[x] اغلاق
لماذا يهدأ الرضيع وأنتِ تحمليه واقفة؟
15/5/2017 10:30
لماذا يهدأ الرضيع وأنتِ تحمليه واقفة؟
كثيرًا ما نتعجب لماذا يهدأ الرضيع بمجرد حمله والسير به، بينما ينفجر في البكاء بمجرد وضعه على سريره. بالرغم من ذلك، تجدين دومًا من تنصحك بألا تحملين طفلك طول الوقت كي لا يعتاد على الحمل. عن نفسي ورغم قراءاتي في تربية الرضع ورعايتهم، كنت أفعل ذلك وأحرص على ألا أحمل ابني إلا للضرورة. لكن يبدو أن الأمر له أصل علمي، إذ تحث الدراسات الحديثة على حمل الطفل والسير به متى تطلب الأمر.
 
 
 
لماذا يهدأ الرضيع بين ذراعيك وأنت واقفة؟
 
 
أثبتت إحدى الدراسات العلمية الحديثة أن الرضع أقل من ستة أشهر الذين تحملهم أمهاتهم وتسير بهم يهدؤون ويقل معدل ضربات قلبهم، وهي علامة على الهدوء والارتياح كذلك يقل معدل حركاتهم اللا إرادية، وذلك بالمقارنة بالرضع الذين تحملهم أمهاتهم وهن جالسات، بل ربطت هذه الدراسة بين احتمالات بقاء الرضيع على قيد الحياة وبين وجوده بين ذراعي أمه، وهذا هو الحال لدى جميع الثدييات.
 
وبهذا فإن هذه الدراسة ترد على المنهج الذي يتبناه بعض الآباء ووصفته "بالمسيء للأطفال"، وهو ترك الطفل يبكي حتى يهدأ والذي لا يُجدى نفعًا مع الكثير من الرضع لأنه يتنافى مع طبيعتهم ورغبتهم في التواصل مع الأم جسمانيًا وعاطفيًا.
 
 
المزايا النفسية والصحية لحمل الرضع:
 
 
1- الرضيع بين ذراعي أمه يتذكر السلام والراحة اللذين كانا يشعر بهما في الرحم، فهو يستشعر أنفاسها وحركاتها التي اعتاد عليها، ولهذا السبب سُرعان ما يستيقظ أو يبكي فور وضعه في سريره الذي لا يتنفس ولا يتحرك.
 
2- حمل الرضيع يساعده على التواصل مع العالم الخارجي ويُقلل من شعوره بالخوف والقلق ويقلل من معدلات بكائه لأنه يشعر بالأمان بين ذراعي أمه. فالعالم شيء مُخيف بالنسبة للرضيع، يُعينه على مواجهته شعوره بكِ وبلمساتكِ وصوتكِ.
 
3- حمل الرضيع يحفز قدرته على الاستكشاف ونمو قدراته العقلية والعاطفية، ففي وضع الحمل يُمكنه رؤية كل شيء ومراقبته مع الشعور بالأمان.
 
 
الآثار السلبية لعدم حمل الرضع
 
 
1- %75 من تطور المخ لدى الرضيع يعتمد على مقدار الاهتمام الذي يتلقاه، لذا فتركه يبكي وحده يُعيق تطوره نفسيًا وعقليًا وينقل له شعورًا بعدم الثقة وعدم الرغبة فيه، والذي يُترجم بعد ذلك إلى عدم المرونة والتمحور حول الذات وسهولة الشعور بالملل والإرهاق.
 
 
2- ترك الرضيع يبكي يجعل البكاء عنده عادة بعكس ما هو متوقع. وبمجرد الاعتياد على البكاء، يُصبح مرهقًا نفسيًا وجسديًا، وهو الشعور الذي سيلازمه عند الكبر، كذلك يُصبح طفلًا عنيدًا وعدوانيًا وصعب إرضائه. لذا من الأفضل دومًا منعه من البكاء من الأساس إن أمكن من خلال تلبية احتياجاته وملاحظة تعبيرات وجهه وحركاته التي يعبر بها عن عدم ارتياحه.
 
 
3- عدم الاهتمام بالطفل من خلال حمله والحديث إليه والغناء له، يجعله يشعر بالدونية وأنه لا يستحق الاهتمام، ويتطور ذلك فيما بعد إلى الشعور بعدم الثقة في الآخرين وعدم الأمان والأنانية والنرجسية أي يتمحور تفكيره حول نفسه فقط، فتخيلي إذا كنتِ في مكان بمفردكِ ولا تعرفين كيف تراعين نفسك، فكيف سيكون شعوركِ حينها؟
 
 
4- عدم ملامسة الرضيع وحمله بصفة دورية يقلل من إنتاج المواد الكيميائية والهرمونات التي تساعد على شعوره بالسعادة.
 
 
 
قد يصعب عليكِ حمل رضيعك طول الوقت، لذا أنصحك بشراء شيالة الأطفال لتساعدك على تهدئة طفلك دون إعاقتكِ عن القيام بالأعمال المنزلية أو شراء الخضروات وما إلى ذلك. كذلك فإن الشيالة ستساعدك على إرضاعه طبيعيًا مع استخدام غطاء الثدي المُخصص للرضاعة في الأماكن العامة دون عناء.
 
 
وتذكري عزيزتي أن رعاية الرضع لا تقتصر على الرضاعة وتغيير الحفاض، بل تتطلب منك تكوين علاقة قوية بينك وبينه تقوم على الحب والحنان والاهتمام دون الانشغال بالهاتف أو العمل.
 
 
أما إذا كنتِ تشعرين بالتعب وعدم القدرة على المواصلة، فجربي الخروج مع أصدقائك الأمهات وطلب العون من أي من أفراد عائلتكِ وخفّضي مستوى توقعاتكِ، وأحيانًا تلجأ بعض الأمهات إلى العمل من المنزل لتوفير الرعاية اللازمة للرضيع وتلبيه احتياجاته النفسية والعاطفية.