأثير على الرأي العام ,وإمكانية تحقيق انجاز في هذا المضمار, لتخفيض أسعار اللحوم ، فكان لنا اللقاء التالي مع التاجر المعروف ومربي العجول والخرفان , السّيد ربيع بشوتي, ففتح قلبه أمامنا وكشف لنا بجرأة حقيقة عدم هبوط الأسعار, بالرغم من "غرقان" السوق بالبضائع المحلية والمستوردة, ورغبة التجار بتسويقها بأبخس الاسعار .

السلام : ما هي حقيقة أسعار اللحوم الفاحشة, ومن المسؤول عن ذلك ولماذا لم تؤثر المنافسة الشديدة في السوق في تخفيض أسعارها ؟

ربيع بشوتي : الحقيقة ان الدولة قامت بدورها الفعال لتحقيق هذا المطلب ,وقد استوردت مئات آلاف الأطنان من اللحوم الطازجة "كاشير" فغرق السوق بالبضائع, فارتعدت فرائص المربين المحليين خوفًا على عدم ترويج بضائعهم, كون السوق مشبّع بالبضائع المستوردة الطازجة, فانطلقت عملية التنافس الشديد ,وانبرى التاجر المحلي بعرض بضائعه على الملاحم المختلفة بأسعار بخسه (العجل والخروف) ,هادفًا الى ترويج بضائعه من اجل تغطية مصاريفه والتزاماته ,والنتيجة المتوقعة ازاء مبادرة المربين , ان تنخفض أسعار اللحوم في الملاحم للمستهلك الفردي فورًا بما يناسب تكلفة صاحب الملحمة .

غير ان اللحامّين - حسب اقوال بشوتي- استغلوا هذا الظرف الطارئ للمربين من اجل التربح المزدوج ، أي على حساب التاجر اولًا ,ومن ثم على حساب الزبون, ايمانًا منه وثقته ان زبونه الذي تعوّد على لحمته وعلى  الشراء من ملحمته من الصعب عليه ان يبدله تبديلا , ومن هنا تمسك صاحب الملحمة باسعاره القديمة الفاحشة ليغتني على حساب الزبون والتجار , مستغلا ظرفًا مناسبًا غير ابهٍ بالظروف المعيشية الصعبة للناس ,ولا بوضع التاجر البائس من اجل التربح الرخيص والاستغناء على حساب الشعب .

بشوتي يضيف : إن اللحامين يدّعون امام الزبائن أن البضائع الرخيصة في السوق في بعض الملاحم هي بضائع من لحوم مجففة او مستوردة, وهنا الضالة الكبرى, وكل ذلك لكي يستمر الزبون بتحمل عبء الأسعار الفاحشة للحوم , والحقيقة المرة هي ان جميع اللحامين سويًا  يفضلون شراء اللحوم المحلية بأسعارها البخسة عن اللحوم المستوردة الأعلى سعرًا ,أي بمعنى أن جميع اللحوم بالملاحم اليوم هي لحوم محلية بعكس ادعاء اللحامين فاحشي الأسعار .

ويضيف ربيع : عندما يبيعك اللحام صغيرا كان ام كبيرا بحساب بسيط كيلو العجل المحلي الطازج بسعر 70 شيكل فان نسبة ارباحه تتعدى 100% وهذه النسبه  تعتبر ظلم كبير ,وهي غير متعارف عليها حتى في سوق الذهب ,وهي جريمه بحق المجتمع بأسره ,لانه بإمكان اللحام أن يبيع نفس الكيلو بنسبة ارباح 60%  فقط !!!أي ما يعادل اكبر نسبة ارباح بين جميع السلع التجارية والتموينية التي تباع بأرباح لا تتعدى 20% , ويبقى التاجر سعيدًا من هذه النسبة المحترمة .

واكد كذلك ربيع انه عندما يعرض عليك اللحام كيلو الخروف المجروم ب120 شيكل او 70 شيكل للكيلو بالعظم ,فان نسبة أرباحه تتعدى 80% ومن هنا فان خسارة مربي العجول والخرفان هائلة , وأرباح صاحب الملحمة فاحشة على حساب الزبون أولا, ومن ثم التاجر المسكين .

السلام  : اذا كان الامر كذلك فأين مساهمتك كلحّام وتاجر في خفض الأسعار

بشوتي : من ناحية, حقًا أنا مربٍ ولكن من ناحية أخرى انا صاحب ملحمة كبيرة في شفاعمرو والمنطقة ، فأنا كمربي ألتزم ببيع اللحوم بأرخص الأسعار في البلاد (الخروف والعجل), اما في الملحمة وبسبب اوضاع السوق ,وتعنت أصحاب الملاحم فقد تمت محاصرتي من قبل أصحاب الملاحم الذين يستفيدون من لحومي كتاجر ,ولم استطع حتى هذا اليوم اختراق الحصار لذا ابيع بأسعار السوق, انما مع حملات مستمرة .

كما وأني أخشى من سهام اللحامين وبث دعايات رخيصة بانني ابيع لحومًا مجففة, بالرغم من أن لحومي هي من مزارعي وإنتاجي ,ومعروفه بجودتها لدى القاصي والداني .

السلام : ولكن هل بامكانك حقا بيع اللحوم المستوردة المجففه في ملحمتك قانونيًا ؟

بشوتي : حتى هذا ممنوع !!! فهناك وحده بيطرية قوية معروفة لدى جميع اللحامين تعمل من قبل وزارة الصحة تدعي "وحدة البيتسواح" لفحص جودة اللحوم, وقانونية ذبحها في جميع الملاحم في البلاد, وهي تفحص بالطريقة التالية

اولا: تفحص اذا كانت لحومك من ذبح المسلخ

ثانيا : اذا كنت تقوم بعملية تطرية اللحوم المجففة .

وكانت هذه الوحده كغيري قد زارتني عدة مرات في السنوات الاخيرة, والأيام الماضية حيث نشرت الصحافة بكثافة عن عمل الوحدة وضبطها اللحوم الفاسدة من ذبح غير قانوني, أو تطرية لحوم مجففة, بينما شهد لنا مسؤولو هذه الوحدة وأطباؤها عن جودة لحومنا , والتزامنا بالذبح القانوني ,بالرغم من تكاليفه الباهظة كون ملحمتنا هي من الملاحم القليلة في المنطقة لديها  اكتفاء ذاتي ولحومنا من مزارعنا .

السلام : ونحن اليوم على اعتاب عام جديد 2017 ماذا ستساهم كمربي وتاجر بتخفيض الاسعار فعلا ؟

بشوتي : نحن اليوم بصدد التفكير الجدي بوضع حجر الأساس لفرض واقع جديد على السوق المحلي والقطري ,ونفكر مليا بتخفيض أسعار اللحوم بنسبة ما يقارب 40% من سعرها المتداول في السوق وهذا يعتبر تحدٍ جدّي, وبحاجه إلى دعم قوى وهادف من قبل المستهلكين ووقوفهم إلى جانبنا من اجل تحقيق هذا الانجاز وتوفير لقمة العيش لكل مواطن .

ومن هنا أطالب جميع اللحامين في شفاعمرو والمنطقة, وخاصة الوسط العربي ان يكتفوا بأرباح معقولة, بالتزامهم بأسعار السوق الحقيقية, وان نعمل سويا على تخفيض أسعار اللحوم بما يلائم أسعار التجار والمربين, وهكذا نضمن توفيرًا كبيرًا للزبائن, ونجني ارباحًا معقولة بخوف  الله