[x] اغلاق
إيران تسيطر على غالبية النقاط الاستراتيجية والنفطية ... والعرب نائمون
12/1/2017 9:12

إيران تسيطر على غالبية النقاط الاستراتيجية والنفطية ... والعرب نائمون

الإعلامي أحمد حازم

توجد فئات عربية، لا تزال  وللأسف مخدوعة في سلوكيات إيران وخداعها للعرب، خصوصاً فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني الذي تحاول إيران، الظهور وكأنها المدافع الرئيس عن الفلسطينيين بشكل عام والقدس بشكل خاص. لكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فإيران لا تهمها القدس وتحريرها، إنما تعمل من أجل مصالح معينة لها، أي أن لها مآرب آخرى،  وهذه الأهداف ليست جديدة. فقد  عملت  الخمينية  منذ السيطرة على الحكم في إيران عام 1979 على وضع خطط للسيطرة على المنطقة بأساليب وطرق معينة، ولا سيما عن طريق "تصدير الثورات" والعمل على زعزعة الاستفرار في العالم العربي.
 
وقد أخبرني القائد الفلسطيني الراحل شفيق الحوت، أن الراحل ياسر عرفات إصطحب معه وفداً رفيع المستوى لتهنئة الخميني بالثورة الإيرانية، وخلال بدء المحادثات الرسمية بين الجانبين، رفض الخميني التحدث باللغة العربية وأصر على التحدث بالفارسية، رغم أنه يجيد العربية بطلاقة. وقد أعرب "ابو عمار" أمام أحد المقربين جداً منه عن امتعاضه من سلوك الخميني بالقول:" الفارسي يبقى فارسي".
 
يقول التاريخ، ان الفرس يكرهون العرب لعدة أسباب، لكن أهم سببين هما: إسقاط امبراطورية الفرس على يد الخليفة عمر بن الخطاب، وانتصار  القائد سعد بن وقاص في معركة القادسية الأولى وأسر كسرى ملك الفرس  وليس الأمر تاريخياً فحسب، فهناك الكثير من الأدباء في إيران مختصون في بث روح الكراهية والحقد على العرب والمسلمين. وقد تناولت الكاتبة الأمريكية المتخصصة في الشؤون الإيرانية، جبويا بلندل سعد، في كتابها الذي أصدرته بعنوان: "صورة العرب في الأدب الفارسي"  دراسة لكتابات خمسة أدباء إيرانيين معاصرين، حيث تحدثت المؤلفة عن بعض كتاباتهم " في تحقير العرب خصوصاً عند ربط الإسلام بالعروبة، وهنا تصير معاداة العرب جزءاً من معاداة الإسلام أو بالعكس؛ فالإسلام بعين بعضهم رديء لأنه عربي، أو أن العرب سيئون لأن الإسلام سيء".
 
الحوثيون في اليمن (حلفاء إيران) يسيطرون على  مضيق  باب المندب على البحر الأحمر، الذي يعتبر المفتاح لقناة السويس، وإيران تسيطر على مضيق هرمز الذي يقع في منطقة الخليج العربي ويفصل بين الخليج العربي من جهة وخليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، فهو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة
 
المعلومات المتوفرة تقول ان إيران  تمتلك أكبر مساحةٍ من المضيق، لذلك تستخدمه كورقة ضغطٍ على الدول المستوردة للنفط والدول المصدرة له، فتهدد بإغلاقه كلّما تعرضت لضغوطٍ دولية. وإيران تسيطر عملياً (لأسياب سياسية) على نفط العراق وأذربيجان وأفغانستان وسوريا. وبذلك فهي تسيطر على أهم النقاط الاستراتيجية على البحر المتوسط والحليج العربي والمحيط الهندي. وكان الملك حسين على حق عندما حذر في السابق  من خطر امتداد الأخطبوط الإيراني.
 
وإذا كان الشعب الفلسطيني يعاني من ممارسات المستوطنين اليهود، فإن الشعب السوري يعاني أيضاً من ممارسات إضطهادية للمستوطنين الإيرانيين. وبحسب الباحث السياسي اللبناني، غسان إبراهيم، فإن نظام الأسد يتستر على أعداد المُستوطنين الإيرانيين، وعلى كل ما يخص عملية الاستيطان هذه. يقول الباحث إبراهيم، "إن بقاء النظام السوري أصبح نتيجة الميليشيات المرتزقة، التي جلبها خارجيًّا، وجيشها طائفيًّا وأيديولوجيًّا وعقائديًّا، ومنحها الجنسية السورية بعدما دخلوا إلى بعض المناطق واستوطنوا فيها».
 
رئيس تجمع المحامين السوريين المحامي، غزوان قرنفل، قدّر عدد الإيرانيين الذين حصلوا على الجنسية السورية بحوالي خمسين ألف إيراني. ويقول "إن الأخطر هو العبث والتلاعب بالديموغرافيا، وهو لا يدار فقط بالأدوات العسكرية، وإنما بأدوات ووسائل قانونية من خلال حملات التجنيس واسعة النطاق، التي قادها نظام الأسد مبكرًا، بُعَيْدَ انطلاق الثورة، حيث بدأ بتجنيس الكثير من الإيرانيين على أسس طائفية صرفة».
 
ولا شك أن إيران لها حساباتها المستقبلية فيما يتعلق بسوريا، خصوصا وأن الفرس لا يثقون بأحد غير فارسي. فنظام الملالي في طهران يعرف أنه من المحتمل أن تتخلى روسيا في مرحلة ما عن الأسد ضمن صفقة إقليمية دولية، ولذلك تقوم إيران بالتركيز على إنتاج ميليشيات في سوريا لتكون أداة مستقبلية لها.