[x] اغلاق
ثلث المنتجات الغذائية في العالم ترمى في النفايات ومليار إنسان يعانون من الجوع
3/5/2017 10:31

ثلث المنتجات الغذائية في العالم ترمى في

النفايات ومليار إنسان يعانون من الجوع

الاعلامي احمد حازم يكتب هذا الاسبوع من باريس

تربّينا في البيت والمدرسة ونحن صغار على وجوب مساعدة المسنين والفقراء والجوعى.  وكلما كبرنا  كبر معنا هذا المفهوم لعاية اليوم ولا زلنا نعمل به حسب إمكانياتنا. فما بالك بالدول العظمى التي تستطيع فعل ذلك  ولا تعمل، وبدلاً من المساعدة تترك الناس يموتون جوعاً. ملايين الناس في العالم يتضرعون الى الله يوميا ليرزقهم قوت يومهم، وملايين آخرين يموتون من الجوع، في الوقت الذي يتم فيه كل عام، رمي ملايين الأطنان من الأغذية الصالحة للاستهلاك في براميل القمامة.

تتحدث التقارير عن وجود دول تنتج الطعام وتهدر أقل من نصفه بقليل وترميه في النفايات، ودول ينام الكثير من سكانها جوعى ليس لديهم ما يسدّ رمقهم،  وأكثر من 1.3 مليار طن من الطعام والأغذية ترمى في القمامة، بينما ينام حوالي 9 مليون شخص في العالم وهم جائعون.

قرأت تقريراً نشرته منظمة الأغذية والزراعة الدولية (فاو)  جاء فيه، ان ثلث جميع المنتجات الغذائية في العالم بقيمة تتجاوز تريليون دولار يتم رميها. تقارير مؤسسات اوروبية لحماية البيئة والطبيعة، تقول ان آلاف أطنان الغذاء التي يرمى بها في حاويات القمامة في المانيا، يمكن أن تطعم مواطني دول فقيرة، وترى هذه المؤسسات ان رمي الطعام ظاهرة منتشرة في الدول الغنية.

وفي الوقت الذي يكافح فيه الملايين للحصول على رغيف خبز، لإنقاذهم من الموت جوعاً في بعض بلدان العالم، فان الشركات الدانماركية تتلف سنوياً نحو أربعة آلاف طنا من المواد الغذائية، في حين يقوم المواطنون برمي 240 ألف طناً من الطعام في القمامة. ويؤكد خبراء دانماركيون من جامعة آرغوس، أنّ ما يتم رميُه من الطعام في النفايات، يكلف على الأقل حوالي مليار ونصف المليار دولار أميركي. أما بريطانيا ووفق إحصائيات الأمم المتحدة، فإنها تهدر ما يقدر بـ 21.7 مليون طن من الغذاء المشترى. وعن أرقام الهدر العالمي للطعام، بيّن تقرير بريطاني أن بين 30 و50 في المائة من الناتج الغذائي العالمي الذي يبلغ 4 مليارات طن، ينتهي به المطاف في مكبات القمامة وأن كمية من المياه تبلغ 550 مليار متر مكعب تستهلك لري محاصيل لا تؤكل أبداً.

اللجنة العالمية للاقتصاد والمناخ ترى أن تقليص هدر الغذاء من جانب المستهلكين قد يوفر للاقتصاد العالمي ما يصل إلى 300 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030، لأن ثلث الأغذية التي يجري إنتاجها في أنحاء العالم يتم رميها في النفايات. وذكرت اللجنة أن قيمة الهدر الغذائي العالمي تبلغ 400 مليار دولار سنوياً، وأن هذا الرقم قد يقفز إلى 600 مليار دولار في الأعوام العشرة القادمة.

فرنسا، الدولة التي تعتبر نموذجاً للحضارة والرقي، بدأت كأول دولة أوروبية بحملة ضد إهدار الطعام، لأن كل مواطن فرنسي يرمي كل عام من عشرين إلى ثلاثين  كيلوغراماً من الطعام في براميل القمامة، وهو ما يصل إجمالي تكلفته الى 22 مليار دولار.

وقد أقرت فرنسا قانوناً جديداً في إطار قوانين الطاقة والبيئة، يحظر على المطاعم الكبرى التخلص من الطعام غير المباع برميه في القمامة. ووفق القانون يتعين على المطاعم التي تزيد مساحتها على 400 مترا مربعا، توقيع عقود، للتبرع بالطعام غير المباع والصالح للاستهلاك، إلى المؤسسات الخيرية، أو لاستخدامه في إطعام الحيوانات أو كسماد زراعي. وتصل عقوبة مخالفة التشريع الجديد إلى السجن لمدة عامين وغرامة مالية قدرها 75 ألف يورو.

المجتمع الفرنسي معروف عنه حبه للبيئة وحمايتها، حتى ان هناك جمعيات تدعو باستمرار للتعامل مع بقايا الطعام بشكل يخدم الفئات المحتاجة في المجتمع. وهذا ما دفع بشاب فرنسي الى توفير حاجته من الطعام من صناديق القمامة ومهملات المطاعم والمتاجر فقط، خلال رحلته عبر دول أوربية على متن دراجته الهوائية، بدءاً من فرنسا، ومروراً بكل من لوكسمبورغ وبلجيكا وهولندا وألمانيا والسويد، وصولاً إلى بولندا.

وأراد الشاب الفرنسي، شن حملة توعية ضد إهدار الموارد الغذائية النافعة ورميها في صناديق القمامة، بينما يوجد الملايين حول العالم يواجهون مشكلة نقص الغذاء، فقرر تناول وجباته من صناديق القمامة طوال رحلته.

الشاب الفرنسي أعلن بعد انتهاء رحلته، التي استغرقت 10 أسابيع، وقطع خلالها مسافة تصل إلى ثلاثة آلاف كيلومترا، أنه لم يكن يتوقع أن يقتصر طعامه على مخلفات القمامة لأكثر من 4 أيام، وأنه سيضطر إلى شراء الطعام، والمفاجأة أنه وجد كميات تكفيه وتزيد لمدة 10 أسابيع متواصلة.

بقي علينا القول، إن أكثر من مليار شخص في العالم وحسب تقرير للبنك الدولي، يعيشون في فقر مدقع، وما زالت أفريقيا تشكل أكثر من ثلث سكان العالم الذين تشملهم دائرة الفقر، وتليها منطقة الكاريبي والدول التي تعاني من الحروب مثل سوريا واليمن.