[x] اغلاق
تحية للمرأة في يومها العالمي في الثامن من آذار
9/3/2017 8:16

تحية للمرأة في  يومها  العالمي  في الثامن من آذار

الإعلامي أحمد حازم

احتفلت النساء في جميع أنحاء الكرة الأرضية يوم الأربعاء الماضي بعيدها العالمي. يقول التاريخ ان المرأة هي صانعة العالم، فهي التي تستطيع أن تغيّر جيلاً بأكمله. وقد قال الفرنسي  نابليون بونابرت إن المرأة التي تهز السرير بيمينها تستطيع أن تهز العالم بيسارها. لكن  كلام نابليون وغيره من كلام الفلاسفة والحكماء عن المرأة، لم يلق آذانا صاغية في العديد من المجتمعات العربية، التي لا تزال المرأة فيها مهمشة وحقوقها مهضومة، رغم أن الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان جعلت لها يوماً في السنة أطلقت عليه يوم المرأة العالمي تقديراً لها. فما قصة ذلك اليوم العالمي. آلاف النساء العاملات خرجن في أواسط القرن التاسع عشر إلى شوارع نيويورك بمسيرات احتجاجية على الظروف اللاإنسانيّة التي كُنّ يجبرن على العمل في ظلها. ورغم التدخل الوحشي للشرطة لتفريق تلك المظاهرات، فقد استطاعت النساء المتظاهرات أن تجبر المسؤولين السياسيين في الولايات المتحدة على  طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول أعمالهم اليوميّة

وعلى الرغم من أنّ الاحتفال بيوم المرأة العالمي جاء بعد مسيرات نيويورك إلّا أنّ منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة في ذلك اليوم إلا عام 1977 حيث صوتت غالبية الدول الأعضاء على اختيار يوم الثامن من آذار كيوم للمرأة، ليتحوّل هذا اليوم إلى رمز لكفاحها. ولذلك يحتفل العالم في الثامن من شهر آذار من كل عام بهذه المناسبة، الأمم المتحدة أضافت لهذا التكريم قراراً أصدرته عام 1993 اعتبرتْ فيه حقوق المرأة جزءاً لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان، والمجتمع الدولي مطالَبٌ بحمايتها.

يمر عيد المرأة العالمي الثامن من آذار هذا العام؛ والوضع السيء للمرأة العربية وخصوصاً  للمرأة الفلسطينية في الضفة الغربية لم يتغير. فهي، كما يقول كاتب فلسطيني، ملاحقة بشكل متواصل من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين، فلا تكاد تجد يوما واحداً إلا وتتعرض فيه المرأة للتنكيل والإضطهاد بصور مختلفة؛ خاصة على حواجز الذل المنتشرة في الضفة كغدد سرطانية.

ويضيف الكاتب: أن المرأة الفلسطينية إما شهيدة أو أسيرة أو جريحة، أو مرابطة، وكانت صانعة الرجال، وهي التي عززت صمود المجتمع الفلسطيني من خلال نضالها وصبرها، وكل امرأة فلسطينية في مواقع الصمود والتحدي والمقاومة والبناء، وأينما تواجدت تغرس الصمود والأمل وتشيع المحبة بين الناس.

معاناة المرأة الفلسطينية تتجسد بوجود الكثير من الأسيرات في سجون الاحتلال، حيث يحل عيد المرأة عليهن هذا العام  وسط ظروف صعبة للغاية، فهي تتعرض للتعذيب، وفقدان للحرية، وعمليات تفتيش غير إنسانية، ، وتقييد لليدين والقدمين عند زيارة المحامي أو التنقل بين السجون والمحاكم والزيارات، عدا عن تعمد إهمالهن طبيا،

على الصعيد العقائدي فإن المرأة لها مكانة مميزة في  الديانتين المسيحية والإسلامية. والديانتان تطالبان بإعطاء المرأة حقوقها ومساواتها مع الرجل. ففي اللاهوت المسيحي يتساوى الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، استنادًا إلى تعاليم السيد المسيح في المساواة بين الجنسين. وقد جاء في تكوين 2: 21-22  " لقد خُلقت حواء من ضلع آدم مما يشير إلى مساواتها به". وقد عامل السيد المسيح الرجال والنساء على حد سوي (كورنثس الأولى 11: 11-12

الدين الإسلامي، وحسب رأي عالم إسلامي،  كان سباقاً لكل قرارات الأمم المتحدة بشأن المرأة، وذلك بدعوته إلى احترام المرأة وإعطائها المكانة التي تستحقها. فقد خلّصها من عصر الجاهلية حيث كان الناس يدفنون الإناث أحياءً، فجاء الإسلام وحرّم هذه الأعمال، ودعا إلى الحفاظ على حقوق المرأة بنصوصٍ قرآنية واضحةٍ، وأكدّ على ذلك نبينا الكريم بالممارسة والقول، فكانتْ مُعاملة نَبينا لزوجاته خيرُ دليلٍ على ذلك.

هناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي أكدّت على حقوق المرأة، وكانت التوصية بالمرأة من آخر الوصايا التي أوصى بها نبينا الكريم قبل وفاته، إذ قال لمن كان معه من الصحابة في اللحظات الأخيرة : " أوصيكم بالنساء خيراً ". ومن الحقوق التي أعطاها الإسلام للمرأة: حقّ الميراث، وحق التملّك، وحق اختيار الزوج، وغير ذلك من الحقوق التي تُحافظ على كرامتها وتصون بها نفسها. وفي النهاية أستطيع االقول ان الإسلام أعظم من أنصف المرأة وأعطاها حقوقها،