[x] اغلاق
السّوق السّوداء ظالمة
18/4/2017 7:31

السّوق السّوداء  ظالمة

زهير دعيم

لا يمرّ يوم إلّا ويصلني على جوّالي رسالة " مُهذّبة" تدعوني وتحثّني وتُغريني بقرضٍ بعشرات آلاف الشواقل سريعًا  وبدون كفيل ، حتّى ولو كنت مديونًا أو عالقًا بألف علقة سوداء ، فباب الفرج يأتيك الى باب بيتك !

 بالطبع ستكون الفائدة عشرين ضعفًا عمّا هو في المصارف المُعتمدة القانونيّة، فأروح أمحو الدعوة وأنا أضحك ضحكة خفيّة ، بل أروح اتخيّل اولئك المساكين الذين يتخبطون في مشاكلَ اقتصاديّة عويصة ، وينوءون تحت أحمال عائلة كبيرة " تأكل راس الحيّة " ، أو يجرّون فوق اكتافهم ادمانًا شيطانيًّا نسمّيه : اوراق اليانصيب والمراهنات والقشط بأنواعه ؛ هذا القشط الذي يقشط كل الأخضر من حياتنا.

ورطة وأكثر يقع بها من يُسرع ويُلبّي طلب هؤلاء الشركات  " البريئة" الانسانيّة ، والتي تبقى انسانيّة ما دام الزبون يدفع الاقساط مع الفائدة في أوانها وإلا فيا ويله وسواد ليله إنْ تخلَّف مرّة واحدة فيصرخون بفرح غامر : " جاءت الرزقة" فيضحى مبلغ عشرات الآلاف مئات الآلاف بين ليلة وضُحاها، ويدور التهديد والوعيد والمحاكم والحجوزات والرسائل المتوشّحة بالأحمر القاني !.

 السّوق السوداء ، الفاحمة ، القاتمة ، سمّها ما شئت ، تبقى كما لونها سوداء ، مُجحفة ، ظالمة، مُتربّصة، عاتية، توقع بالبسطاء والمعوزين والمحتاجين و" الغرقانين"  بالدّيون والمشاكل والادمانات البغيضة المتنوّعة.

كنتُ أريد أن يفعل الكلّ  مثلي : أن يمحوً مثل هذه الدعوات وهو يبتسم قائلًا :

   لا... شكرًا ، فأنتم تضعون السُّمَّ في الدَّسَم ، رغم أنّني أعرف أنّني لا امثّل الكلّ فهناك فعلًا مَن يحتاج الى من يمدّ له يد العون البريئة ، المعطاءة، والتي لا ترجو بديلًا ولا أجرًا ولا فائدة ، وانما تبغي وجه الإله المُحبّ الذي يشرق شمسه على الجميع..

مسكين هو المحتاح ، المتضايق ، الذي يضطرّ  ان يذهب الى حيث لا يريد ، والى حيث لا نور في آخِر السّرداب ..

 رحماكم يا شركات الربح الأسود فأيديكم ملطّخة بدماء المساكين والمعوزين ..

رحماكم ...

 ففي السماء اله يمقت الظلم ألا تخافون ؟!!!