[x] اغلاق
منحونا مقابر بدلًا من توسيع مسطحات قرانا
7/5/2017 7:38

منحونا مقابر  بدلًا من توسيع مسطحات قرانا

هادي زاهر
 
كان واضحا بان عدد من يحضر مراسيم ذكرى الجنود الذين سقطوا في المعارك
الحربية الإسرائيلية في تناقص مستمر، والسبب يأتي على ألسنة الناس الذين
يقولون أن لا لزوم لحضور هذه المراسيم فهي ممجوجة بشكل غاية في الملل، كل
عام يأتي إلينا احد الوزراء إلى المقبرة العسكرية في قرية عسفيا ممثلًا عن الحكومة
 ليقول لنا: نحن نعترف بأننا لم نعاملكم بشكل لائق ولكن من اليوم وصاعدا سوف نغلق
الثغرة وسنغطي كل ما لم نقم به فيالسابق، ويأخذ هذا الحديث صيغ مختلفة، وقد (زارنا)
 هذا العام الوزير "أيوب قرا" الذي لا يحمل حقيبة ولا سيولة ولا  مسؤولية
حتى على دفتر شكات...
المذكور لم يبتعد عن السيمفونية النشازية التي يسمعوننا إياها كل عام،
والتي تتلخص في الحديث عن حلف الدم المزعوم وعن وحدة المصير إلى أخره من
كلام معسول كله كذب من ألفه إلى يائه!
 أعترف بان الحكومة لم تعاملالطائفة الدرزية بروح المساواة وانه سيعمل كي
تحصل الطائفة
 حتى على أكثرمن المساواة،  يا سلام.. يعني سيسحب النتن ياهو من أذنه وسيفركها بين
اصابعه!! وهنا نقول للسيد قرا: خليهم يكفوا شرهم عنا وألف خير من عند
الله، نقول ذلك في ظل الهجمة المسعورة على بيوتنا.. في ظل تضيق الخناق
على أماكن سكنانا.. في ظل الهجمة على ما تبقى من أراضينا نقول ذلك في هذه
الذكرى التي يطلقون عليها " ذكرى الشهداء" ونسأل عن أي شيء استشهد هؤلاء؟
هل استشهدوا دفاعًا عن بيوتهم المهددة بالهدم؟ هل استشهدوا دفاعًا
عنأراضيهم التي صادرته
 السلطة؟
 إن الاستشهاد يأتي دفاعًا عن الأرض التيورثناها أبا عن جد.. يأتي دفاعًا
عن الحاضر والمستقبل،
هذا المستقبل الذي يشير بان من أتينا بهم إلى الحياة سيكون صعبًا في ظل
الحكومات العنصرية
التي تحكم البلاد.. التي لا ترى إلا ذاتها.. التي تخطط لقلعنا ولا تخجل
من التصريح بذلك.. التي لا تشبع ولا تقنع.. التي تريد العصفور وخيطه..
البئر والعطاء.. التي تريد الأخضر واليابس، التي تتنكر لمن خدمها ولا
ترمي له إلا الفتات، التي بدلا من أن توسع مسطحات قرانا ليبني شبابنا
 بيوتهم بعيدًا عن الملاحقات محاكماتهم القرقوشية، تمنحنا مقابر عسكرية
في قرانا المختلفة.. التي تتعامل بوحي من أن " العبد قام بعمله وعلى
العبد أن ينقلع "
وطبعا بما أن الحديث عن الدفاع عن الوطن نعود ونقول أن الوطن هي الأرض
فعن أي ارض سقط هؤلاء الشباب؟
 هل سقط ابن عسفيا دفاعًا عن ارض "الجلمي"التي مررت الدولة كل مشاريعها فيها وبذلك
 خربتها؟
وهل سقط ابن مدينة دالية الكرمل دفاعًا عن ارض المنصورة التي بنت عليها
المنطقة الصناعية لمدينة " يكناعم"؟
هل سقط ابن قرية جولس دفاعًا عن أراضي السهل؟
هل سقط ابن قرية بيت جن دفاعًا عن أراضي  "الخيط" وعن كروم العنب
التي سُممت؟
هل سقط ابن قرية حرفيش عن أراضي السهل؟
هل سقط ابن قرية البقيعة دفاعًا عن أراضي " عياطة" التي (تعيط) تبكي على
