[x] اغلاق
أجواء من الأخوة والمحبة في لقاء تبادل تهاني عيد الميلاد في شفاعمرو
29/12/2016 16:18

أجواء من الأخوة والمحبة في لقاء تبادل تهاني عيد الميلاد في شفاعمرو

قام أبناء الطائفتين الاسلامية والدرزية في شفاعمرو، بالتوافد الى قاهعة السيدة العذراء الرعوية، يوم الاثنين لتقديم التهاني بمناسبة عيد الميلاد المجيد لاخوتهم المسيحيين، بمشاركة رجال الدين ورئيس البلدية وعدد من أعضاء المجلس البلدي، ومدير عام البلدية ولجنة الموظفين الى جانب مديري المدارس والجمعيات والمؤسسات التربوية والمجتمعية، والسيد حسيب عبود والسيد كارم حجاجرة، مفتش الأئمة والمؤذنين في قسم الطوائف لمنطقة الشمال.

افتتح اللقاء وأداره الكاتب الصحفي زياد شليوط قائلا: " المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة.. المجد موجود في السماء والسلام ننشده على الرض وحيث يحل نرى المسرة تملأ الناس فيخرجون للتعبير عن مشاعرهم".  

وكانت الكلمة الأولى للشيخ خالد صباح، امام مسجد عمر بن الخطاب (ر)، الذي قال: " هذا النسيج واللوحة الجميلة لأهالي شفاعمرو، يعبر عن عائلة متماسكة قوية متينة برجال دينها، بأساتذتها، بمسؤوليها، تحية لكم جميعا في هذا اليوم الطيب والمبارك".

وتابع " ان الله تبارك وتعالى أرسل الينا أنبياء، ونحن اذ نحتفل بهذا اليوم بعيد ميلاد السيد المسيح، عليه السلام وقبل أسبوعين احتفلنا بعيد المولد النبوي الشريف، انما يؤكد أن وجود الأنبياء كان ليجتمع البشر تحت ظل الشجرة النبوية وافرة الظلال، فالأنبياء كلهم شاركوا في رسالة واحدة. نحن روحانيا موحدون، ومجتمعيا وانسانيا موحدون، كل الأنبياء شكلوا لنا الشجرة التي أنبتت ثمارا طيبة. واذا نحتفل بميلاد أنبيائنا أن نتوجه لمعرفة سيرهم المباركة. ميلاد السيد المسيح، عليه السلام رمزا للمحبة والسلام، وميلاد محمد، صلى الله عليه وسلم رمزا للبركة والرحمة".

واستذكر ساردا قصة هجرة المسلمين الى الحبشة، حيث أرسل النبي أنصاره الى هناك. وختم السيخ صباح كلمته قائلا: " يسرني في المناسبة السعيدة أن أتقدم باسم عموم المسلمين الى اخوتنا المسيحيين في شفاعمرو وفلسطين، بأجمل التهاني وأن تأتي السنة القادمة بحال أفضل، وأن نرى العمار والازدهار بدل الخراب والدمار والسلام بدل الحرب".

ثم هنّأ إمام الطائفة الدرزية، الشيخ يوسف أبو عبيد المحتفلين بالعيد مؤكداً على أن " الايمان بالله والمجد لله، هو المبدأ والأساس الذي قبلنا به جميعا. ان زرع المحبة جاء لنكون متآخين. وكما قال السيد المسيح، عليه السلام في انجيل متى " ما جئت لأنقض بل لأكمل"، وهكذا جاء خاتم النبيين محمد، صلى الله عليه وسلم، فالأنبياء يكملون الرسالة، وجاء سيدنا شعيب يحمل رسال تتسم بالصدق والأمانة ومساعدة الغير، للنظام والعدل والحق والمساواة".

وأكد الشيخ أبو عبيد على وجوب " ترسيخ لقاءات التآخي بين أبناء البلد التي ورثناها عن الآباء والأجداد، كي تبقى شفاعمرو منارةً يحتذى بها في الوحدة الحقيقية والتآخي". وقدم في نهاية كلمته التهاني بحلول عيد الميلاد المجيد للجميع.
 وألقى رئيس البلدية، الأستاذ أمين عنبتاوي تهنئة الوفد معتبراً أن "هذا اللقاء الذي يتزامن مع عيد المولد النبوي الشريف وعيد الخضر بعد فترة  وعيد الأنوار لدى اليهود، في لقاء الأعياد رسالة لمن غفل منا، بأن نصحو جميعا. ان فرقتنا الجغرافيا والتاريخ والمسكن نبقى ابناء الانسانية". وقدم تهاني وتبريكات شفاعمرو " البلد الذي كان ومازال وسيبقى، ليس رمزا للتعايش انما للعيش المشترك، كأبناء أسرة واحدة اعتدنا أن نحتفل معا بالميلاد والأضحى والفطر، فكل عيد لشفاعمري عيد لنا جميعا".

وأضاف عنبتاوي قائلا: " ازاء الويلات وفي ظلها ومسلسل سفك الدماء في شرقنا الحبيب، نعلنها مدوية لكل قائد في المنطقة أننا أولًا وقبل كل شيء انسان. الدين يجب ألا يفرق اطلاقا بل يجمع، وعلى هذا يبقى نبراسنا. لا يمكن ومحظور أن ندع للسياسة والمؤسسات أن تطغى على هذا الاعتبار. هذا ما ورثناه عن أبائنا وأجدادنا وهذا ما يجب أن نتمسك به، لأنه رصيد لا يثمن بالتّبر، هذه هي الخميرة الطيبة في بلدنا الذي سيبقى النموذج الرائع لنا، شفاعمرو أولا وقبل كل شيء وسنبقى كلنا الحارس الأمين له، وأن ندرك أن هذا واجب قبل العبادة".


 وكانت الكلمة الأخيرة لكاهن رعية الروم الكاثوليك، الأب اندراوس بحوث الذي وجه المعايدة " أتقدم لاهالي بلدنا الطيب بالتهنئة الحارة بعيد ميلاد السيد المسيح، له المجد". وقال: " الأنبياء جاءوا برسالة من السماء، رسالة مكتوبة تقول ماذا تريد السماء منا. عيد الميلاد عيد لقاء الأرض بالسماء وله رسالة ذات عدة أبعاد. سئل المسيح عن أهم وصية فقال: أحبب الرب بكل قلبك وذهنك وأحبب قريبك كنفسك، هذه هي الرسالة الأولى والأهم، وهي تحتاج الى جواب لأنها ليست رسالة ذات اتجاه واحد. البعض يفهم الرسالة ويعطي الجواب كاملا بمحبته للانسان، البعض يقلب الرسالة وينظر للجانب الفارغ منها وينص رسالة خاصة به، مثل الأحمق هيرودوس الذي قتل اطفال بيت لحم".

وتابع الأب بحوث قائلا: "هذا اللقاء مقدس فيه نستجيب لرسالة السماء لنقول لالهنا الرحمن القدوس: ها نحن نجتمع بأمرك وتحت طلبك واستجابة لشريعتك".

وانتهى اللقاء بتبادل التهاني بالعيد والمصافحات في أجواء من الأخوة والمحبة والتلاقي.