[x] اغلاق
التفكك الأسري يزداد في العالم العربي بسبب شبكات التواصل الاجتماعي
15/3/2017 8:45

التفكك الأسري يزداد في العالم العربي بسبب شبكات التواصل الاجتماعي

الإعلامي أحمد حازم

 

المعروف أن مواقع التواضل الاجتماعي ("فيسبوك، تويتر، ماي سبيس، إنستغرام)، هي للحوار ولتبادل المعلومات في كل الأمور الحياتية ولنقاشات في مجالات السياسة والثقافة والرياضة. ويأتي"فيسبوك" على رأس هذه المواقفع والذي يحظى بقاعدة مستخدمين هي الأكبر في العالم والوطن العربي، لكن الجزء الأكبر من مستخدمي هذه المواقع ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أصبحت هذه المواقع وكأنها وسيلة دمار اجتماعي للبشر بسب سوء الاستخدام.

تقول المعلومات المتوفرة ان تأسيس الفيس بوك يعود إلى الشّاب مارك زوكربيرغ، عندما كان طالباً في جامعة هارفارد وكان الموقع في البداية مخصصا فقط للطلبة في الجامعة المذكورة، لكن تم توسيعه لاحقا ليسمح لطلبة الجامعات بشكل عام بالإشتراك في الموقع وأي شخص يتعدى عمره 13 سنة. وقد استطاع مارك أن يجعل الفيس بوك موقعاً للتّواصل الاجتماعي في كل العالم.

وبحسب إحصائيات حديثة، بلغت نسبة مستخدمي فيسبوك في 22 دولة عربية حوالي 90 مليون مستخدم،  في حين بلغ عدد الذكور المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي 65 بالمئة، بينما بلغ عدد الإناث 35 بالمئة، وتتصدر فئة الشباب التي تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاما مستخدمي تلك الشبكات في المنطقة، لتستحوذ على 70 بالمئة من عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي.

مصر هي الأولى في الدول العربية من حيث أعداد المستخدمين للفيسبوك في العالم العربي، حيث بلغ عددهم أكثر من 20 مليون مستخدم، شكّلوا نسبة بلغت 24 بالمئة من إجمالي أعداد مستخدمي الفيسبوك العرب، وحوالي 10 مليون مستخدم لتويتر، ثم تأتي الجزائر والأردن والمغرب ولبنان في استخدام الفيسبوك، بينما تأتي في المركز الثاني من حيث استخدام تويتر المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات وقطر والكويت.

الباحث في علم الاجتماع الدكتور أحمد البحيري يقول: إن تلك المواقع أثّرت سلباً على العلاقات الأسرية، وساعدت في اتساع الفجوة بين أفراد الأسرة والتفكك الأسري. وقد أفادت دراسة أمريكية شملت  مستخدمي "فيس بوك" الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و82 سنة، بأن استخدام فيس بوك، ساهم بشكل كبير في ارتفاع حالات الطلاق وفي تفاقم  المشاكل الزوجية والعائلية. وأظهرت الدراسة أن معدلات الطلاق تزايدت في 45 دولة في الفترة ما بين 2010 و2014، بسبب مواقع التواصل الاجتماعي.

هناك الكثير جدا من حكايات مآسي الفيسبوك، وهي حكايات تتحدث عن ضحايا فتيات ونساء وقعن في فخ مجرمين. صحيح أن هؤلاء الضحايا يتحملوا أيضا المسؤولية عما جرى لهم، لكنهم بالتالي ضحايا ذئاب مفترسة في الفيسبوك.  يقول عالم إسلامي أن فتاة جاءته ترجوه مساعدتها في حل مشكلة شخصية حصلت لها على الفيسبوك. فقد تعرفت هذه الفتاة على شاب مصري عن طريق الفيسبوك وتطورت العلاقة بينهما إلى أكثر من التواصل عبر الكتابة، حيث سجل لها كل ما جرى بينهما عبر الفيديو من صور عارية . وذات يوم تلقت الفتاة من المصري رسالة ابتزاز يطلب منها إرسال ألف دولار وهددها بأن يقوم ببث االصور وتسجيلات الفيديو على الفيسبوك ومواقع إباحية، إذا لم ترسل المبلغ المطلوب.

هذه قصة من مئات القصص التي تتعرض لها نساء وفتيات في العالم العربي بسبب الغباء وعدم الإدراك لما يفعلن. ولذلك لا بد  من الوعي لخطورة استخدام الفيسبوك  لأهداف سلبية وخصوصا من قبل النساء والفتيات.

وفي النهاية لا بد من القول ان هناك دائماً ثمن يدفعه الناس نتيجة التطور المتسارع للتكنولوجيا بشكل عام، وتكنولوجيا العالم الافتراضي للإنترنت بشكل خاص، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها ”فيسبوك” حيث أصبح الفيسبوك  إدمانا يمثّل خطورة على الأسرة العربية والعلاقات والتقارب، التي تتميّز بها المجتمعات العربية