[x] اغلاق
إسرائيل تسحب كتابا مدرسياً يتحدث عن تطهير عرقي للفلسطينيين
20/10/2009 11:53

اتخذت وزارة التعليم الإسرائيلية قراراً غير عادي بسحب كافة النسخ من كتاب تاريخ مدرسي كان قد نشر قبل شهرين عن "مركز زلمان شارزار"، كانت قد وافقت عليه الوزارة، على أن يتم إعادة تصويب معلومات فيه، وخصوصاً ما يتعلق بحرب عام 1948.

ويتطرق الكتاب الدراسي، المقرر للصفين 11 و12، إلى الرواية الفلسطينية لتلك الحرب وقضية التطهير العرقي للفلسطينيين عام 1948، وفقاً لما كانت قد نشرته صحيفة هاآريتس الإسرائيلية في الثاني والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي.

وجاء في أحد نصوص الكتاب: "يؤكد الفلسطينيون والدول العربية أن الغالبية العظمى من اللاجئين هم من المدنيين الذين تعرضوا للهجوم والطرد القسري من منازلهم على أيدي المنظمات اليهودية المسلحة، والتي شرعت بسياسة التطهير العرقي، بخلاف ما يكشفه بيان الاستقلال (الإسرائيلي)."

وجاءت الانتقادات للكتاب الدراسي من جانب أساتذة التاريخ، بحسب صحيفة هاآريتس الإسرائيلية.

وقال أحدهم: "إن طرح المزاعم الإسرائيلية على قدم المساواة مع دعاة البروبوغاندا العرب يشبه تماماً مزاعم النازيين بموازاة مزاعم اليهود."

على أن أستاذاً آخر يقول إن أهم مسألة في دراسة التاريخ تتعلق بطرح أكبر عدد ممكن من وجهات النظر.

وفي أعقاب تقرير الصحيفة، أوعز وزير التربية، غيديون سعار، لوكيل الوزارة شيمشون شوشاني بإعادة قراءة الكتاب وإعادة النظر بعملية الموافقة على الكتاب المدرسي بصورة عام.

وقال المسؤولون في الوزارة الأحد إن عملية التحقق من الكتاب قام بها ميخائيل يارون، المسؤول عن الدراسات التاريخية في الوزارة، كشفت عن وجود العديد من الأخطاء، يمكن وصف بعضها بأنها "أخطاء خطيرة."

ونتيجة لذلك تقرر سحب النسخ الأصلية من الكتاب وإيداعه المستودعات بعد تصويبه.

ومن جملة التصويبات في الكتاب، إلغاء تعابير مثل "التطهير العرقي"، واستبدالها بتعبير "سياسة الطرد المنظمة."

ووصف الدكتور إسافرير غولدبيرغ، الذي صاغ الفصل المتعلق بالقضية المثيرة للجدل إسرائيلياً، ما تقوم به الوزارة بأنه غير ضروري.

وقال: "إن جمع الكتب من المكتبات يعد شكلاً غير ضروري من أشكال الرقابة.. إن عملية إقرار النص اكتملت بصورة جادة وفق وجهتي النظر التاريخية والتعليمية."

وأضاف أن حقيقة تغير وزير التعليم الإسرائيلي لا تعني بالضرورة أن يتجاوز الإجراءات.


وأوضح غولدبيرغ أن من حق الدولة أن تقرر محتويات الكتب، ولكن هذا الأمر ليس من حق وزير التعليم.

يشار أن وزارة التعليم الإسرائيلية كانت قد أقرت الكتاب، الذي يحمل وجهتي النظر الإسرائيلية والفلسطينية حول حقيقة مجريات الحرب عام 1948، في يوليو/حزيران عام 2006، وكان مقرراً البدء بتدريسه في يناير/كانون الثاني المقبل، ما يعني أن الطلاب لم يدرسوه حتى الآن.