[x] اغلاق
المطلوب إعادة النظر في مشاهدة قناة أم بي سي لنيتها عرض مسلسل يتناول زنا المحارم في شهر رمضان المبارك
27/5/2017 5:32

حتى نلتقي     

زاوية يكتبها الإعلامي أحمد حازم    

المطلوب إعادة النظر في مشاهدة قناة أم بي سي لنيتها عرض مسلسل يتناول  "زنا المحارم" في شهر رمضان المبارك

لفت نظري تقرير نشره "اتحاد إذاعات الدول العربية"  يفيد بأن عدد القنوات الفضائية العربية قد تجاوز الألف وأربعمائة فضائية، في حين كان عددها لا يتعدى الثلاثين قناة في مطلع تسعينيات القرن الماضي. ويشير التقرير إلى أن القنوات الرياضية تنفرد بأعلى نسبة في مجموع القنوات المتخصصة في البث الفضائي العربي، حيث يصل عدد هذه القنوات إلى 170 قناة. كما أن قنوات الدراما التي تبث أفلاماً ومسلسلات تأتي في المرتبة الثانية من مجموع القنوات المتخصصة حيث يتجاوز عددها المائة والخمسين قناة. أما القنوات الغنائية فقد وصل عددها بحسب التقرير إلى 124 قناة، مقابل 95 قناة دينية، فيما يبلغ عدد القنوات الإخبارية 68 قناة، وتحتل بذلك المرتبة الخامسة. ويقول التقرير إن القنوات الفضائيّة الربحية حازت على نسبة ما يقارب 19 بالمائة من مجموع القنوات، والسؤال الملح الذي يطرح نفسه: هل نحن أمة الـ " ضاد" بحاجة إلى هذا الكم الهائل من الفضائيات، أم اننا من ناحية فعلية نستطيع الإستغناء عن غالبية هذه المحطات؟

عندما كنا صغاراً في زمن يطلقون عليه (الزمن الجميل) أيام مشاهدات المسلسلات التلفزيونية بالأسود والأبيض، تربينا على مشاهدة مسلسلات تعالج قضايا إسلامية واجتماعية وتاريخية بعيدة عن خدش المشاعر والحياء العام، يشاهدها الكبار والصغار من مختلف الأعمار.

وعلى مشاهدة هذه المسلسلات كبرنا وكنا نرى في الشاشة الصغيرة مصدراً تقافياً وإخبارياً وتعليمياً. وحتى عندما دخلت الألوان إلى التلفزيونات (قبل انتشار الفضائيات) لم تتجرأ  المحطات التلفزيونية العربية والتي كانت غير قليلة، تقديم برامج ومسلسلات  فيها خلاعة وفسق وقلة احترام لذوق المشاهد، كما تفعل غالبية فضائيات العصر الحالي. وما نعيشه في الوقت الحاضر يختلف كلياً عن فترة العهد الماضي، والتي يتمنى كثيرون جداً من الناس عودتها، لأن كلمة ( حياء) على ما يبدو قد تم حذفها من القاموس العربي،

قناة أم بي سي السعودية تبث هذه الأيام دعاية لمسلسل تلفزيوني اسمه ” أمس أحبك وباكر وبعد ” سيبث في شهر رمضان المبارك هذا العام، والذي سيطل علينا بإذن الله يوم غد السبت. الدعاية للمسلسل أثارت حالة من السخط والنقاش في الساحة العربية وأيضا في مواقع التواصل الإجتماعي، لأن هذا المسلسل يتناول موضوع “زنا المحارم” من خلال قصة شخص يجمع بين أختين، والذي يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون في جميع أنحاء العالم، وهو فعل محرَّم في الأديان السماوية، كما ورد على لسان مفتي السعودية.

فضائية أم بي سي ليست هي الوحيدة التي تتحمل المسؤولية عن هذا المسلسل. فهناك شريك لها في التمادي على شعور المسلمين وعلى " قلة الأدب وانعدام الحياء" وهو دولة الكويت، حيث تقول المعلومات ان وزارة الإعلام الكويتية مشاركة في الانتاج وأنها وافقت أيضاً على إنتاجه.

لقد تعودنا من فضائية أم بي سي عرض مسلسلات  أقل ما يقال عنها انها إهانة لشعور المواطن العربي. فقد أقدمت هذه الفضائية في شهر رمضان العام الماضي على عرض مسلسل " كلام من ورق" الذي قامت بدور البطولة فيه  ممثلة الإغراء هيفاء وهبي. فكيف يمكن لمحطة إسلامية أن تعرض مسلسلاً  مليئاً بالإغراء في شهر رمضان، يستخدم المخرج بطلة المسلسل لعرض تفاصيل جسدها والتركيز على مفاتنها.

من المؤسف جداً أن تقوم فضائيات عربية بعرض برامج ومسلسلات لا تتناسب وذوق المشاهد بشكل عام، لأنها تحمل سموماً خفية، وتحدث خيبة كبيرة لدى المشاهد العربي، حيث يبدو بوضوح أن الهدف من بث مثل هذه المسلسلات، هو محاولة لإبعاد الأجيال العربية عن التمسك بعاداتهم وتقاليدهم وضرب المفاهيم العربية والرمضانية وتدميرها، ومحاولة لتضليل المشاهد العربي وإبعاده عن واقعه.

 أللهم اني لك صائم . وكل عام وأنتم بخير