[x] اغلاق
جنازة مهيبة للشهيد يعقوب أبو القيعان رغم أنف نتنياهو وحكومته
25/1/2017 10:43

جنازة مهيبة للشهيد يعقوب أبو القيعان رغم أنف نتنياهو وحكومته

الإعلامي أحمد حازم

إسمه يعقوب أبو القيعان من قرية أم الحيران، مهنته مدرس، لم تكن وفاته طبيعية بل كانت نتيجة قيام الشرطة الإسرائيلية بإطلاق الرصاص عليه فأردته قتيلاً.  تبرير الشرطة أن هذا المربي الفاضل دهس شرطياً وتسبب بمصرعه. الشهيد أبو القيعان هو ضحية همجية الشرطة الإسرائيلية، الني  تتعامل مع العرب وكأنهم (طيور) تصطادهم كما تشاء.
 
الشهيد أبو القيعان فقد حياته برصاص الشرطة لأنه عبر عن شعوره بطريقته الخاصة ضد عملية هدم  15 بيتا بحجة البناء غير المرخص. الشرطة الإسرائيلية عاقبته بالقتل  على مواجهتهم. عمل بطولي يسجل للشهيد وعمل جبان يسجل للشرطة الإسرائيلبة التي أضافت بقتلها للمربي أبو القيعان عملية قتل عربي  جديدة إلى سلسلة عمليات القتل المستهدفة التي تقوم بها ضد العرب.
 
مركز عدالة طلب من معهد التشريح العدلي في ابو كبير ان ينقلوا الى عائلة ابو القيعان استنتاجات التقرير حول عملية تشريح جثة ابنها يعقوب ابو القيعان، لأن اخفاء المعلومات عن العائلة يجرح مشاعرها ويمس بكرامتها  ومن حق العائلة معرفة اسباب الوفاة.
 
وزير الشرطة جلعاد اردان  يستند في قراره هدم البيوت  في أم الحيران "على وجود قرار لمحكمة العدل العليا وسيتم تنفيذه".  وإذا كان أردان مهتما باحترام قرارات المحكمة العليا، فلماذا لا ينفذها في مناطق يهودية، إذ من المفترض من ناحية رسمية، وكما تقول صحيفة "هآرتس" في افتتاحية لها، ان على الدولة تبني وتطبيق قرارات محكمة العدل العليا، سواء كان ذلك تجاه المستوطنين في "عامونا" أو في أم الحيران، ويجب  على إسرائيل  أيضا العمل ضد المخلين بقوانين البناء في قلنسوة أو في "بيت ايل" و"عوفرا".
 
بالنسبة لمستوطنة "عامونا" هناك  قرار لمحكمة العدل العليا يلزم المستوطنين باخلاء المستوطنة، وهذا بناء على طلب اصحاب الارض الفلسطينيين الذين قدموا دعوى بهذا الشأن، والسلطات الاسرائيلية ملزمة بتنفيذ قرار الحكم، لكن وكما يبدو فإن قرارات المحكمة ينفذها  أردان ضد العرب فقط
 
 
 
النائب مسعود غنايم رئيس كتلة القائمة المشتركة في الكنيست، قال لي ان تصرف الشرطة تجاه سكان ام الحيران وقتل الشهيد يعقوب هو تاكيد على سياسة الشرطة وقوات الامن ازاء الجماهير العربية، وهي سياسة اليد الخفيفة على الزناد لأن العربي كان وسيبقى في نظرهم عدو وخطر امني.
 
شرطة القتل احتجزت الشهيد ووضعت شروطاً لتحريره بعدم إجراء الجنازة في بلدته، وبأن لا يتجاوز عدد المشاركين الأربعين شخصاً. لكن الجماهير العربية ضربت هذا الشرط بعرض الحائط ورفضته كلياً. والمظاهرات الشاملة العارمة التي شهدتها البلاد أجبرت المحكمة العليا على إصدار قرار يلغي قرار الشرطة. وهكذا انتصرت إرادة المواطن العربي على الشرطة الإسرائيلية التي أرادت جنازة في دُجى الليل بعشرات المشيعين، لكن شعبنا الأبي  أراد جنازة تليق بمقام الشهيد،  فبدل الأربعين شخصاً الذين أرادتهم الشرطة أن يكونوا في الجنازة خرجت الآلاف  في وضح النّهار، وهتافات عدد كبير من المشاركين كانت  تندد بسياسة القتل وهدم البيوت وتشريد العائلات، لكن الصرخة المدوية التي سمعت "بالروح بالدم نفديك يا شهيد" كانت مؤثرة جداً وتدل بوضوح على أن  جميع المواطنين العرب في البلاد ضد سياسة القتل التي تتبعها الشرطة الاسرائيلية تجاه العرب، وضد سياسة هدم المباني.
 
مشاركة عشرات الآلاف في تشييع جنازة المربي أبو القيعان ، هي رسالة واضحة لحكومة نتنياهو،  مفادها أن استخدام الأساليب العنصرية والكذب والتلفيق  لن يتني  المواطنين العرب عن الوقوف ضد  أي محاولة هدم جديدة ليس فقط في أم الحيران بل في أي بلدة عربية.