[x] اغلاق
حوادث الطرق تحصد أرواح الشباب في المجتمع العربي بشكل مخيف
8/2/2017 8:07

حوادث الطرق تحصد أرواح الشباب في المجتمع العربي بشكل مخيف

الإعلامي أحمد حازم

لكل مجتمع عاداته وطباعه وسلوكياته أيضاً، وهي أمور تختلف من مجتمع إلى آخر. فالرجل العربي بشكل عام يغمره الفرح والسرور عندما تقول له الممرضة " مبروك.. مرتك خلفت ولد" . وهذا (الولد) الذي يطلق عليهفي مجتمعنا العربي (عريس) يكبر وينمو ويصبح شاباً، ويحضّر نفسه بالفعل ليكون عريساً حقيقياً. لكن الأمور لا تسير دائماً  بالشكل الذي يتمناه الانسان. فهناك حالات تحدث لم تكن في الحسبان وبالأحرى تكون مفاجأة قاتلة.

شباب في مقتبل العمر تنتهي حياتهم إما في سيارة أو على دراجة نارية.. يعني حادث طرق. وكثيراً ما نسمع من آخرين يقولون: ( خلص عمرو ...هذه مشيئة الله). نعم هذه إرادة الله  ولا جدال في ذلك.  وكثيرا ما نسمع  " المرحوم ما انتبه للإشارة  انها حمرا" أو نسمع ان المرحوم كان  )طاير في السواقة). والمشكلة أن المرحوم لا يتسبب في قتل نفسه فقط، إنما في كثير من الأحيان قتل أشخاص آخرين.

الإشارة الضوئية على الشوارع بألوانها الثلاثة واضحة كل الوضوح.  فالمفروض بالسائق الذي يحمل إجازة سواقة في جيبه، ان يعي تماماً لما يفعله، وأن لا يغامر بمواصلة السواقة عندما تضيء الاشارة الحمراء، التي تعني في كل العالم "قف" وليس " أسرع وتابع". لكن المشكلة أن بعض السائقين وخصوصا الشباب (الطائش) ونسبتهم ليست قليلة في مجتمعنا العربي، كثيراً ما ينتهكون قانون السير ولا يكترثون حتى بحياتهم وهم يقودون السيارة.

قبل أيام قليلة ذهبت لتعزية عائلة فقدت ابنها الوحيد الذي لم يبلغ بعد سن الثامنة عشر، وذلك نتيجة حادث سير على دراجة نارية. آلمني ذلك كثيراً، وشعرت بشعور والده الذي بنى عليه آمالاً في المستقبل كونه وحيده الغالي. وقد عرفت من أقارب عائلة الفقيد أن الشاب لم يكن لديه حتى (رخصة سواقة). وأن الأب يعرف هذا الأمر ورغم ذلك اشترى له الدراجة النارية. عدم مسؤولية بامتياز. فكيف يمكن لأب واع أن يقدم على مثل هذه الخطوة القاتلة. فإذا كان الإبن  يعيش حالة طيش فمن المفترض بالأب أن  يردعه وأن لا يساعده في طيشه. والأب في هذه الحالة يتحمل مسؤولية كبيرة.

وبالرغم من أننا في بداية عام 2017، إلا أن التقارير الرسمية تقول وللأسف، ان  14 شخصًاً عربياً لقوا مصرعهم بحوادث طرق  خلال الشهر الماضي، وهذا ما يتضح من معطيات جمعية "أور يروك" والمعتمدة في معلوماتها على معطيات السلطة الوطنية للأمان على الطرق. الأمر الأكثر إثارة للقلق أن الفترة نفسها من العام الماضي، شهدت مقتل ستة أشخاص من أبناء المجتمع العربي، مما يعني أن  أرتفاعا حاداً قد طرأ بنسبة %133 في عدد القتلى بحوادث الطرق في المجتمع العربي. أمر يدعو بالفعل لقلق كبير ويتطلب  التفكير الجدي في ذلك على صعيد الأهل والمسؤولين.

العرب الفلسطينيون في هذه الدولة يشكلون يشكلون 20% من تعداد السكان، لكن الأمر المخيف حقاً، ان  ثلث الضحايا في حوادث السير لعام 2016 هم مواطنون عرب. فقد أظهرت معطيات صادرة عن جمعية " أور يروك" وسلطة الأمان على الطرق، أن ارتفاعا كبيرا بعدد ضحايا حوادث الطرق قد شهده المجتمع العربي. مقارنة مع عددهم من إجمالي عدد السكان العام في البلاد، ما يستوجب الجهات المختصة وضع خطط وبرامج عمل واستثمار الموارد بشكل أكبر في البنى التحتية في البلدات العربية وشوارع البلاد، وإضافة دروس تعليمية للسلامة والأمان على الطرق.

وبحسب المعطيات، لقي 121 عربياً في البلاد مصرعهم في حوادث الطرق خلال العام الماضي. ويستدل من المعطيات نفسها أن نسبة مصرع الشباب في المجتمع العربي نتيجة حوادث طرق قاتلة وصلت إلى رقم يدعو للقلق الكبير، حيث سجلت المعطيات الرسمية مصرع  58 سائقاً شاباً دون الرابعة والعشرين من العمر .

طيش الشباب ليس السبب الوحيد في مآسي حوادث الطرق. فالسلطات الإسرائيلية  تتحمل أيضاً مسؤولية كبيرة عن أعداد ضحايا هذه المآسي. فوزارة المواصلات لا تهتم بالشكل المطلوب في تحسين وإصلاح البنى التحتية للشوارع في المجتمع العربي، حيث أن غالبية القرى والمدن العربية تعاني من بنية تحتية متهاوية للشوارع. إضافة إلى أن السلطات الإسرائيلية المعنية بشكل عام  لا تقوم باستثمار جدي في البنى التحتية في البلدات والقرى العربية، من أجل تقليل عدد ضحايا حوادث الطرق.