هؤلاء الشباب الذين سقطوا ضحايا لأطماع الجهنمية لحكام إسرائيل؟
هل سقط ابن قرية كسرى دفاعًا عن أراضي " الغربية"؟
هل سقط أبن قرية يانوح دفاعاً عن أراضي " التوفانية"؟
هل سقط أبن قرية جت دفاعًا عن أراضي " شقاف"؟
هل سقط أبن قرية يركا دفاعًا عن أراضي ؟ مرات"؟
هل سقط ابن قرية المغار دفاعًا عن أراضي " الربضة"
أهلنا الكرام هل سقطوا هؤلاء دفاعًا عن الأرض التي صادرها من يدعون
حمايتها؟!
هل سقط من سقط شهيدًا أم ضحية لصفقة سياسية ساقطة؟!
هل سقط من سقط شهيدًا أم ضحية للبساطة اللا متناهية؟!
هل سقط من سقط دفاعا عن قيم يؤمن بها أم ضحية للبرامج التوسعية لحكام
إسرائيل التي لا تتوقف عند حد
ثم هل سقوط الضحايا الذين خسروا ربيع أعمارهم، الذين تركوا الآباء
يتحرقون من الحسرة الأبدية
الذين تركوا أمهاتهم الثكالى تلتهم أكبادهن أشواق لا تنطفئ، ودموع لا
تجف؟!! اللواتي جففن وأضحت كل واحدة منهن قرقودة، الجلدة على العظمة
 من شدة الحسرة اللا متناهية
الذين تركوا أولادهم أيتاما يحسدون أترابهم لأنهم ينطقون بكلمة "بابا"
الذين تركوا دراستهم وأمالهم العريضة
الذين تركوا زوجاتهم أرامل فريسة للوجع الدائم
الذين تركوا خطيباتهم وهن في قمة طموحاتهن وريعان شبابهن
هل سقوط هؤلاء أثمر لدى السلطات التي تتعامل معنا كعرب من حيث التمييز
وبعض المساكين البسطاء المضللين يرفضون أن يعتبروا أنفسهم عربًا انسجاما
مع سياسة " فرق تسد" لتقسيمنا إلى ملل ونحل ليسهل على السلطات  غرس
أنيابها ومخالبها في لحمنا وبالتالي افتراسنا
ثم يا أهلنا البسطاء هل تخشبت مشاعرنا حتى أضحينا نغض الطرف عندما
 يصفعوننا كل فترة كلما ارتفعت معنوياتنا قليلًا بالقول أنكم مجرد "مرتزقة" وحتى
لو لم ننظر لمعارضة التجنيد من الناحية المبدئية.. هل سقوط الضحايا أدخل المصانع
إلى قرانا وساوانا حتى مع قرانا العربية الأخرى؟
تعالوا لنجري جولة ميدانية في تلك القرى لنكون على بينة
إن القرى العربية التي لا يسكنها أبناء الطائفة الدرزية متطورة أكثر من
قرانا حتى أننا يجب أن نطالب بالمساواة مع بقية أبناء شعبنا
هذا هو السؤال: هل سقوط الضحايا منحنا امتيازًا واحدًا عن بقية أبناء
شعبنا، أم انه ضاعف التمادي في المظالم؟
هل سقوط الضحايا دفع السلطات إلى توسيع مسطحات قرانا المتواضعة
هل سقوط الضحايا  طور البرامج الدراسية التعليمية لنلحق بباقي قطاعات
المجتمع الإسرائيلي ونحن هنا لا نتحدث عن نسبة النجاح في الامتحانات ضمن
ثلاث وحدات.
أهلنا الأحباء إننا أحياء وأموات لسياسة مبرمجة تهدف إلى إبقاء شبابنا
الأحياء ( امواتًا ) في حضيض المجتمع الإسرائيلي، لنبقى خدمًا في سلك
الأمن والمرافق الحياتية الخدماتية الأخرى، ولتعود بناتنا إلى العمل في
بيوت الأغنياء منهم  ومن لا يرى من الغربال أعمى....
فهل هذا ما نصبو إليه.. هل من أجل ذلك نضحي بحياة شبابنا
أهلنا الأحباء إن موقفنا التعيس يدعونا إلى التحرك السريع والتمرد على
هذا الواقع وليكن ما يكون، فقد بلغ السيل الزبى.