[x] اغلاق
الشيخ شفيق ابو عبيد عبق السلف الصالح
30/10/2009 14:11

احياناً وفي شفافية الاشياء لا تشعر في نسائم المغيب تلفح وجهك .. واحيانا وفي شفافية الاشياء لا تشعر بنسيم البحر يلامس الاجساد الطاهرة في طريقها نحو السماء .. وفي شفافية الاشياء تبتعد قليلا الشمس عن الانظار في نهاية مشوارها اليومي لتغوص في احمرارها برهة من الزمن في اعماق الازرق وفي محاولة لتبريد وجهها .. وفي نعومة الاشياء وهدوئها كان يمر امام ناظري شيخٌ وقورٌ تنبهر بهدوئه ونظراته المتدفقة من ينابيع الصدق ومخافة الله .. كان يمر امامي رجل رحل الى دار الحق بل الى جنات الخلد ليحتضنه الله بذراعيه التي لا تعرف النهاية .. لا اجرّ قلمي فوق هذه الصفحات عنوة بل لان واجبا دفعني ان احمل قلمي واقولها بصراحة الاحرار بان مجتمعنا في هذه البلدة بل في هذه البلاد فقد رجلا بكل معاني الكلمة احتفظ خلف ملابسه الدينية عقلا وقلبا ولسانا فجمع في مصبات الروافد زبدا من الاخلاق وعبق الاجداد وحمل رسائل الشوق من السلف الصالح فكان رافدا وكان جسرا بين اجيال حضرت من الماضي لاجيال وقفت على شرفة المستقبل .. تحمل الارض الطيبة اوجاع اصحابها وتحمل الارض ملحها ويحمل الرجال بهدوء ايمانهم جبالا من هموم .. الشيخ ابو سليمان شفيق ابو عبيد حكاية لا تنتهي فصولها برفع نعشه على الاكتاف الدامعة .. بل بداية قصة رجل لم تفارق وجهه بسمة الايمان وصدق القلب واللسان .. قصة مدرسة اخلاق لا تعرف فصول الاحتجاج والاضرابات وعلاماتها السنوية تربية بامتياز ..لا يكتمل القمر الا في بدره ولا يواصل الهلال دورته الا بخالق سره .. خمس فراشات ملونة تحفظ رحيق الازاهير في جنات الخلد فينام الحمام في اسرابه البرية ليحلم في تحليقه الآتي .. وينام الرجال في محاربهم نومتهم الطويلة ليحلموا بطاعة الله والضمائر الحية .. نم يا شيخ على وسادتك الابدية واحلم بكل الصور فأنت حي بكل وجوه الاطفال.