[x] اغلاق
متى يكف أوباما عن تحميل بوش أخطاء الإرث الثقيل؟
21/10/2009 11:47

يتساءل محللون عن متى سيكف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن توجيه أصابع الاتهام إلى إدارة سلفه، جورج بوش، في كثير من القضايا التي تعترض إدارته أبرزها حرب أفغانستان، التي تحولت إلى "فيتنام أوباما."

ودأبت إدارة أوباما على إلقاء تبعة الحرب الدموية، التي تدخل عامها التاسع، على أخطاء الإدارة السابقة، ووجهت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أحدث تلك الاتهامات الأسبوع الماضي، حيث قالت  الجمعة، إن الإدارة السابقة اتسمت بـ"عدم الواقعية" في طريقة تعاملها مع الحرب في أفغانستان، سواء من حيث عدد الجنود الأمريكيين الذين تم إرسالهم إلى هذه الحرب، أو من حيث إدارة العلاقات مع عدد القادة السياسيين في أفغانستان.

وتبعت تصريحات كلينتون اتهام رام إيمانويل، كبير موظفي البيت الأبيض، في حديث إدارة بوش، بأنها "فشلت في طرح أسئلة مهمة حول حرب أفغانستان، مما فرض على الإدارة الجديدة البدء من نقطة الصفر."

هذا ويواصل الرئيس الأمريكي تسويف قرار الزج بنحو 40 ألف جندي أمريكي إلى أفغانستان، وآخر تلك التبريرات قرار جولة إعادة الانتخابات الرئاسية هناك، في وقت يتراجع فيه الدعم الشعبي لتلك الحرب.

وأظهر مسح للرأي أجرته cnn و"ريسيرش كوربريشين بول" مؤخراً أن 59 في المائة من الأمريكيين يعارضون إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان، مقابل شريحة بلغت 39 في المائة مؤيدة للخطوة.

ورأي 28 في المائة من المستطلعين سحب كافة القوات الأمريكية من الدولة التي تعرف بـ"مقبرة الإمبراطوريات."

ويقول جاك كافرتي، المعلق والمحلل ، إنه مما لا شك فيه أن الكثير من اللوم يقع على عاتق الرئيس الامريكي السابق تحديداً في الحرب الأفغانية، إذ حاد قراره بفتح جبهة ثانية في العراق، عن المهمة التي أطلقها لمكافحة الإرهاب في أفغانستان.

ورغم تولي أوباما الرئاسة منذ تسعة أشهر إلا أن إدارته تتصرف وكأنها اكتشفت للتو وجود قوات أمريكية في أفغانستان، حسب كافرتي.

ويرى أمريكيون إن إدارة أوباما تتخبط دون إستراتيجيات محددة لأفغانستان، أو الاقتصاد أو البطالة، فيما يواصل تحميل التبعة على بوش و"فوكس نيوز."

وترى أمريكية أنه لا يجب على أوباما التوقف عن تحميل إدارة بوش مسؤولية "الإرث الثقيل" وقالت: "أوبام يعلم إنه إذا أحجم عن فعل ذلك، سرعان ما سينسى الناس من بدأ تلك الحرب، ولذلك علينا التذكير دائماً حرب من هذه؟ وكيف دخلنا فيها؟ فنحن سريعو النسيان."

ويذكر أن الرئيس الأمريكي رفض في وقت سابق المقاربة بين حرب أفغانستان ومستنقع فيتنام.

وقال في مقابلة تلفزيونية الثلاثاء الماضي: "علينا التلقن من التاريخ.. فكل لحظة تاريخية مختلفة.. أنت لا تطأ نفس النهر مرتين..ولذلك أفغانستان ليست بفيتنام."

وشنت الإدارة الأمريكية السابقة غزواً في أواخر 2001 للإطاحة بنظام طالبان المتشدد، الذي كان يأوي تنظيم القاعدة،  بعد هجمات 11/9 في ذات العام على واشنطن ونيويورك.


ونجح الغزو الأمريكي في دحر طالبان والقاعدة من أفغانستان، إلا أن كفة الحركتين رجحت مؤخراً حيث يحرزان تقدماً في الحرب ويرقبان عن كثب تراخي الدعم الشعبي عنها في الولايات المتحدة.

ويرى مراقبون أن القاعدة ساعدت طالبان في النهوض من رماد الهزيمة التي ألحقتها بها القوات الأمريكية في بداية الغزو، حيث تحول مقاتلو الحركة إلى قوة عسكرية معقدة، يجمعهما هدف واحد: هو إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة.