لماذا يُرجع الأطفال الطعام وكيف يمكن التخفيف عنهم؟

هل تُطعمون صغيركم، وبعد ذلك بعدّة دقائق يقوم الصغير بإرجاع الطعام؟ هل تقومون بالتجوّل في البيت وعلى كتفكم حفّاظ استعدادًا للتعامل مع عملية إرجاع الطعام القادمة التي لا بد ستأتي؟ أو بكلمات أخرى هل طفلكم يُرجع الطعام (المقصود إرجاع الطعام بشكل عشوائي)؟ إذا أجبتم على هذه الأسئلة بِ "نعم" ، يُستحسن أن تقرأوا تفسيرًا للظاهرة، أسبابها وكيفية مواجهتها.

إرجاع  الطعام لدى الأطفال هو ظاهرة فيسيولوجية شائعة، حيث أن حوالي 50% من الأهل يؤكّدون على حدوثها. وتبلغ هذه الظاهرة ذروتها في عمر 3 أشهر، علمًا أنها تختفي تلقائيًا بين عمر نصف سنة وسنة، عندما يصبح الطفل قادرًا على التحكّم بجسمه ويبدأ بأكل أغذية أخرى بإستثناء الحليب.

في معظم الأحيان يدور الحديث عن ظاهرة طبيعية لا تدلّ على وجود مشكلة أو مرض، ولكنها تشكل مصدر إزعاج للأهل، وفي حالة إستمرارها فقد تؤدي إلى الإحساس بالإنزعاج أثناء الوجبة وبعدها، وأحيانا قد تؤدي إلى التهاب المريء ونشوء مرض.

لماذا يُرجع الأطفال الطعام؟

إرجاع الطعام هو ظاهرة فيسيولوجية طبيعية، وفيها يعود قسم من محتويات المعدة ويصعد إلى أعلى، وقد تحدث هذه الظاهرة فور الإنتهاء من تناول الوجبة وحتى بعد ساعتين من ذلك.

وتحدث هذه الظاهرة نظرًا لعدم نضوج الجهاز الهضمي، وخاصة العضلة السفلى الموجودة بين المريء والمعدة. حوالي 20% من الأطفال ممن أعمارهم ثلاثة أسابيع حتى سنة واحدة يُعرّفون طبيّا كذوي ريفلوكس (GER)، لأنهم يرجُعون الطعام مرّتين – 4 مرات وأكثر باليوم لمدّة 3 أسابيع متواصلة ويستمرّون في التطوّر والنموّ بشكل سليم.

هل هذه الظاهرة خطيرة؟

كلا. تقريبًا كل طفل يرجع الطعام بين الحين والآخر. ولكن يجب الإنتباه إلى وتيرة إرجاع الطعام وكمّيته. من المهم متابعة عمليات الإرجاع لأن الطعام الحامضي الذي يعود إلى أعلى المريء قد يؤدي إلى التهاب المريء المصحوب بالألم وبأعراض أخرى، مثل: تقيّؤات، دخول غذاء إلى مسالك التنفّس وعدم زيادة وزن الطفل. لا حاجة للقلق والهلع- إذا إتّبعتم عددًا من القواعد البسيطة، تستطيعون التخفيف من الظاهرة ومساعدة طفلكم. وفي جميع الأحوال، إذا كان طفلكم يرجع الطعام بوتيرة يومية، يُنصح بإستشارة طبيب أطفال.

7 نصائح لمواجهة ظاهرة إرجاع الطعام:

·                     أطعموا طفلكم بوجبات صغيرة وامتنعوا عن الإفراط في إطعامه. فليس كل بكاء هو بالضرورة دليل على جوع الطفل.

·                     حاولوا إطعام الطفل ورأسه نحو الأعلى وليس وهو مستلقٍ

·                     إهتمّوا بأن لا تكون وتيرة البلع سريعة جدًا، وذلك لمنع دخول الهواء مع الغذاء.

·                     في نهاية الوجبة، إحرصوا على حمل الطفل بوضع عامودي ومستقيم وامتنعوا عن هزّه واللعب معه خلال نصف ساعة (حتى وإن تجشّأ).

·                     أثناء إطعام الطفل، وبالأحرى بشكل عام، تأكّدوا من أنكم موجودون في منطقة نظيفة من التدخين.

·                     إحرصوا على أن يكون حفّاظ الطفل واسعًا بحيث لا يضغط على بطنه.

·                     حاولوا إستخدام فورمولا مخَصّصة بحيث تكون كثيفة أكثر من المعتاد، لأنه كلما كان الغذاء أكثر كثافة، تقلّ احتمالات إرجاعه.