[x] اغلاق
منع الأطفال من استخدام مفرقعات في رمضان والعيد مسؤولية الأهل
21/6/2017 10:48

  منع الأطفال من استخدام مفرقعات في رمضان والعيد مسؤولية الأهل

الإعلامي أحمد حازم

كثيرة هي الأمور التي نعتبر منغصات لحياة الإنسان، أوتندرج ضمن إطار المزعجات له إن كان ذلك في الحياة اليومية بشكل عام، أو في مناسبات معينة. وهناك على سبيل المثال ظاهرة استخدام المفرقعات النارية في شهر رمضان المبارك، حيث أصبحت هذه الظاهرة تلازمنا  خلال الشهر الفضيل وأيضاً خلال أيام العيد، تماماً مثل المسلسلات النتفزيونية. ثلاثون يوما يعيش الصائمون مسلسل المفرقعات بعد الإفطار دون الأخذ بعين الاعتبار مدى الإزعاج الذي تلحقه هذه المفرقعات للناس بشكل عام وللمصلين والمرضى بشكل خاص .

الأمر الذي لفت انتباهي هو وجود أطفال يستخدمون المفرقعات بالقرب من المساجد عند صلاة التراويح مما يعكر بوضوح صفو الحياة الرمضانية. حتى أن بعض الأطفال يرمون المفرقعات بشكل مقصود أمام المارة  والسيارات، الأمر الذي يحدث إرباكاً للسائقين قد تفقد السائق السيطرة عل سيارته.

قبل أيام قليلة قمت بعد صلاة المغرب بزيارة رمضانية لعائلة صديقة وجلسنا في ساحة البيت، لأن الجلوس في الهواء الطلق منعش للإنسان، خصوصاً إذا كانت هناك نسمات تخفف من حرارة الجو. لكن المنغصات لا تترك مجالاً للتمتع بالنسيم الطبيعي. فلم يمض على جلوسنا دقائق حتى بدأت شظايا المفرقعات  تطير هنا وهناك. فتية  من الحارة يستخدمون مفرقعات نارية تحدث أصواتاً مدوية شديدة الإزعاج عابثين بالهدوء الرمضاني الذي يريده كل صائم.

المشكلة أن هؤلاء الفتية ليسوا غرباء، إنما من الأهل والأقرباء. قلت لصديقي المضيف أن يتدخل في الأمر ويتحدث مع الفتية لأن الحالة بالفعل لا تطاق. فأجابني المضيف بألم وحسرة، " أن أهل الفتية المزعجين هم من العائلة، وإذا ما تحدثت إليهم يزيدون من إزعاجهم ولا يأبهون بما أقول".  فاستغربت من جوابه متسائلاً : وماذا عن أهلهم؟ فقال لي بحسرة أكبر من الأولى: " خليها على الله يا جارنا". بمعنى أن الأهل هم الذين يشجعون أولادهم.

إن استخدام المفرقعات والألعاب النارية في شهر رمضان والأعياد، ظاهرة تزداد انتشارها في مجتمعنا، وحتى في كل تواجد الصائمين في العالم العربي. الأمر الذي يعتبر لا مبالاة وإهمالاً متعمداً بحق أطفالنا.  وتعتبر هذه الظاهرة  المنتشرة في مجتمعنا بلا رقيب او حسيب عادة سيئة غير صحية، تقلق السكان وتعكر حياتهم وهدوئهم لما تسببه من إزعاجٍ كبيرٍ خاصة بعد الإفطار، وينجم عنها إصاباتٍ بين الأطفالِ، الذين يقومون بتفجير المفرقعات بعد أذان الافطار حتى في الليل.

لا شك أن من حق الأطفال الاحتفال برمضان وبأيامه، ومن حقهم البحث عن آليات تسلية تدخل الفرح والسرور إلى قلوبهم، لكن ليس باستخدام مفرقعات وألعاب نارية، تلحق أضراراً بأجسامهم تصل أحياناً إلى (الطرش) أو إلى فقدان بعض أصابع اليد. ويرى بعض المختصين في هذا الأمر  "أن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات، كل ذلك يعد سبباً رئيساً للإضرار بالجسم، خاصة منطقة العين الحساسة، والرماد الناتج عن عملية الإحتراق يضر بالجلد والعين، إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، حيث تصاب العين بحروق في الجفن أو بدخول أجسام غريبة في العين أو بانفصال في الشبكية، وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للعين ويمكن أن يتسبب في فقدان بعض الأصابع، لأن اكثر مناطق الجسم تعرضا للحروق الأصابع والذراعين والعين والوجه، كما أن المفرقعات ينجم عنها أخطار الحرائق والتلوث الصوتي الذي يسببه انفجارها  لأن دويها  يؤثر سلباً على الجسم،  كما يمكن للألعاب النارية أن تلحق أضراراً بالأذن"

علماء مسلمون تنبهوا لخطورة هذه المفرقعات وما ينجم عنها من مضار. ولذلك أصدر المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني فتوى تحرّم بيع المفرقعات لما فيها من الإزعاج والايذاء والترويع الذي يتنافى مع أخلاقيات وذوقيات الإسلام. الدكتور مشهور فواز محاجنة، رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء،  أوضح في بيان له أنه “في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة الألعاب النارية والمفرقعات وهي عادة سيئة فيها إيذاء للنفس والنّاس، فضلاً عمّا في ذلك من إضاعة وتبذير للمال بغير وجه شرعيّ وبغير منفعة وفائدة”، وجاء في الفتوى: إنّ المفرقعات تلحق الأذى بأجساد الناس وممتلكاتهم، فكم من طفل قطعت أصابعه واحترق جسمه؟! وكم من بيت احترق؟! وكم من سيارة احترقت جراء استعمال هذه المفرقعات؟! إضافة لما في ذلك من الإزعاج والترويع للناس الذي يعتبر من الظلم، وهو حرام بكل حال بل وكبيرة من الكبائر.

وبما أن أولادنا هم فلذات أكبادنا، فإن الأهل يتحملون المسؤولية الكاملة عن هذا الأمر، فهم الذين يعطون النقود لأولادهم لشراء  المفرقعات الخطيرة ولا يحذروهم من مخاطرة استعمالها، ناهيك عن جشع بعض البائعين الذين يضربون بعرض الحائط عواقب بيعهم المفرقعات للأطفال.

والمفروض أيضاً بالمعلمين في المدارس تحذير الطلاب من خطورة استخدام المفرقعات، وتقديم شرح مسهب لهم عن هذا الأمر، للمساهمة في الوصول إلى نتائج إيجابية. كما أن أئمة وخطباء المساجد مطالبون أيضا بلفت نظر المصلين إلى كيفية إرشاد أطفالهم لمنعهم من استخدام المفرقعات. عيد فطر سعيد وكل عام وأنتم بخير.